الأربعاء، 5 أبريل 2023

الطرق علي التابو ونبش أوكار الأفاعي في الدراما السودانية مسلسل

 الطرق علي التابو  ونبش أوكار الأفاعي في الدراما   السودانية مسلسل 

 (ودالمك) نموزجا

يوسف ارسطو

في موسوعة ويكيبيديا التابو ..

 جمعها تابوهات:- وهي كلمة بولينيزية تطلق علي المحظور في نظر المجتمع) اي مايعتبر في أعراف المجتمع أو السياسة من المحرمات وقد تقرن لدي البعض بمفهوم الحلال والحرام)   ووفقا لما ذهب إليه التعريف أعلاه فالتابو(خط أحمر لايقبل المجتمع الطرق علية بغض النظر عن مدى كون _التابو_مبررا أو حتي متناسقا مع القوانيين و الشرائع)

ومن الأمثلة علي ذلك  مسلسل (ودالمك) في دراما رمضان السودانية لهذا العام 2023م ،

الذي  أثار ضجة عديد المنابر الدينية التي خدمت الإعلان عنه وروجت له  فأصبح حديث الناس و موضوع أنسهم  في كثير من الأماكن   فردودات وتحذيرات وتهديدات بعض خطب الجمعة السابقة قد نبهت  إلى ان مكانتهم  في خطر ومحل صراع وتنازع ومواقفهم محل عدم رضى   في  زماننا زمن الثور والتطلعات الجديدة لما بعد     الإسلام السياسي (الأيديولوجيا) وليس الإسلام الرسالة   خصوصا أنه تناول شريحة رجل الدين الذي يحسب عند بعض الثوار في صف الفلول والرجعية وضد تطلعات القوي الصاعدة   ومتعطشة للتغيير، إضافة إلى أن  التابو يعتبر في العرف السوداني من المقدس و بمنأى  عن  التناول النقدي في الحوارات العادية ناهيك عن التجسيد والتشخيص الدرامي    فالعمل الدرامي استدعي موضوعا  استدعائه ضروريا لخلخلت مواقف الفلول  برفع القداسة عن المنتفعون دنيويا من الإسلام الأيدلوجيا ولو عن طريق التمثيل والدراما  ..فالدراما كفن وعمل إبداعي لديه قدرة  فضح وتعريةوكشف كثير من المسكوت عنه وكثر النابوهات  و المحظور مما يساهم  في خط تطلعات الجماهير و تغيير الواقع فهي الأداء والوسيلة الأمثل والأسرع في عملية التواصل والتأثير في المتلقي عبر تطرقها المباشر والغير مباشر لما يدور من أحداث وفي قدرتها علي التنبؤ بما يمكن أن يحدث أو يحتمل حدوثه ولايشترط حدوثه فعلا وذلك بتجسيدها لتطلعات الإنسان وأحلامه ومعالجة الأفكار  التي تحول دون تقدمة وتمثل حجر عثر ومهدد للثورة والتغيير  فهي((تكرس لذيادة الوعي بما يحدث ومايمكن أن يحدث والإحساس به وإدراكه ممايمكن من دراسة الأسباب المنشأة له والنظر في كيفية التعامل معه ووضع الخطط والبرامج لمعالجته))# فإذا افترضنا أن ما تم معالجته  في العمل الدرامي مايحتمل حدوثه فقط أي أنه ليس حدث وليس من أحداث واقعية حدثت تبقي ضرورة التناول مهمة من باب التنبؤ لما يحتمل حدوثه لنتمكن من دراسة الأسباب المنشأة له والنظر في كيفية التعامل معه ووضع الخطط والبرامج لمعالجته . وبغض النظر عن واقعية أو عدم واقعية الثيمة أو الأفكار التي طرحت يكفي درودات الفعل والضجة  والحوارات المجتمعية التي أحدثتها في وحول شخصية رجل الدين الفاسد  .. وهو المحور الذي هيج بعض الائمة وخطباء المساجد  الذين ربما تحسسوا خطر كشف وفضح حقايق بعضهم  كبشر غير معصومين من الخطأ والتي كانت تابو وفي غياهب المسكوت عنه إلى  وقت قريب .

و  يبقي لابد من تجسيد شخصية رجل الدين كشخصية إنسانية عادية والتي يمكن أن تكون صالحة أو طالحة تخطي وتصيب  وكما داخل استاذنا الفنان محمد السني دفع الله في مجموعة تواصل الدراميين (واتساب) عن العمل موضوع هذه المقالة في أقوي الردودات للذين يتهمون  المسلسل بالتعرض للدين والتدين بالنقد   ويستهدف الدين والتدين  ((( 

   غير أن أخي الغالي لايمكن أن يكون 

الكاتب يقصد الاديان والتدين  ...وإنما يقصد رجل الدين الفاسد وما أكثرهم..ولايوجد مايخذي في مثل هذا التناول لو كان الشخصية دكتور أو معلم هل كان هناك فرق أو عسكري سياسي فاسد هل على هؤلاء كلهم أن يرفعوا عريضة ضد المؤلف لأنه كفر بهذه المهن حينما تناول الفاسد فيها ..ربما يكون بناء شخصية الرفاعي ضعيف وهش لكنه لايستهدف الدين ولا التدين وإنما يستهدف كل فاسد مثله وما أكثرهم..))) والذي يجب التنويه له أن العمل جاء في فترة  يموج السودان فيها بمنعطف ومد ثوري عظيم وتطلعات جمه للنهوض  بالثورة ،والتي تعني التغيير السياسي والمجتمعي، فالأول تغيير وجوه بوجوه والثاني أيدلوجيا بأيدلوجيا فإذا كان الدين الذي يقصدون  رسالة الإسلام التي بعث بها رسولناالكريم محمد صلى الله وعليه وسلم فهي باقية وسوف تظل مابقيت الدنيا أما إذا كان الدين عندهم أيدلوجيا لنفر ومشروعات سياسية لمجموعات تريد أن تستحوذ وتستأثر بها علي السطة و تتسلط بها علي الشعب فتلك أيدلوجيا ثأر عليها السودانيون بعد أن جربوها ثلاثين سنة فهم مع  التدين والدين الرسالة  الروحية والانسانية.  وعندنا الدين الرسالة هو المقدس والنابو و(خط أحمر)  والدين الأيدلوجيا والمشاريع السياسية هي جحور الأفاعي التي يجب الحذر منها وتوعية الناس بحقائقها غير أن تجسيد وتشخيص رجل الدين الفاسد ربما لغرس رؤى جديدة ترفض القداسة لرجل الدين التي تصل حد الشرك في بعض الممارسات بحيث يرفع رجل الدين إلى المعصوم  والمجيب في حين أنه بشر  يمكن أن يكون فاسد وفاجر  .

فقد غاب عن الذين هاجموا المسلسل الدرامى وهوتمثيل بشرية الأنبياء، وارتكابهم للأخطاء، والجرائم الكبيرة كما قتل سيدنا موسي للنفس   وهو نبي فهل التعرض لفساد رجل الدين هو هجوم علي الدين والمتدينون كما يروجون؟ وإلا ما المقصد والهجوم من بعض  خطباء الجمعة غير الإعلان عن معصومية المشايخ وقدسيتهم  ؟

#البيان التأسيسي لجماعة مسرح السودان الواحد 2004م_2016م.