الجمعة، 31 مايو 2013

الفاضل سعيد_اسطورة المسرح السوداني






من رواد المسرح في السودان:
الفاضل سعيد_اسطورة المسرح السوداني
  كتب الهادي الشواف  
الفاضل سعيد درار من مواليد حي بيت المال بمدينة أمدرمان في العام 1935 م ينتمي أصله إلى قبيلة الدناقلة من ناحية والديه نشأ فى بيئة دينية وتاريخية لها أبعادها الحضارية، وهى منطقة دنقلا الغدار بشمال السودان . والده سعيد ضرار سلنتوت، ووالدته فاطمة محمد سلنتوت وسلنتوت تعنى الصالح ، او ابن صالح ، فوالده لا يعرف اللغة العربية يرطن فقط والوالدة لا تعرف الرطانة ولكنها تجيد اللغة العربية وتربى عند جدته احدى نساء ام درمان القدامى بكل ثقافة ام درمان وحي بيت المال. والأسرة فيها من جاء مع المهدي الى ام درمان. ومنها من استشهد في معركة شيكان. 

بدأت دراسته بخلوة الفكي الحوري ( ودكنه ) ثم مدر
سة الهدايا الأولية التي تقع مباشرة شرق منزل السياسي الراحل عبد الله خليل ودرس المرحلة المتوسطة بمدرسة الأقباط المتوسطة والمرحلة الثانوية بمدرسة فاروق والتي سميت بعد ثورة يوليو المصرية باسم مدرسة جمال عبد الناصر و التقى من خلال دراسته الأولية بمدرسة الهدايا بالفنان الراحل خالد أبو الروس قطب أقطاب فرقة السودان للتمثيل والموسيقى الذي كان يقوم بتدريس مادة الرياضيات ومنذ تلك الطفولة اليافعة عشق وتأثر بأستاذه خالد أبو الروس للنشاطات والأشكال التي كان يغطيها وقام بتكوين فرقة مسرحية بالمدرسة وكان يقتاد هذه الفرقة ليقيم عليها مسرح الملايا حيث يقوم بدق أربعة أعواد من القنا على الأرض وحولها يشر ثلاث ملايات في ثلاثة اتجاهات بحيث تبقى الواجهة مفتوحة ويقدم من خلالها أعمال الفنان خالد أبو الروس الذي كان يتابعه في الليالي الساهرة ليقوم بمحاكاته ونقل مايشاهده إلى فرقته الصغيرة والتي كانت تقدم عروضها في بيوت أعضاء الفرقة. وعندما كان يمثل تكون علقته مضمونة في صباح اليوم التالي على يد أستاذه خالد أبو الروس الذي وقف في طريقه باكرا وهو في هذه السن الصغيرة لكي يترك التمثيل وبعد أن اشتد الضرب وتكرر كثيرا تماسك ذات يوم وامتلأ شجاعة وتوكل على الحي الدائم وواجهه قائلا : لو التمثيل ده كعب كده وبدقو ليهو أنت بتمثل ليه ؟؟ فرد عليه الأستاذ خالد أبو الروس : يا ابني انصرف لتعليمك لأننا نريد فنانا متعلما وحينما يشتد عودك وتتفوق في دراستك تأتي فنانا ناضجا ومفيدا. 
والفاضل سعيد على أعتاب المرحلة المتوسطة انتقلت أسرته من حي بيت المال إلى حي ودنوباوي ولحسن حظه كان منزل أسرته مواجهاً لباحة مسجد السيد عبد الرحمن المهدي حيث مقر فرقة الكشافة بساحة المسجد وكان يرعى هذه الفرقة السيد عبد الرحمن المهدي ومن بعده السيد عبد الله الفاضل حيث كانت تقام ليالي السمر في كل أسبوع وتنقسم فرقة الكشافة إلى مجموعات تتنافس في مجالات الشعر والتمثيل والغناء وبعد صراع شديد مع عائلته وإلحاح منه انضم إلى فرقة الكشافة وكان حينها أصغر كشاف وأصبح يمثل مع الفرق المتنافسة في التمثيل وعندما تشترك مجموعته في العروض يتوافد عدد كبير من الناس خصوصا سكان حي ودنوباوي لمشاهدته وكان هذا بداية اكتسابه للجمهور و التحاقه بالكشافة أتاح له فرصة المشاركة بالتمثيل كأصغر عضو فيها وأول ما قدم كان ترجمة قانون الكشافة وتحويله الى دراما بمشاركة بقية الصبية في ارتجال التمثيل ليخرج في النهاية المدلول عبارة عن قانون الكشافة وهى الخطوة الاولى نحو بداية التأليف والتمثيل معاً. وكانت تقف بجانبه جدته مريم بت علي قيلي ( جدته لامه ) وقد كانت إمراة أمية ولكنها معروفة في حي بيت المال بطيبتها وسخريتها ولسانها اللاذع فقد كانت منحازة له في صراعه العائلي ليس لان التمثيل يعجبها ولكن لأنها كانت تحبه كثيرا وأخذ من جدته السخرية والثقافة السودانية المليئة بالحكم والأمثال والأحاجي شأنها شأن كل حبوبة سودانية أيضا السيد عبد الله الفاضل كان معجبا به كثيرا ويقوم بتشجيعه وتحفيزه ويكافئه.
في مدرسة فاروق الثانوية تعرف على أساتذته الفنان الكبير أمين الهنيدي مدرس التربية الرياضية والأستاذ محمد أحمد المصري ( أبو لمعة ) مدرس الرسم والتربية الفنية والأستاذ مصطفى كامل مدرس الموسيقى وهو الذي وضع ركيزة الموسيقى السودانية وزامل خلال تلك الفترة الراحل محمد خوجلي صالحين الذي كان يسبقه في الفصول وكان مسئولا عن الإذاعة المدرسية وكذلك حمدي بولاد وحمدي بدر الدين الذين كانوا يمارسون هوايتهم بالإذاعة المدرسية وفي هذا الجو بدأ ممارسة هوايته مع التمثيل مرة أخرى بعد أن توقف بسبب الضغوط العائلية. وبعد إكماله للثانوي التحق بجامعة الخرطوم لدراسة الآداب، لكن شغفه بالمسرح جعله يقدم اوراقه للالتحاق بمعهد الموسيقى العالي بالقاهرة ثم اتجه إلى تكوين فرقة ( الشباب) بنادي العمال وكان مسرحه هو الحدائق العامة وبيوت الأفراح وساحة المولد والأندية الرياضية ( الهلال والمريخ والموردة .. الخ ) وسلك طريقاً آخر بتقديم التمثيليات الصغيرة والجادة عبر برامج ركن المرأة ، وركن الاطفال، وركن المزارع، بعدها اتيحت له الظروف بعد مسرح البراميل الذي اصبح مسرح الاذاعة ، وتحول للمسرح القومي، ليتم الاعتراف من الاذاعة والالتحاق بها. 
أصبح الفاضل سعيد يتعاون مع الإذاعة وأول أجر استلمه كان في العام 1959 م ثمانين جنيهاً واستلم ذلك المبلغ وهو بين مصدق ومكذب وقام بوضعه داخل خزنة حديدية باعتبار أن ناس الإذاعة قد أخطأوا ومن الممكن ان يرجعوا في أية لحظة لاسترداد المبلغ وأول أعماله المسرحية كانت مسرحية دستور يا سيادي وهي مسرحية اجتماعية تدعو لمحاربة الزار وهي اقتباس من مسرحية ( مدرسة الفخار ) لنجيب الريحاني وكان ذلك في 23/11/1958 م وتوالت بعد ذلك أعماله المسرحية وارتبط بشخصيات نمطية تأثر بها قبله الفنان عثمان حميدة ( تور الجر ) وكذلك ظهرت شخصيات بلبل وابوقبورة وكان العجب أمه إضافة لهذه الشخصيات وبت قضيم وشخصية كرتوب ويتمتع الفاضل سعيد أيضا بموهبة الشعر ولديه ديوانان باسم أغاريدي ومسرح الكلمات لم تطبع بعد وتعاون مع الفنان الراحل محمد أحمد عوض في أغنيات رجاء (أبوي ماتقول ليه لا) والبوسطجي وضربت ليه تلفون وعرف الفاضل سعيد بعشقه لمدينة بور تسودان والتي زارها أول مرة في العام 1958 م وعندما قدم الفاضل سعيد مسرحيته أكل عيش في بداية الموسم المسرحي في نهاية الخمسينيات غامر وذهب لتقديمها في بور تسودان وعند توقف القطار في بور تسودان وجد شيئا مدهشا كانت الجماهير تستقبله في محطة القطار باللافتات والتصفيق كأنما تستقبل زعيما سياسيا في زمن لم يعتاد فيه الناس الجلوس لساعات بالمسرح إلا للغناء من اشهر اعماله دستور يا سيادي ، أكل عيش ، الفي رأسه ريشة ، الكسكته ، الناس في شنو، نحن كده ، النصف الحلو ، التمر المسوس ، جارة السوء ، الحسكنيت وكل مسرحياته من تأليفه عدا مسرحية جارة السوء من تأليف السفير الكويتي الراحل عبد الله السريع الذي كتبها خصيصا له ومسرحيته أكل عيش هي أول مسرحية عربية تعرض في التلفزيون المصري في العام 1969 كما قدم في العام 1980 م مسرحية نحن كده على مسرح البالون ومسرح مترو بولي وقدمها أيضا في عدد من المدن مثل المنصورة وطنطا والزقازيق والإسكندرية وأسيوط وقد وجدت قبولا شديدا من الجمهور المصري ومن المسلسلات : موت الضأن وله فيلم : رحلة عيون ومنح الدكتوراة الفخرية .
تزوج الفاضل سعيد في 23/11/1960 م من السيدة الفضلى حسنه المدثر وأنجب مجدي وجمال وناصر ومحمد وأكرم وإيهاب وانتصار ومواهب ورحل في يوم الجمعة 10/6/ 2005 م وهو يؤدي رسالته بمدينة بور تسودان حيث كان يقدم آخر أعماله مسرحية (الحسكنيت ) حيث قدم خلالها ثلاثة عشر عرضا وفي تلك العروض كان يردد عبارة لم تكن موجودة في النص وهي (أعفو مني لله والرسول) وكان يردد الجمهور خلفه (لله والرسول) رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه برفقة الشهداء والصديقين.

عن استضافة مريم مجوب شريف بمنتدى التراث والثقافة الوطنية




الاستاذة مريم محجوب شريف وجانب من المنتدي

"الباحث الإنثربولوجي هو دائما في حالة أكتشاف الذات"
نشرت في الملف الثقافي لصحيفة القرار- السبت16فبراير 2013م
استضاف نادي التراث والثقافة الوطنية وجماعة مسرح السودان الواحد في منتداهم الدوري بنادي الاسرة يوم الثلاثاء 12 فبراير 2013م، الاستاذة مريم محجوب شريف الباحثة الانثروبولوجية، في جلسة حوارية حول الانثروبولوجيا وعلاقتها بالدراما بصورة عامة وبالمسرح على وجه الخصوص، ابتدر المسرحي يوسف أحمد عبدالباقي الجلسة بتوضيح أهمية هذه الجلسات الحوارية حيث قال: (هذه الجلسة الثالثة من مجموعة جلسات تستهدف عملية مراجعة لمجموعة من النظريات والمناهج النقدية بالاضافة الي بعض العلوم المجاورة القصد الاساسي منها هو أحداث حراك وفتح بعض الحوارات حول قضايا ذات صلة بعملية النقدية كمقدمة لفاعليات مهرجان المسرح الحر المزمع إقامته في الفترة من 21 إلى 26 من شهر مارس 2013م، وكمدخل لملامسة بعض القضايا المتعلقة بالدراما تمهيداً للوثوب نحو حلم قديم ومتجدد وهو تأسيس معهد "السودان الواحد للفنون الادائية").
اما الاستاذة مريم فقد بدأت محاورها الاساسية بمدخل تعريفي للانثروبولوجيا حيث قالت: ان أي محاولة القبض على تعريف كافي وشافي من الصعوبة بمكان، وأي محاولة للاشارة الي الاب الشرعي لأي علم هي محاولة مجانية، ولكن هنالك محاولات من بعض العلماء في اوروبا لفصل الفلسفات الاجتماعية كمحاولة لوضع إطار علمي للانثروبولوجيا، وعلى مستوى الوطن العربي حاول "ابن خلدون" فصل التغيير الاجتماعي والتفسير الديني للظاهرة، ومن المعروف ان كل العلوم مهتمة بدراسة الانسان أو وضع دراسات من أجل الانسان، والباحث الانثروبولوجي كدارس هو دائما في محاولة أكتشاف الذات في التعامل مع اللآخرين، وهكذا لا يوجد تعريف واحد أو تعريف محدد أو من زاوية أو اتجاه واحدة، فمناهج البحث في التراجم العربية (المصرية تحديداً) تعتبرها منهج لدراسة طريقة جمع المعلومات المدونة، وهذا يعتبر من أصول علم الانثروبولوجيا، وتعريفها من النهاية الوظيفية هو معجم الفهم العريض لدراسة الانسان بإعتباره "منتج وناتج" أجتماعي خلق في ظروف إجتماعية وإقتصادية وسياسية... محددة، ولكن ممكن القول ان المقصود بالانثربولوجيا في واحدة من تعريفاتها هو دراسة الإنسان من جميع جوانبه الطبيعية والسيكولوجية والاجتماعية، ومن ثم تحدثت عن معنى كلمة "أنثروبولوجيا" من الناحية الاشتقاقية حيث قالت انها مشتقة من الكلمة الإغريقية Anthropo، أي الإنسان؛ والكلمة Logy أي العلم، أي أن الكلمة في معناها اللغوي "كلمة مقابل كلمة" معناها دراسة الإنسان... ونتيجة لتنوع الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، تبنى الأنثروبولوجيون التعريف اللغوي لعلمهم؛ ولذلك يحاولون دراسة الإنسان وكل أعماله، أي كل منجزاته المادية والفكرية، أي الدراسة الشاملة للإنسان... وقالت ايضاً بالضرورة لكل مجتمع مساهمته في هذا المعرفة بشكل أو بأخر... وايضاً ذكرت انه لا يمكن ان تتم المقارنة ما بين المجتمعات وتصنيفها بأي شكل من الاشكال بأن نقول هذا - مجتمع أول وهذا ثاني أو هذا متقدم وهذا متأخر – دون وضع معاير صارمة وواضحة... ولكن يظل لكل مجتمع معايره المعرفية والاخلاقية... ومن ثم تجولت في سياحة واسعة حول الانثروبولوجيا والانثروبولوجيين ونظرياتهم المختلفة حيث توقفت في بعض المحطات المهمة المرتبطة بتطور الانثروبولوجيا ومساهمات المجتمعات البشرية المتعددة فيها.
ومن ثم اتقلت الى الحديث عن تجربتها كأنثروبولوجية التي اقتصرتها في تجربتين الاولى كانت ميدانها دار ايواء الاطفال المجهولي الابوين.. حيث ذكرت فيما معناه ان هذه التجربة تركت أسئلة جوهرية حول مفهوم الغريزة لدي الام وخاصة وان هنالك ام لديها استعداد "تجدع" طفلها وأخري لديها استعداد ان تربي.
والتجربة الثانية وكان ميدانها منطقة جنوب كردفان حيث امضت اكثر من شهر لمقابلة "الكجور"... ومضت الاستاذة مريم في استعراض هذه التجربة بعكس عوالم "الكجور" كطب بديل، وطبيعة مرضاه وكيفية مقابلته والكيفية التي يعمل بها في أكتشاف المرض ومعالجته.. وذكرت ان هنالك حالات يتم تحويلها الي المستشفي باعتباره مرض محله هو الطب المعروف، وهذا يعكس توزيع الادوار وتحديد وظيفة كل منهما... وحاولت في هذه التجربة ان تستدع مجموعة من الشخصيات التي في شكل من اشكالها تشبه ما يتم من خلال المعالجة الدرامية لبعض القضايا... كما حاولت ان تعكس الحوار الذي يدور ما بين الكجور ومرضاه، والذي تجسد في امكانيات عالية للتعايش والتواصل ما بينهما من خلال لغة الجسد وعبر العصا وغيرها... وحاولت تتتبع دلالات الاقيونات الموجودة في المكان مثل روؤس الثيران والجلود الازياء التي يرتديها الكجور وغيرها... ربما تكون مرتبطة بارواح الاسلاف كما يعتقد البعض أو مرتبطة بقدرت الكجور في العلاج وبالتالي فهذه العلامات بمثابة شهادات له تعكس عدد ما قدم من قاربين من الحيوانات كدلالة على عدد المرضى... الخ،
في ختام هذه الجلسة كانت هناك الكثير من المداخلات التي شكلت اضافة حقيقة للحوار، واتفق الجميع على مواصلة الحوار حول هذا الموضوع والتوسع فيه أكثر... مع انتظار ما ستتوصل اليها الباحثة الانثوبولوجية مريم محجوب شريف من خلال اكتمال تحليلها لتجربتها مع الكجور في منطقة جنوب كردفان.

عرض أنا والتبيعة والكتاب ثنائية الرؤية وثبات الأداء:-



مهرجان المسرح الحر الدورة الثانية 2013م
جلسات النقد التطبيقي – فعل رصين ووجهات نظر مختلفة
الاستاذ الناقد ابوطالب محمد



ورقة رقم (1 )
عرض أنا والتبيعة والكتاب ثنائية الرؤية وثبات الأداء:-
إعداد وتقديم/ أبوطالب محمد
الاستاذ الطيب الامين مؤلف ومخرج العرض
 ورقة قدمت في عرض أنا والتبيعة والكتاب  في منبر الجلسات النقدية المصاحبة لمهرجان المسرح الحر الدورة الثانية2013، بمركز شباب السجانة، عرض أنا والتبيعة والكتاب من تأليف وإجراج الطيب الأمين، تمثيل فرقة عروس الرمال العرض منودراما لممثل واحد جسد أداءه التمثيلي الشاب منصور فيصل، مشاركة طيبة في المهرجان من ولاية النيل الأبيض مدينة كوستي.
مداخل منهجية:-
أولاً:- العرض المسرحي الحديث ورحلة البحث عن مضمون:-
الممثل منصور فيصل عرض  انا والتبيعة والكتاب-مهرجان المسرح الحرالدورة الثانية
ثانياً:- العرض المسرحي الحديث ورحلة البحث عن مضمون:-
وفي فترات لاحقة بحث العرض المسرحي عن مضمونه الفكري من خلال فضاءات السنوغرافيا، ومن إشكاليات هذا المصدر في بنية العرض تتمثل في عدم إنسجامه وتوحده علي مستوي الدلالات السيميائية، مما يجعل العرض سابح في فضاء تخم سيميائية لم يستطع صانعو العرض فك شفراتها وتوظيفها بصورة سليمة ومنهجية في صالح الرؤية الإخراجية.
ثالثاً:- العرض المسرحي الحديث ورحلة البحث عن مضمون:-
وللعرض المسرحي مصدر أخر يتمثل في رؤية الأداء التمثيلي وخطابه ورسالته فنياً وفكرياً، لأن المتابع بعين ناقدة لكم العروض المسرحية المقدمة علي خشبات المسارح سواء في المراكز الثقافية أو خشبة المسرح القومي أو مهرجان المسرح الحر أو فعاليات مهرجان البقعة الدولي للمسرح  يجد ظاهرة أداء تمثيلي حاضرة بشكل ملفت للنظر تجعلك تتسائل عن حضور الأداء التمثلي وتجاوزاته للمناهج الأدائية المختلفة، مما قادنا الي تساؤلات تخلص الي رحلة بحث عن مضمون العرض الفكري في خطاب الممثل هل هو خطاب لممثل؟ أم ظاهرة لإستعراض جسد شكلت حضور علي الساحة الأدائية؟ أم خطاب لظاهرة لها خلفيات منهجية؟ أم حضور مزعج ناتج عن عدم منهجية؟، وما الداعي أن نجعله مصدر لعرض مسرحي؟ تساؤلات تطلب وقفة لقراءة راهن الأداء التمثيلي ، لذا إكتفينا بحضوره فقط كمصدر للعرض وما يستصحبه من إشكاليات يعاب عليها مقدموه بعدم غياب المنهج الأدائي الخاص لكل مؤدي وتجد الكثير منهم ليست لديه رؤية واضحة أو خطاب باين في بنية العرض يضاف الي رؤية المخرج الكلية وتجعل العرض ذو رؤية فنية لها أبعاد فكرية تعيد صياغات المصدر في بناء فني متكامل، ورغماً عن إداءهم المخل كمصدر للعرض الحديث تجدهم عبارة عن أرقوزات أوعرائس أو دمي تتحرك وفق إرادة مخرج ما، صال وجال في بحثه عن مضمون العرض في مستويات عددا ولم يتوصل الي توظيف مصدر فكري أي كان نوعه في قراءة رؤيته الإخراجية، وعرض أنا والتبيعة والكتاب نموزج دال علي عرض بحث عن مصدره من زوايا الأداء التمثيلي وجسد في فضاءاته الفنية واقع لشخصية لا تنتمي لأصل ولاهوية محددة حاول الأداء في خطابه أن يعكس أو يناقش حدوث ظاهرة التشرد التي أضحت المدن مرفأ ومأوي لكل من زعزعته الحروب وظاهرة الفقر والجفاف والتصحر داخل وطن فشلت السلطات السياسية المقدرة علي أمره أن تطفئ لهب نيرانه، لدرجة جعلت مؤدي العرض أن ترتبط حياته طيلت فترة العرض بمستوي مكان جسد دلالات سيميائية مشار اليها هنا كانت مقبرة – ممنوع البول – ممنوع رمي الأوساخ – ممنوع الكلام، لذا صار المكان في العرض ومايحمله من قذارة أوساخ مأوي لهذه الشخصية وتقيداتها بتبيعة وكتاب شكلان حاجزاً حرم مؤدي العرض أن يتحرك في فضاءات الخشبة الي مستوي أخر، كأن العرض يشير الي حياة الكثير من الكتاب إرتبطت حياتهم بمستوي أمكنة متقاربة الي أمكنة عرض التبيعة، لذا صارت رؤية الممثل كخطاب داخل بنية العرض مشكلة ثنائية مع ثنائية النص الأدبي ونص المخرج، لم يستطع الممثل أن يجسد طبيعة الأداء الإجتماعي لظاهرة التشرد في رؤية فنية تعكس خطابه ورسالته في قضاء كلي للرؤية الإخراجية، وفي طرح الممثل داخل العرض وإصراره علي تغيير مجري حياته بقطع دلالة التبيعة عاد اليه مرة أخري ربما عودته نتيجة لإنهزامه أوعدم مواجهته لثورة التغيير جعلته يحن للمكان وغير قادر علي توصيل خطابه، وإنفصاله من التبيعة عكس دوره كمؤدي منفذ لرؤية المخرج دون مراعاة لخطاب رسالته، مما جعله مؤدي لم يتخذ قرار واضح يواجه مصير حياته، قدم أداء فني في شكله السيميائي جيد لكنه غير متناسق مع طبيعة الأداء الإجتماعي، لذا صار أداءه عاجز في توصيل خطابه كممثل يضيف الي الرؤية الفنية المتكاملة للعرض، بناءً علي فرضيات الورقة خلص العرض كرسالة فنية الي ثنائية مع مقولات النص الأدبي وطغيا علي خطاب الممثل ورسالته الفنية في توصيل رؤية أدائية ثابتة بكل محمولاته ومضامينها الأدائية، وخلصت الي طريقة أداء تمثيلي عجز في طرح رؤية أدائية إجتماعية لظاهرة التشرد التي جسدت في أعمال فنية حملت لواء ثورات داعية للتغيير في كافة أشكاله.



الخميس، 30 مايو 2013

دروب في تجربة المسرح التفاعلي بالسودان



‏ ‏

الناقد ابوطالب محمد


جماعة مسرح السودان الواحد 
دروب في تجربة المسرح التفاعلي بالسودان

 كتب / أبوطالب محمد
منذ مطلع الألفينيات طلت جماعة مسرح السودان الواحد علي الحركة المسرحية كمبادرة شبابية داعية الي إصلاح وتأسيس مشروع الدراما السودانية، ونظرت الي الأفق البعيد لتاريخ الإنسان السوداني سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً، وعليه سعت في توحيد وجدانه داخل حدود جغرافية متعددة الجنسيات والسحنات عبر رؤية مؤسسة قائمة علي أطروحات نظرية وعملية ناقدة ومعالجة لكل ماهو سائداً من فعل درامي بكل محمولاته ومرجعياته الفكرية، وعليه قدمت الجماعة مشاريعها التفاعلية في مناطق عددا واضعة في الإعتبار قضايا المجتمع السوداني كمحور إرتكاز لبناء العرض المسرحي، وطيلت الفترات السابقة فتحت الجماعة منافذ للمسرح التفاعلي في ستة ولايات، وجاءت علي النحو التالي، مشروع أيام المسرح وقضايا الوحدة بولاية النيل الأبيض وسنار في العام 2005، وبذات المنحني قدمت الجماعة في ولاية سنار مشروع الحراك والإحياء المسرحي في العام 2006، واصلت الجماعة مشروعاتها بولاية الجزيرة، حيث قدمت في منطقة النويلة معالجة درامية لمسألة التعليم تحت تجربة أيام المسرح والتعليم في العام 2008، وفي العام 2010قدمت في منطقة ودالمنسي أيام المسرح وأسئلة المستقبل، وفي 2011 قدمت في منطقة اللعوتة أيام المسرح وقضايا التجديد، وفي العام 2012 بولاية القضارف الفاو القرية تلاتة أيام المسرحي وقضايا التنمية مع مصاحبة دراسات نقدية لقراءة قضايا التجربة، وداخل ولاية الخرطوم تفاعلت تجربة الجماعة لتوسيع مواعين المسرح التفاعلي في منطقة الفتح واحد وإتنين ومركز شباب أم درمان و مايو والحاج يوسف، إستناداً علي رؤيتها التأسيسية منذ النشأة، والي اليوم مازالت الجماعة تأصل لفكرة تفاعل المسرح مع جمهوره أو تفاعل الجمهور مع المسرح عن طريق رؤية تجعل الجمهور واضعاً إمكانيات الحلول بمشاركته للممثل للوصول الي مناقشة موضوع الفكرة الأساسية التي قدمت أمامه ويحق له كمشاهد أن يأتي بفكرة تخدم رؤية العرض، وبالأمس في الساعة الخامسة مساء في منطقة الديوم الشرقية بمركز الخرطوم للإطلاع والمشاهدة قدمت الجماعة فكرة تفاعلية جماهيرية عن كيفية حدوث إشكاليات تواجه الطلاب داخل حيز المدرسة وعدم السماح لهم بالدخول لمواصلة مسيرتهم التعليمية بصدد عجزهم عن تسديد الرسوم الدراسية عن طريق فعل درامي يخلص الي معضلات إرتكبتها المؤسسات التعليمية متمثلة في وزارة التربية والتعليم وتصريحاته عن مجانية التعليم بمرحلة الأساس وعدم إلتزامها بما أباحت به، علي هذا المنوال إستندت رؤية العرض ووجدت جدلاً مستفيضاً مع الجمهور بمشاركته في الأداء وطرحه للرؤي الموضوعية لإيجاد حلول الإزمة. وللحديث بقية حينما فرغنا من زخم الحياة

 تعقيب الاستاذ الناقد علي محمد سعيد علي مقال الاستاذ الناقد ابوطالب محمد
الكتابة جديرة بالاعجاب وذلك علي مستويين :الاول هو تجربة الجماعة والتي
 ضربت ولا زالت تضرب المثل في ان للمسرح ادواره الاجتماعية في شتي مجالاتها (الصحة شوالتعليم والتنمية ..الخ ) وهذا من خلال وعي افراد الجماعة بادوارهم ورسالتهم ولا دعم لهم الا هذه القناعة التي تحركهم فقط !! وايمانهم بدور المسرح في احداث التغيير وهذا عبر رؤية فكرية وجمالية ذات خصائص مميزة فعرض جماعة مسرح السودان الواحد لاتخطئيه العين حيث ان لهم خصائص جمالية في صناعة العرض تعتمد العمل الجماعي والتشكيل والتكوين وتوظيف الفولكلور وهذا بالاغتماد علي الخيال في ملء المساحة وتقليل نفقات الابداع بالاستعاضة بالحيوية وتطبيق ( اشتراكية الحركة ) - ان جاز هذا التعبير - مع التركيز علي (بطولة القضايا ) التي تتناولها والحاحها . وكذلك يميز عروضهم محاولة تطبيق مفهوم (المشاركة ) وهو مفهوم مسرحي ينشد (الفاعلية )من خلال توخي واستقصاد ( التفاعل ) عبر تصاميم مفتوحة تعبر عن (ديمقراطية ) الطرح وتنسجم معها وهي منهجية معلنة تتبناها الجماعة وهذه اشارات عامة اتمني ان اتوفر انا او اي من الباحثين في دعمها وتوسيعها في مساحة ارحب من هذه .
اما الثاني : فهم المنحي النقدي ( التحليلي التوثيقي ) الذي انتهجته يا استاذنا وفيه مطلوب اساسي للتطور بالخص في مثل محيطنا والذي تمثل ( الشفاهية ) سمته الاساسية وسبب دورانه واجتراره لنفسه وتجاربه . فالتحية للجماعة لهذا الفعل النبيل التام واضح الرؤية (فكرية وجمالية ) وايضا لهذا المنحي المكمل والجهد النقدي الموازي عقب الاستاذ محمد احمد الشاعرعلي مقالة الاستاذ الناقد ابو طالب محمد وكونة من الشاعر فهذا يعني لنا الكثير غيرانبةبعض المخترحات لعض التجربةلبلوغ غايتها لهذا ننشرة منفصلاادناة:-
الناشط جدا ومالي المكان أبوطالب..جمال هذا الفعل يكمن داخله وحياته في إستمراريته.. فعلينا أولا لتجدي الفايدتين...وهما 1.الإستمتاع أثناء العرض بمعلومة أوبمشاركة.......
2.
محصلة العرض...وهذا ماأرمي إليه بالجمال الداخلي ...ولتكتمل منظومة هذا الفعل.علينا أن نقترح إضافة ..تتمثل في:مثلا يوثق العرض ويعرض للجهة ذات الصلة (وزارة التربية)كنموذج للعرض الأخير...أو أن يحضر مس
ؤول ................ أمامايخص الإستمرار .. أنتم أدري بدليل فعل الأمس..وأتمني أن التقيكم لمزيد من المشاركة ووفقكم الله وذانكم بحلي الصبر في الفن ونفعكم ونفعنا ونفع الناس وعمت الفائدة.


 .