الخميس، 22 مايو 2014

في الهوية السودانية اعداد وتقديم هاشم البدوي

                     في الهوية السودانية 
 الاعداد والتقديم الاستاذ هاشم البدوي

الاستاذ هاشم البدوي
توطئة  لجماعة مسرح السودان الواحد:
اسبوع المسرح والقضايا الحية ، اقامته جماعة مسرح السودان الواحد بالتعاون مع جمعية الفجر الثقافية بجامعة امدرمان الاهلية فى الفترة من 27/8 الى 30/8/2007 بساحة النشاط الطلابى ، وإشتمل الاسبوع على عروض مسرحية واوراق علمية حول قضايا حية ، ترى الجماعة انها تؤثر فى وجود  السودان ومستقبله وهذه الاواق هى ( ظاهرة العنف الطلابى الاسباب والحلول ، ابيى مدخل للتعايش والسلام ، دارفور مشكلة البيت ا ، فى الهوية السودانية ، المخدرات وتدمير الشباب ، الايدز طاعون العصر ، المسرح وحرية التعبير ، المسرح وقضايا المرأة ، تحديات الوحدة والانفصال ، النزوح ) وأضفنا فلسفة الاسبوع للاجابة عن ماهيته بمنهج علمى .
ونكتب هذه التوطئة للتنبيه لمسؤلية الباحثين " كتاب الاوراق " عن الذى لا يعبر عن جماعة مسرح السودان الواحد وفقاً لررؤاها ومناهجها والى أن الاوراق إقتصرت حدودها لدراسة " الظاهرة " القضية ، المفهوم ، عدا ورقتى الاستاذ عبد المنعم حسن ، وميسون عبد الحميد ، اللتين اتجهتا اتجاهاً تطبيقياً على عروض مسرحية .
على ان تلى ذلك دراسات تطبيقية على العروض ، ومن ثمة اواق نقدية ونقد نقد متوسعة تشمل العرض والورقتان  ، تجمع  فى كتاب ، ونزعم ان المشروع يهدف بالاضافة الى توطين ظاهرتى المسرح والمدارسة بالاوساط المختلفة الى توجيه خطاب المسرح السودانى " الشكل والمضمون " ليلامس قضايا تؤثر فى وجود السودان الواحد المتحد ، وللذين يتسألون عن مغذى وضرورة هكذا مشروعات ، نجيب بأن المسألة تأتت من واقع مسؤلياتنا الانسانية ، والوطنية ، والاجتماعية والثقافية ، والشكر اولاً واخيراً لله سبحانه وتعالى ، والى الذين جعلوا هذا الاسبوع أمراً ممكناً ، والله المستعان .
                                                             يوسف احمد عبد الباقى
                                                             المشرف على الاسبوع
                                                1-8-2007 

 تأسيس :-
ان موضوع الهوية من المواضيع الشائكة والمعقدة ، كما أنها من المسائل الحساسة لانها تحمل في طياتها نطف العنصرية والشعوبية ، فأي حديث عن إنتماء الدولة الي عنصر أوحد ، نقي ، اسمي ، يكون حديث أجوف . قبل الخوض في أمر الهوية يجب أن نضع نصب أعيننا ان ليس هناك عنصر أفضل من عنصر ، وليس هناك عرق أفضل من عرق .
لقد تناول موضوع الهوية العديد من الكتاب والمفكرين ، وهناك عشرات المقالات وعدد من الكتب ، والكتيبات تناولت هذا الموضوع ، إلا أننا مازلنا نراوح في مكاننا ، بين " العروبة ، والافرقانية " .
يعتقد بعض الناس ان موضوع الهوية من المواضيع التي عفاء عنها الزمن ولم تعد ذات أهمية ، فالعروبين يقولون نحن عرب وثقافتنا ثقافة عربية ماعدا جنوب السودان ولا جدال في ذلك ،والافرقانيين يقولون بأننا أفارقة وثقافتنا ثقافة أفريقية ماعدا شمال ووسط السودان ولا جدال في ذلك . وهناك من يحصر مشكلة الهوية بين الشمال والجنوب ، الشمال عربي إسلامي ، والجنوب زنجي مسيحي .
   وهناك من يعتقد أن مشكلة الهوية هي مشكلة الشماليين وحدهم لأنهم يعيشون بإزدواجية العروبة والزنجية، وأن لادخل للجنوب أو القبائل الافريقية بهذه المشكلة.
ويكون السؤال لماذا قضية الهوية الان ؟ بعد توقيع اتفاقية نيفاشا ، أو إتفاقية السلام ، وسلام الشرق ، واتفاقية ابوجا ، وهناك محاولات الحاق رفضيها.
ولكن في نظرنا أننا لم نزل نعيش مشلكة الهوية ، إن لم نستطيع أن نخلق كيان " دولة" يكون الانتماء الي وحدة سياسية جامعة ، يجد فيها كل سوداني نفسه ، فهل نستطيع ان نصنع ذلك ؟ . هذا ماتحاول الورقة قوله.

مقدمة : -
         إن السودان بشكله الحالي لم يظهر الا حديثاً وذلك بعد الاستعمار التركي 1820 – 1880 . والاستعمار الانجليزي 1898 – 1956 .
       فقد شهدت هذه الرقعة الجغرافية العديد من الممالك والدويلات لم تنسجم فيما بينها ، ولم تخضع لسلطان واحد حتي حينما كان تدين بدين واحد مثل المسحية او الاسلام ، فلم تكن هناك دولة مسيحية واحدة ، بل ثلاث دويلات ، كل دولة اعتنقت مذهب من المذاب المسيحية ، أما الإسلام فقد قامت اكثر من أربعة دويلات " الفونج ، تقلي ، مملك الفور ، المسبعات ، وغيرها " كما كان لكل من الجعلين والشايقية حكمهم المحلي الخاص . ولم يكنونوا يتبعون لمك لسنار .


اتجاهات مدرسية في الثقافة السودانية:-
الاتجاه العروبي :
        ورائد هذا الاتجاه هو الشيخ عبد الله عبد الرحمن الضرير الذي نشر كتابه " العربية في السودان " عام 1922م ، تبعه البروفسور عبد الله الطيب ، الطيب السراج ، فراج الطيب ، كما كتب عبد المجيد عابدين عن الثقافة العربية في السودان.
وهذا التيار كان يؤكد علي عروبية السودان ثقافياً وعرقياً.
الاتجاه الافريقاني " الافرقانية :
      قامت كرد فعل للعروبية اسسها مجموعة من الشباب الذين ينتمون لليسار ، وقد سميت ان ذاك هذه الحركة وهي حركة ادبية  "بابا دماك " وهو اله عبد في مملكة مروي ، وذلك كدلالة للتجزر في الثقافة الافريقية . ثم تبع ذلك كتاب مثل فرنسيس دينق ، كما كتب الشاعرالكبير محمد مفتاح الفيتوري ديوانه " افريقيا " ويعلن فيه افريقيته .
التوفيقيين " الافروعروبية
       وهولاء كثر ، أبرزهم مدرسة الغابة والصحراء ، وهولاء حاولوا التوفيق بين الافريقانية والعروبية ، وقد وجدت هجوم شديد من رواد المدرسة الافريقانية ، فنجد " عبد الله علي ابراهيم  وهو يتوجه بالنقد للكتاب الغابة والصحراء ، " محمد عبد الحي ، محمد المكي ابراهيم ، النور ابكر ، صلاح احمد ابراهيم " يقول عبد الله علي ابراهيم : " انهم عندما هاجموا العروبة سعوا للتبرؤ منها وعدوا الانتماء لها تكبراً اجوف وانتماء متكبراً .. ومن ثم نادوا بهوية أفريقية ابتنوا صورها من خيالهم الرومانسي ... بهذا الفهم فانهم قد استبطنوا ذات النظرية الانحطاطية " التي قال بها ماكمايل وهي ان الدم العربي ارفع من الدم الافريقي ... عليه فإن سكان شمال السوادن " الهجين " لا يعدون إلا ان يكونوا تلويثاً للدم العربي النقي وتسامياً بالدم الافريقي ، كما ان الانسام السوداني يزداد رقياً كلما زادت فيه نسبة الدم العربي " دونما وعي او رؤية منهم فهم صوروا العربي المسلم في صورة العقلاني المتسم بالرصانة والرزانة في مقابل تصوير الافريقي بالانسان " المهدار " خفيف العقل ... منفتح الصدر بالانفعالات والذي لا يملك الا ان يرقص علي اياع في سلوك انفلاتي الطابع دونما تقيد بالعقلانية ... يقول عبدالله علي ابراهيم :" اساء الافروعروبيون الي افريقانيتهم من حيث ارادوا تعزيزها وتكريمها ... لقد رفعت الافروعربية الدعوة الي وسطية انتمائية بين العرب الخلص والافارقة الخلص ، ولكنها لم تكن تملك برنامجاً بخلاف ميكانيزمات الاستعراب التي شكلت انسان سنار ، لذلك فهي صورة اخري من صور الخطاب العربي الاسلامي الغالب في السودان .
التنوع والوحدة :
       وهولاء قسموا السودان الي أقاليم ثقافية ويروا أن وحدة السودان في تنوعه الثقافي والاثني والديني ، وقاموا بتقسيم السودان الي ثمانية أقاليم ثقافية كالاتي :
1.     ثقافة سكان ضفاف النيل في شمال السودان .
2.     ثقافة سكان إقليم السافانا في وسط السودان .
3.     ثقافة البجة في شرق السودان .
4.     ثقافة الفور في غرب السودان .
5.     ثقافة النيلين في جنوب السودان .
6.     ثقافة سكان جبال النوبة في غرب السودان .
7.     ثقافة الزاندي السودانية في جنوب السودان .
8.     ثقافة المابام في جبال الانقسنا بجنوب النيل الازرق .
 من الواضح ان قرأتنا لهذا المشكل الذي يحاول ان يجمع بين النقيضين ، بين العرق والارض ، ان حركة المجتمعات منذ الازل وحتي الان لم تتوقف ، ولن توقف ، وان الحراك الثقافي والانتماء الثقافي في حالة تداخل فليس هناك حدود ثقافية معينة فالاعراق تأخذ من بعضها البعض بفضل الحراك الحضاري فعندما يسود عنصر حضارياً فإنه يحاول أن يفرض ثقافته ولغته وطريقة تفكيره علي رقعة الارض التي يسيطر عليها ، فقد حدث في التاريخ القديم ، الحضارات القديمة ، الاغريقية ، الرومانية ، وغيرها ، كما حدث في العصور الحديثة وفي فترت الاستعمار ، فنجد الانجليز ، طبعوا الدول بطابع الثقافة الانجليزية ، وكذلك الفرنسيين والبرتقاليين ... الخ  فالثقافات في حالة حراك وتداخل ، وذلك نسبة للعلاقات الحياتية " تجارة ، سياحة ، حروب ، جوار ، مصاهرة ... الخ " ان العلاقات التاريخية لهذه الجغرافيا بكل حضارات العالم ، فقد نشأت علاقة بين الثقافة الهيلنستية ، والمصرية ، والهندية ، وغيرها .
تتبع تاريخي لمسألة الهوية :-
        لم يكن للعرب ولا للثقافة العربية وجود في حضارات السودان القديمة منذ حضارة كرمة والي سقوط الحضارة المروية في يد الاكسوميين ، إلا في شكل أفراد ، وذلك عبر الهجرات الفردية ، ولم تكن منظمة ، ويحاول أن يثبت العروبيين ويجتهدون في ايجاد البعد التاريخي في الوجود العربي في السودان ، ولكن الشاهد أن اتفاقية البقط هي التي فتحت الطريق للعرب بالدخول الي السودان ، كما أن السبب الاكبر كان وجود الدولة الفاطمية بمصر .
       لم يكن للعرب دور كبير في الحضارة المسيحية بالسودان ، فقد كانوا يعيشون علي هامش الحضارة المسيحية ، كما لم يكن لهم وجود علي مسيرة الحضارة الاسلامية العربية ( الاسلامية اولاً لان لو لا الاسلام لم يكن للعرب أن يظهروا علي خارطة الوجود الحضاري علي الاطلاق ، فلذلك نجد القومين العرب أصحاب دعوة الاصالة والمعاصرة ، يحاولون أن يطلقوا ثقافة الجزء كل الكل ، فالجزء هو المسيطر علي مقاليد الحكم وهو الذي يضع الاستراتيجيات وهو السائد ثقافياً ، والمتاح له حق التعبير في كل زمان ومكان ، إلا ان الحكم علي ثقافة الغير " الاخرين " تتطلب شجاعة ذاتية وحيادية كاملة.  وهم عادة ما يربطون الاسلام بالعروبة ، ولديهم العلاقة بين العروبة والاسلام هي علاقة ذات ابعاد متعددة ومتكاملة ، وكأنماإنك لا تكون مسلماً كامل الاسلام ما لم تنتمي للعروبة ، فهي :
1.     علاقة تكوينية عضوية : علاقة جسد وروح ، فالعروبة جسد مكاني وجسد اجتماعي  وجسد ثقافي للاسلام ، وهو روحها التي خلقتها خلقاً جديداً وجعلت منها أمة ذات رسالة . انها قاعدنه وهو هرمها .
2.     علاقة نضالية مصيرية ، فالاسلام باعث الثورة في المجتمع العربي ، وحقق الوحدة ، وملهم النضال والمحرض الدائم علي الارتفاع بالعروبة الي مستوي التجسيد الحي للرسالة ، والدفاع عن مثل الحق والحرية ، والتمسك بالمبادي والارتفاع بالنضال الي مستوي الجهاد .
3.          وهي علاقة حضارية مستقبلية فالاسلام لم يحدد للعروبة المستوي المطلوب لحمل الرسالة في الماضي فحسب  بل انه يحدد اسس نهضتها المعاصرة وآفاق نظرتها الحضارية المستقبلية ، بأن تكون اصيلة ومتجددة ).
        لقد وجد العرب طريقهم الي السلطة وذلك بفضل المصاهرات التي تمت مع الاسر النوبية المالكة ، فقد كان الملك يورث لابن الاخت ، ولكنهم وبعد أن تمكنوا من السيطرة علي مقاليد الحكم ، احدثوا انقلاب علي شكل الوعي والثقافة التي كانت سائدة في ذلك الوقت ، وجعلوا ثقافة عربية ، والانتماء انتماءً عربياً .
والامر الاكثر أهمية هو الاستعلاء الثقافي للعروبة من خلال الثقافة ، فعندما بدأ السودانين يعتنقون الاسلام كدين جديد كانت لهم القلبة ، ودخلت فكرة "الغريب الحكيم " الذي يأتي بثقافة مميزة ودين مميز ، ثم يسيطر علي عقول الناس عن طريق مصاهرة الملك .
 هذا الاستعلاء الثقافي جعل القبائل السودانية التي صاهرت العرب كالجعلين والفونج ، إدعاء النسب والانتماء الي اشراف قريش كالاموين كما فعل " الفونج " أو الي آل البيت كما فعل " الجعلين " وغيرهم .
 وففي هذا لقد أصدر الملك بادي الثالث ، مرسوم ملكي يوضح فيه إنتسابه الي البيت الاموي ، بعد أن تناهي الي مسمعه إتهامات في حقه في الحكم وعدم انتمائه الي العروبة .
  وهذه الفكرة قد تكون ناتجة عن أحقية آل البيت ، وأشراف القرشين في السلطان من غيرهم من الشعوب ، كما حدث " في سقيفة بني ساعدة  ، منا امير ومنكم امير" والتي مازالت هذه مستمرة ، حتي الان داخل الثقافة العربية ، ويسيطر بها علي عقول العامة. فيكفي أحدهم أن يدعي بأنه من " آل البيت " أو اشراف القرشين ، فيسارع الناس الي اتباعه ، فنجد " الختمية ، والانصار " تنتمي الي الاشراف .
والسؤال الاساسي متي طرحت قضية الهوية كقضية محورية ؟
لايمكن تحديد تاريخ دقيق قبل الاستعمار لطرح قضية الهوية في السودان كقضية محورية ، إلا أن الشاهد أن أول من طرق هذا في فترة الاستعمار ويعتبر رائد هذا الاتجاه هو الشيخ عبد الله عبد الرحمن الضرير عام 1922م كما سبق ذكره .
     إن السودان عبارة عن حدود سياسية صنعها الاستعمار وهو عبارة عن تجمع شتات من القبائل والاثنيات واللغات والديانات ، فقد كان السكان في الماضي ينتمون الي القبيلة ككيان جامع ، فإنتماء الفرد يرجع الي اصوله العرقية ، ومازال السوال عن " الجنسية " حتي عن يعني الانتماء الي القبيلة .
         كما أن قضية الهوية هي قضية " الانتلجنسيا " فمازال الانتماء القبلي هو السائد ، فالولاء للقبيلة أعلي من الولاء  " للدولة " . وعندما طرح المثقفون ، قضية الهوية كانوا يحملون في لاوعيهم انتماءتهم القبلية ، وولائهم لها ، لذلك سارع العروبين عند وصولهم الي السلطة بعد الاستقلال ، بالانضمام الي جامعة الدول العربية.
     أما الافرقانيين فقد كان رد فعلهم تجاه هذه النزعة قوي ، في حين أن القبائل السودانية أذا كانت في الشمال أو في الجنوب أو في الشرق أو الغرب ، فهي مازالت تحتفظ بثقافتها ولغتها الام ، وتتحدث اللغة العربية كلغة ثانية ، وقد زاد الطين بله ، محاولة العروبين ، تعريب السودان وذلك من خلال فرض الذهنية العربية ، اذا كانت في مناهج التعليم ، أو الاعلام ، أو كتابة التاريخ من خلال اوحادية الرؤية ، فالتاريخ السوداني يبدأ عندهم من دولة سنار ، ويتجاهل كل ما سواها ، وكانما السنارية نبت شيطاني علي هذه الارض ، وهي عندهم تمثل قمة الهوية السودانية " تحالف العرب " العبدلاب ، والفنج .
      إذا ما القينا نظرة نجد أن هذا التحالف لا يمثل القبائل العربية ، كما يمثل الفنج القبائل الافريقية ، خاصة بعد اصرارهم الانتماء الي بيت الامويين ، فيعني أن سنار هي تحالف قبيلتين عربيتين ، وهي ليست نموذج للدولة ، فالجعلين والشايقية ، علي الرغم من انتماءئهم للعرب إلا انهم لم يتوحدوا مع الدولة السنارية ، وإستقلوا بحكمهم الذاتي ومملكتهم ، كما ان هناك دويلات اسلامية مثل دولة الفور ، الا انها ليست عربية ، فقد اعتنقوا الاسلام ولم يعتنقوا العروبة ، كما هناك تقلي والمسبعات.
      وهذا ما يحتاج منا لبحث ، لماذا لم يتوحد الاخرين مع السنارين ، من الشرق والغرب والشمال والجنوب.
هل هناك ثقافة افريقية ؟
     أما من الجانب الاخر جانب ، الافرقانيين ، الذين ينادون ، بالانتماء الي الثقافة الافريقة ، وكأنما أفريقيا هي وحدة ثقافية متكاملة ، لاوجود للعرب فيها ، أو لا ينبقي أن يكون العرب ممثلين فيها ،  سؤال الذي يطرح نفسه ويلح علينا ، هل لافريقيا ثقافة واحدة وعنصر واحد ولغة واحدة يغلب عليها ؟
      الاجابة علي هذا تقودنا الي وضع النقاط علي الحروف حتي لا ننجر وراء مصطلحات براقة ، وكلمات جوفاء ونتعارك في لا معترك ، وننسي الاشياء المهمة الاساسية في بناء دولة ذات كيان واضح ، وانتماء لوطن يضم الجميع .
     ان القارة الافريقية لم تعرف في يوم من الايام ثقافة واحدة فهي تضم عدد كبير جداً من المجموعات العرقية والثقافية ، لكل مجموعة لغتها وخصائصها الثقافية . فهذا لا يمنع ان يوجد عنصر عربي في قلب افريقيا ، او ثقافة عربية ، وليس هناك من اي حواجز في ان تتبني أي مجموعة أي ثقافة ، أو أي لغة أو دين كان .
      نعرف ان افريقيا هي واحدة من القارات الست ، وكل قارة هي وحدة جغرافية ، تضم شتات من العرقايات والثقافات ، واللغات ، فلا نستطيع ان نقول ان هناك ثقافة اسيوية واحدة هناك او ثقافة اوروبية. حتي المناخات داخل القارة تختلف حسب المدارات ، وهناك مناخات متشابهه في عدد من القارات ، وذلك تبعاً للمدارات ( مدار الجدي ، ومدار السراطان ، وخط الاستواء ).
     فالانتماء الي القارة هو انتماء اقليمي أو وحدة سياسية ، ذات حدود طبيعية تفصلها عن القارات الاخري ، ولكن ذلك لا يعني ، أحقية شعب ، أو قبيلة بأرض أفريقية عن غيرها ، فالحراك الاجتماعي والهجرات عبر التاريخ كثيرة ، استوطنت الكثير من المجموعات سواء كان قبل التاريخ أو في العصور الحجرية القديمة .

خلاصة
      ان الاشكال هو اشكال سياسي في المقام الاول ، أو هو إشكال إنتماء لكتلة سياسية اقليمية ، في المقام الاول ، كما ان الاشكال الاكبر هو إشكال " دولة ".
     قبل أن ينال السودان استقلاله كان هناك اتجاهين ، السودان للسودانيين ، والوحدة مع مصر ، والثانية تمثل جانب الاتجاه العروبي ، فالاتحاد مع مصر يعني الانتماء للعرب والثقافة العربية ، وقد كان ، فأول ما نال السودان إستقلاله سارع بالانضمام الي جامعة الدول العربية ، دون أن تكون هناك استراتيجية ودون ان تكون هناك رؤية وأضحة محددة ، ماذا يعني انتماءنا الي جامعة الدول العربية وماذا استفدنا منها طوال هذه الفترة ؟ وماذا فعل لنا العرب ؟ وهل فعلاً العرب يعتبروننا عرباً أم لديهم رأياً أخر؟.
     وعندما نضع مشكلة الهوية " العرق مقابل الارض ، لا نحصل علي اي نتيجة أيجابية ، فأنا عربي ، كما أنني أفريقي = أنا زنجي كما أنني أفريقي = أنا بجاوي كما أنني أفريقي = أنا فوراوي كما أنني افريقي . نختلف في الحد الاول ونتفق في الحد الثاني.
      وبما أننا لانستطيع أن نوحد أفريقيا تحت سيادة واحدة ، يمكننا أن نوحد السودان تحت سيادة واحدة ، الاافضليه فيه لعرق علي عرق ، ولا لون علي لون ، ولا دين علي دين.
     يجب أن تكون هناك دولة السيادة فيها للقانون ، الذي يجتمع عليه أهل السودان كافة ، ودستور يضعه كل الاقليات ، يحتكم اليه ويكون المرجع في النزاعات ، كما أنه لا يسلب الحق الثقافي والديني.




                                      

الثلاثاء، 13 مايو 2014

البيان التأسيسي المتجدد لجماعة مسرح السودان الواحد (2004-2014)م

البيان التأسيسي المتجدد لجماعة مسرح السودان الواحد
               (2004-2014)م
جماعة مسرح السودان الواحد:-
جماعة مسرحية اكاديمية،اوجدها مجموعة من خريجي  وطلاب كلية الموسيقى والدراما في العام 2004م كوسيلة للعمل بنظام التعلم الجماعي المشترك   Participation Learn Association)) او نظام البحث السريع بالمشاركة
Participation Research Association)) او نظام الورش Workshop)) بغرض إعادة التأسيس  لمشروع الفنون الادائية و التجديد في المسرح السوداني بتفتيت الشلليات واللوبي المسيطر  وكسر طوق الاحتكارية  وتمثيل الوطن وفتح باب العطاء والمشاركة للجميع ذلك  بعمل ورش تملك المعلومات وتفجر  طاقات  الشباب الجدد بإنتاج  دراما وفكر يعبران عن الشخصية السودانية ورؤيتها لذاتها والعالم والكون،
تنتج الجماعة اعمال درامية وبحوث ودراسات علمية تبثها وتنشرها بهدف المساهمة في تغيير واقع  السودان لواقع متفق  ومتراضي  عليه انسانيا ووطنيا وهذا لون من النضال الواعي والسلمي و القصدي يتفق  فيه الحادبون على امر هذا الوطن،الذي يحتمل ان نتمايز فيه دون تمييز لأحد.
اما في مجال تخصصها الدراما فالجماعة متفقة مع كثيرين تؤكد قدرة  الدراما خاصة والفن والإبداع  عموما في تغيير الواقع وعلى ان الدراما هي الوسيلة الامثل والأسرع في عملية التواصل  والتأثير في المتلقي عبر تطرقها المباشر وغير المباشر  لما يدور من احداث  وفي قدرتها على التنبؤ بما سيحدث  او يحتمل حدوثه  وذلك بتجسيدها لتطلعات الانسان وأحلامه ومعالجة الافكار التي تهمة (فهي تكرس لزيادة الوعي بما يحدث وما يمكن ان يحدث والإحساس به و ادراكه  مما يمكن من دراسة الاسباب المنشئه له والنظر في كيفية  التعامل معه ووضع الخطط والبرامج لمعالجته  ) لذا فالجماعة تثابر  وتجتهد  من اجل وفي سبيل المعرفة التي تعتقد في قدرتها لتحويل التخلف الي ضده والي انها اداة لإيقاظ الطليعة والجماهير وشحذ فعاليتهما وجمع طاقتهما ودفعهما للنهوض والتجاوز، ومن هنا فالجماعة ايدلوجيا لسودان واحد وان السودان الذي تقصده هو السودان المعروف حضاريا منذ آلاف السنين وتشكل على مستوى الوجدان والعقل الجمعي ولا ذال في تشكل على مستوى الوحدات الادارية والسياسية ،لكننا نؤمن ونعمل على ان يصبح له مركز واحد اين كان هذا المركز.
عن انتاج الجماعة العملي:-
 انتجت الجماعة من معملها وما اتفق مع رؤيتها من نصوص 37عملا قصيرا (25-60 دقيقة)  وعشرات الاسكتشات والمشاهد وقدمتها بولايات (الخرطوم،الجزيرة،سنار،النيل الابيض،القضارف)  برعاية او بالتعاون مع الامانة العامة للخرطوم عاصمة الثقافة العربية،2005،المسرح القومي السوداني،المسرح الوطني-مسرح البقعة،كلية الموسيقى والدراما ،البرنامج الانمائي للأمم المتحدة ، نادي التراث والثقافة الوطنية ،عمادة الطلاب جامعة السودان ،اتحاد جامعة السودان ،اتحاد الطلاب الجنوبيون بولاية الخرطوم،منبر طلاب وشباب الاحزاب السياسية ،رابطة جامعة العلوم الطبية و التكنولوجيا، قناة الشروق، نادي القصة السوداني،جمعية القرءان الكريم بكلية الموسيقى والدراما، رابطة الفراتيت بالخرطوم، جمعية خريجي الجامعات المغربية بالسودان، جمعية الشروق بجامعة الخرطوم ،جمعية الفجر بالجامعة الاهلية ،ناديا الدفاع والإخلاص بالحلة الجديد، رابطة طلاب النويلة،رابطة طلاب ود المنسي، رابطة طلاب اللعوته ، رابطة طلاب ود رعية ، منظمة الوحدة الشبابية الفاو القرية 3 ،مركز الخرطوم للإطلاع والمشاهدة،مركز الدراسات السودانية،منظمة الهيلا هلب (بيت الفنون)، المركز الفرنسي بالخرطوم،السفارة الاسبانية بالخرطوم وزارة الثقافة ولاية الخرطوم ،وزارة الثقافة الاتحادية وزارة ،هيئة مياه النيل ،وزارة التنمية الاجتماعية ولاية الخرطوم ونادي المسرح الحر وأصدقاء حميد  وإدارة مهرجان المسرح الحر وغيرها من الجهات والأماكن...
اما افكار العروض فقد تناولت  التعليم العادات الضارة المخدرات والإمراض الفتاكة الوحدة والسلام والتعايش السلمي،نبذ وبدائل العنف,وأفكار قبول الاخر، حقوق الانسان وقضايا النوع الديمقراطية والتحول الديمقراطي  المحافظة علي مياه النيل والقطا النباتي والتطرف  وإشكالات المؤسسات المعنية بالإبداع  وحرية التعبير
اما الانتاج النظري:
-فقد دأبت الجماعة على عمل المشروعات والورش العملية والنظرية وإقامة الايام والليالي والأسابيع المسرحية وهذه تشمل عروض ودراسات تأمل  وتعمل الجماعة وفق  خطط  لتطويرها لمؤتمرات للمسرح السوداني اما في ما يعني ببنائها الداخلي فقد استعرضت المئات من امهات الكتب واعدت مجموعة من الاوراق نشر بعضا بالصحف وبعضها بالانترنت اما افكارها تدور حول ادوات الممثل والأداء التمثيلي  وبناء الدور  والعروض وأنماط التعبير وما يتعلق بالخطاب  الدرامي وقضايا تؤثر في حاضر السودان  ومستقبله





الجمعة، 9 مايو 2014

في ذكرى حميد تقطية بصحيفة اليوم التالي سارا برهان

في ذكرى حميد: لا أحد ينشغل عن حبك يا الشايل هموم الناس

في ذكرى حميد: لا أحد ينشغل عن حبك يا الشايل هموم الناس

حجم الخط: Decrease font Enlarge font
في ذكرى حميد: لا أحد ينشغل عن حبك يا الشايل هموم الناس
الخرطوم – سارّا برهان 
"يتعلق قلبك بي زول/ والزول عن حبّك/ مشغول تلتاع ولياليكا تطول/ على قدرِ هواك ما يمتد يتمدد قدّامو عزول/ فوق سكتو حيلك ينهد/ لا تقرِّب/ لا تلقى وصول/ الدنيا قِبالك تنسد".
في الذكري الثانية للرحيل المر لفارس الكلمة محمد سالم حميد التي تزامنت مع رحيل شاعر الشعب محجوب شريف ابتدأت الاحتفائية التي أقامتها اللجنة الوطنية لليونسكو بالتضامن مع نادي المسرح الحر وأصدقاء حميد بنصوص من قصائد الراحل الأستاذة/ آمال أبوزيد عن اللجنة المنظمة التي أقيمت بقاعة الشارقة، والتي شهدت حضوراً كثيفاً لأصدقاء الراحل والمثقفين والشباب الذين يدعون أنفسهم (الحميديين) إيمان منهم برسالة حميد التي كانت تدعو للسلام ونبذ العنف والإنسانية. 
وثائقي 
وقد تم عرض فلم وثائقي للراحل مع مشاركة الفنان أبو عركي البخيت ومن إخراج الطيب الصديق كذلك تخلله إلقاء شعري ومسرحي وغنائي، كما رافق الاحتفائية معرض للرسم والنحت للفنانة العالمية شيراز. كما ألقى الأستاذ مصطفى الصاوي كلمة أشار فيها إلى أن حميد هو أمير شعر العامية بلا منازع في السودان، وأن كل المقارنات بينه وبين شعراء محليين أو على نطاق الوطن العربي ليست منصفة لأن حميد ذو لونية خاصة ونفس مميز ذو طابع سوداني لا يشبه أحداً.
لم أحزن لموت من استعد للرحيل 
التقينا بصديق الراحل الأستاذ (العطا علي العطا) الذي قدم من نوري خصيصا لهذه المناسبة والذي تربطه بالراحل صداقة وأخوة دامت أكثر من أربعين عاماً فقال: لم أحزن لموت حميد فحميد استعد للرحيل عاش الحياة الحية ومات الممات الحي، فهو باق معنا بروحه الحلوة وأعماله التي لن تموت، وقد أعرب عن كامل سعادته بما يقوم به المهتمون بحميد، خاصة الشباب الذي يرى فيهم الصدق والحب والاهتمام أكثر بحياء ذكرى حميد من الذين عاصروه. وقد أعرب عن امتنانه وشكره لكل من شارك. وفي الحفل كذلك التقينا بالدكتور/ طارق هاشم من المهتمين بالشعر والشعراء. وعبَّر طارق عن حزنه الكبير لفقد حميد الذي يعد مدرسة قائمة بذاتها تميز وبرع فيها وناقش مشاكل مجتمعه وأوجد لها الحلول من خلالها رغم بساطته. وأردف أن حميد قامة قلَّ أن تلد النساء أمثاله. وقد أعرب عن رضاه التام بما قدمته اللجنة المنظمة رغم وجود بعض العراقيل.
أنفاس هموم الناس 
حميد الذي تنفس هموم االناس من بواكير شعره التي أضفى عليها طابعا ولونية ميزته عن باقي شعراء العامية، وقد استطاع بذلك الخروج بلهجته وثقافته من إطار المحلية للقومية، واستطاع بذلك نيل لقب فارس الكلمة العامية بلا منازع، فهو من مواليد مدنية نوري بالولاية الشمالية 1956، تلقى تعليمه الأولي والأوسط بها والثانوي بمدرسة عطبرة الشعبية الثانوية، وقد عمل بهيئة الموانئ البحرية متنقلا بين الخرطوم وبورتسودان، ولحميد عدة دواوين منها حجر الدغش والجابرية وست الدار ومصابيح السما التامنة وطشيش، ومن أشهر قصائده نورا وعم عبدالرحيم ومن حقي أغني ولبن الطيور والضو وجهجهة التساب، وقد تغنى لحميد مجموعة من الفنانين أبرزهم الراحل مصطفى سيد أحمد بجانب فنانين الطمبور صديق أحمد ومحمد النصري وميرغني النجار ومحمد جبارة، وقد لقي الشاعر مصرعه في العام 2012 وهو في طريقة إلى العاصمة الخرطوم للمشاركة في احتفالية شركة زين للاتصالات بعيد الأم وتدشين ديون الشاعر السر عثمان الطيب (بحر المودة)، وتم تشيع الجثمان إلى مقابر البنداري بضاحية الحاج يوسف.

دراسات في مسرح السودان الواحد- الاستاذ الناقد هيثم مضوي

دراسات في مسرح السودان الواحد (3-10)
قراءة نقدية لمسرحية دراما است يم تفاح 27-3-2006
الاستاذ الناقد هيثم مضوي
صورة من انشطة مركز التقدم للدراسات



تقديم:
قدمت هذه الورقة بجريدة المشاهد بالتعاون مع مركز دراسات التقدم في 27-3-2006
شارك بالتمثيل في هذه التجربة من جماعة مسرح السودان الواحد كل من(ميسون عبد الحميد، صافيناز بنيامين، وجدان سعيد، انس كمال الدين، ابوطالب محمد، علي يونس، مؤيد الامين، سفيان فتح الرحمن)..الموسيقى والمؤثرات الاستاذ عاطف صالح ، التأليف والاخراج يوسف احمد عبد الباقي (يوسف ارسطو).
اما عن جماعة مسرح السودان الواحد فقد تكونت في العام 2004 بالمركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم نتيجة وحصاد ورش(عنيت ببناء العروض والتشخيص) اقامها اساتذة سودانيين وفرنسيون والجماعة ذهبت في نفس الاتجاه فهي جماعة اكاديمية تتبع المناهج العلمية لبناء العروض والأدوار وعمل دراسات ذات صلة بمشروعاتها تتبنى نظام البحث السريع بالمشاركة(البحث الجماعي) او ما يعرف بالورش المسرحية لبناء العروض والشخصيات(work shop).
بنية النص و العرض:
تحكي المسرحية عن فرقة مسرحية يقوم بقيادتها وتدريبها شخصية (مدرب الفرقة) ويعمل على اعداد عدد من العروض المسرحية لتعرض للجمهور،يفرض مخرج اخر من خارج الفرقة ليدير الفرقة بمخرجها و اعضاءها، فيحتج مخرج الفرقة  ويعلن تمسكه بمبادئه ويقدم استقالته رغم الاغراءات التي قدمت له من المدرب المعين على الفرقة ،لكن مدرب الفرقة الجديد يستمد قوته ونفوذه الحقيقي من قوة خارجية،ولانه فرض فرضا على الفرقة دون تدرج وانتخاب طبيعي ..فيتكشف لأعضاء الفرقة فسادة وعدم تمرسه وقدرته وقيادته للفرقة..بل فساده الاخلاقي فيعزلونه نتيجة لذلك اما بنية العرض فقد اتكأت على المقولة الاساسية للحكاية وفكرة الانسان الذي يفرض نفسه او تفرضه جهات ما على جماعة ويحاول ان يسيطر عليهم بالقوة ويفرض اراءه ومناهجه الخاصة لادارتهم وعمل الفرقة او الجماعة وهو غير كفء لإدارتها وقيادتها رغم وجود الكفاءات  الا انه يراهن في السيطرة بالتغيير في مفاهيم ومناهج وقناعان الجماعة حيث يتضح ان هنالك جهة نافذه قامت بدفعة وتعينه وهي لها مصلحة في السيطرة على الجماعة اما تصنيفنا للنص والعرض فهما يتجها من شكل الكتابة والبناء للعرض ناحية التجريب  لغياب الشكل التقليدي للكتابة المسرحية والعرض ،من بداية ووسط ونهاية وانما هو نص دائري ينتهي بنفس البداية التي بدا بها وعلى ذات المنوال نجد ان اللغة رمزيه عامية تعبر عن افكار الشخصيات ورؤيتها  وعالمها النفسي خاصة وتعبر عن دواخل الشخصية
الصراع في المسرحية:-
الصراع في المسرحية موضوعة الاساسي السيطرة،من يسيطر على من فالفضاء الدرامي لعبه مسرحية بمعنى اللكلمة(play)فالشخصيات
الموظف المنتدب..الموظف الرسمي ..الموظف على كيفوا
 تجليات و تمظهر للسيطرة والقوة التي تحاول ان تسيطر وتحاول ان تفرض نفسها وسيطرتها على بقية الشخصيات عن طريق استخدام نفوذها السلطوى او المال لشراء الضمائر والنفوس او أي شي تراه يوصلها لأهدافها،فكل شي مباح في نظر هذه الفئة فلا اخلاق ولاقانون  فالقانون قانونها الخاص وهو قانون الغاب،القوي يأكل الضعيف من الامثلة التى تدلل على ذلك حوار
الموظف المنتدب:اسمعوا الفرقة دي حقتي وانا بصرف فيها بي طريقتي وانا منتدب عشان الحكاية دي الحاجة دي بالتحديد والماعاجبوا يطلع بره
من انشطة مركز التقدم للدراسات
ومنه نلاحظ اختيار الكاتب لفضاء رمزي لتوصيل فكرته وهي الفرقة المسرحية وهي ترمز لمؤسسة ما فرهان الكاتب على المتخيل والحلم للتعبير عن واقع عبثي تجسده شخصيات واقعة تحت ضغط قوى اكبر منها فالشخصيات جلها تقريبا تعاني من اثار السيطرة
المدرب:-الناس ديل عذبونا بالطريقة دي حانموت خلاص...
ويرى بورديو(مفكر فرنسي) ان لمفهم السيطرة اشكال مختلفة حيث تظل الدولة في العالم الحديث هي الموقع الذي ينظم السيطرة ويجددها ويحددها باستمرار عن طريق مؤسساتها المختلفة.وبقدر مايرى بورديو ان الدولة تعيد انتاج السيطرة لما لانهاية فانه يرى وفي اللحظة ذاتها ان المسيطر عليهم وفي الوضع الذي يعيشون فيه عاجزون عن وعي السيطرة واسبابها فالمسيطر عليهم او الخاضعون يملكون اسئلة ويتحلون ببعض الاجابات ولديهم اشكال من المعرفة غير ان هذا لايعني ابدا انهم يتمتعون بوعي متسق او وعي عضوي يكشف لهم عن السيطرة الواقعة عليهم واسبابها،وتنبثق عن هذا الموقف ارادة المثقف او عالم الاجتماع في تحرير المسيطرعليهم من عالمهم الايدلوجي لانهم عاجزون لوحدهم عن ادراك صحيح لظواهر السيطرة ويرى بورديو انه على هذا يكون على (المثقف الرسولي) رغم تقادم التعبير ان يمد المضطهدون بوضوح يحتاجونة وان يجعل اليات واشكال السيطرة واضحة لمن ينقصهم الوضوح وهذا ما حاولت ان ترسخه هذه المسرحية.
الاخراج:
المخرج حاول اشراك الجمهور في اللعبة المسرحية ، فالفعل المسرحي غير مكتمل يقطع بواسطة (الغناء – الرقص ) . لقد راهن العرض علي الجمهور الذي يكمل بخيالة الفراغات التي في العرض .
الشخصيات : ايها السيدات والسادة كما ترون ما يحدث امامكم جزء من النص الحقيقي فالمخرج حول الافكار الي صور بصرية واعتمد علي الممثلين كثيرا في توصيل افكارة الي انه رغم اجتهاد الممثلين في تأدية الشخصيات الا ان بعضهم لم يوفق لقلة الخبرة في التمثيل .
الموسيقى والمؤثرات: كانت عنصر اساسي في العرض .. فقد خلقت نوع من التواصل الحميم بين الجمهور والعرض المسرحي فهي كثفت الحدث وعملت علي توصيله الي الجمهور وبدونها يفقد العرض الكثير فهي في هذا العرض من العناصر الاساسي ولا يمكن الاستغناء عنها في توصيل الرؤية الاخراجية .
المخرج حاول خلق نوع خاص من الفرجة المسرحية لان هدفه المتفرج لذلك حاول التقرب الية عبر عناصر الاخراج المختلفة بالتركيز علي التمثيل والموسيقى لذلك لم يلتزم بمدرسة مسرحية محددة وانما يستخدم المخرج عناصر الاخراج بهدف تقريب الفاصل بين المتفرج والعرض .
واخيرا فالمسرحية تعبير عن اللاوعي الجمعي لمجموعة او مؤسسة ما ترفض القهر والظلم الذي يفرض عليها وتقاوم ذلك.
لكن الكاتب – المخرج تجاهل ان لكل سلطة شروطها وفلسفتها الخاصة التي حاول ان تفرضها علي المجتمع وان المقاومة غير المؤهلة بالقوة والحكمة والمعرفة لايمكن ان تنتصر.





الثلاثاء، 6 مايو 2014

عن حكاية اهل الجابرية مع الحكومة لحميد الاعداد والرؤية الاخراجية -كتب يوسف ارسطو

عن حكاية اهل الجابرية مع الحيكومة لحميد الاعداد والرؤية الاخراجية 


صورة من العرض للمثلين انس كمال الدين الطاهر حسن ايمن مبارك ويوسف ارسطو ورماح القاضي



كتب يوسف ارسطو
صور للجمهور والعرض

مسرحية الجابرية التى قدمت  عصر السبت في الذكرى الثانية لتأبين الشاعر المقيم محمد الحسن سالم حميد (مؤلف القصيدة)..قام بإعدادها للمسرح الاستاذ الشاعر و المؤلف والمخرج مؤيد الامين   في العام 2010  وحاول هو بنفسه اخراج العمل مع الجماعة لكن لرؤيته التي كانت تحتاج لإمكانيات كبيرة   في الموسيقى والديكور والأزياء وعدد كبير من الممثلين الاساسين ومجموعات لم يكتمل العمل  وجمدت البروفات بعد ان عمل هيكل واضح لرؤيته..وتحاورت معه في العام 2012   في امكان الاشتغال على اعداده برؤية تعتمد بصورة اساسية على الممثل لتجاوز ظرف الامكانيات وب 5-7 ممثلين  وهذا متاح في الجماعة حيث تم اخراج العمل وشاركت به الجماعة لأول مرة في الدورة الثانية لمهرجان المسرح الحر2013.
اما عن اعداده والذى استغلت علية فقد توفق في اعداد سبعة لوحات يربط بينها راوى وتبرز السلطة  وأتباعها (شيخ الحلة-ود البله-وذيولهم )  بصوره عبثية تستهتر بالمواطنين وتستخف بهم  وترهبهم والقطب الاخر وهم مجموعة مناضلين ومثقفين مواقفها وأيدلوجياتها (افكارها ) و ادوارها واضحة  في الصراع  وقد وضحت له ان اعداده به الكثير من المباشرة  ويكاد اعداد ان يكون مسرحة للقصيدة بحذافيرها  ولأتجنب هذا  الغيت شخصية الراوي وانتخبت من القصيدة بعض المشاهد وحذفت  وأضفت في الاعداد و  المجموعات والشخوص واتجهت للتجريب في بناء العرض والشخصيات والتشخيص بحيث تبدو الشخصيات والإحداث ممكنة الوجود بدل شخصيات موجودة تاريخيا ومعروفة فعلا  وان ترتبط اكثر باللحظة و(مهام الفن في المرحلة  وارتباطه بأسئلة الانسان ونزوعه لبلوغ الحرية وهو اعلى درجات تحقق الشرط الانساني)1 ولان  هذا هو الموقف المبدئي للأستاذ حميد  وهو ما ظل طيلة حياته  يعمل له وبشهادات الجميع  فلم يقصد اشخاص بعينهم وإنما على حسب ما نفهم قصد  نقد سلوك وأفكار انسانية بالتجريد والتعميم للأفكار وان سنتها  والمقصد ان يضع الجمهور جانبا كبيرا من اهتمامه  متابعا لبنية اللعبة المسرحية والمتعة في المشاهدة وتتبع الحبكة  وتطور حكايتها   على ان يفهم ان العرض لديه فنياته (الموسيقى والمؤثرات والأزياء والديكور والإكسسوار)والجانب المهم ذكره ان التجربة صممت على مستوى الاخراج لتقدم في أي مساحة عرض من الشوارع  والأزقة والأندية الصغيرة الي المسارح المتخصصة 
*جلال فاروقالشريف-ان الادب كان مسؤلا-منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق1978

الصورة ادناه من العرض بقاعة الشارقة

الخميس، 1 مايو 2014

ورقة نقدية : للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر (2 – 3) بقلم عبد الحكيم عامر

ورقة نقدية : للجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر (2 – 3)

Updated On Apr 23rd, 2014
مساهمة قُدمت خلال مهرجان المسرح الحر والذي اقيم في الفترة من 23-26 مارس 2014م تناولت الجوانب الفنية لعروض مهرجان المسرح الحر. والميدان نشر  ت الحلقة الثانيةهذه بتاريخ23-ابريل-2014
الملتقى الفكري للدورة الثالثة
بقلم عبد الحكيم عامر

العرض الثاني:
- وميض في لج العتمة:
- التأليف والإخراج مؤيد الأمين
- الفرقة الطليعة المسرحية/الخرطوم
الحكاية في هذا العرض تدور حول “العسف” في العلاقة بين الشارع والسلطان. والسلطان يمثل له على المستوى البصري بعلامات (متضمنة في الأزياء والأكسسوار والديكور) الصنارة، علامة التعجب، علامة نقدية/الدولار. وهي تشير إلى الأمن/الجيش/الشرطة/الحاكم
والشارع يمثله:الشاعر/المرأة/ماسحو الأحذية/الشباب العاطل عن العمل/ذوي الإحتياجات الخاصة…وتمتد علامة الشارع لتشمل جمهور العرض.. الرجل/المرأة (علاقات النوع) بكل محمولاتها التي يصطرع الشارع حولها.
  • الحوار في بنيته يقوم وينهض على إيقاع شعر/إيقاع نثر.
  • ويمكن أن نلاحظ الأسلبة الموجودة في بنية الحوار على سبيل المثال (ويمثل للشعب بلفظ الشارع، واحيانا بأداة النداء ياهي) وكثير من الجمل والعبارات التي تحيل إلى الأسلبة والتجريد في بنية القصيدة العامية السودانية عموماً.
  • العرض.. في بنيته وتركيبه وبناء علاماته يتأسس على:-
1. النص المكتوب (الكلمة).
2. الممثل.
3. السينوغرافيا.
  • أهم علامة ميزت العمل (علامة كبري) أو المشهدية هي الخامة (منظر/زي) وهي جوالات السكر البلاستيك والكرتون… في الخلفية وفي الرأس (قناع فيه وجهين من الأمام ومن الخلف).
  • الرسم/التلوين…رسم مشانق وسلاسل في الخلفية (المنظر) والتلوين بالأزرق/الأحمر/الأخضر.
  • والعلامات الرمزية والمؤسلبة مأخوذة من أو تشير إلى اللغة/الغابة/الصيد/النقود/ الانسان وهي تشير إلى بنية السلطة في بعدها الفاشي والغاشم.
  • والخامة في توظيفها في العرض تشير إلى المهمل/الهامشي/الشعبي (Bob Art).
  • وبنية الشارع تنهض على التحريض/المقاومة/الثورة/في الملفوظات/وفي الحركة/الكيوغرافيا/…الخ.
  • الممثل عنصر أساسي في المشهد غير أننا نلاحظ في الآتي:-
(1)          الإلقاء.  (2) البانتويم.    (3) الكيوغرافيا.
في هذه المستويات الثلاثة لعمل الممثل نجد إشكالية سواء كانت في الإلقاء (المرأة) على الأقل في المرحلة الأولى من العمل.
-      البانتويم: يفتقد إلى الدقة والحرفية في الأداء.
-      الكيوغرافيا: تقوم على مبدأ التوافق والرقص المؤسلب الركض/الضرب على الأرض.. تتميز بالبساطة إلا أن عمل الممثلين فيه تميز بالاختلال وعدم التوافق وهناك:
1. علامات تعرف بالشخصيات أو الأصوات (الهامش).
2. علامات تعبيرية تشير إلى الفعل المقاوم/التثوير/النضال:الانتصار/السقوط.
3. الحركة: تميزت بالتصلب والافتقار إلى الرشاقة والليونة والاستقرار المفاجئة/التنويع/التوازن/الانسجام.. عدا اللحظة الأخيرة لحظة الضرب على الأرض..وانتصار الشارع على السلطان.
العرض الثالث:
انتحار حب
عرض صامت
التأليف والإخراج مروان عمر
فرقة أجراس المسرحية
في هذا العرض يمكننا الاعتماد في تقطيعه على مفهوم اللوحة واعطاء عنوان لكل لوحة، حتى نتمكن عن الكشف عن بعض القضايا الجمالية والفنية ،التي اعتمد عليها المخرج في تحقيق متخيله على خشبة المسرح ،قد لا يكون هذا الإجراء دقيقاً من حيث انتقال وتتالي هذه اللوحات والتي تتم في العرض عن طريق الضوء والظلام أو المشهد المتتالي. يمكن القول إن هناك حكايتان تنهضان على ثيمه واحدة تكشف عن بنية العمق في هذا العرض وهي ثيمة “العنف” الحكاية الأولى تضم:
  1. الاستهلال والمقدمة
(أ‌)   الممثلون يحاولون خلق إيقاع لينتظموا داخله وهو أشبه بتمرين احماء تقوم به المجموعة ويعتمد على الأرجل والأيدي والصفير.
(ب‌)    المقدمة وهي حول علاقة الإنسان بالطبيعة “غيكولوجية” النبات/الحيوان/الآلة وفعل القطع الذي ينتظم وهي علاقة عنف.
  1. الحكاية الثانية: وهي تعتبر الحكاية الأساسية –حكاية العاشقان اللذان ينسجمان مع الطبيعة وما حولها وفجأة تنقلب حياتهما بدخول الشخص الذي يرتدي عمامة وتتحول الأجواء إلى أجواء شرقية في اسلوب الرقص والطقوسية (الشيخ/الفكي) الذي يمثل رجل الدين ويقوم بالطقس العلاجي (تعذيب) العاشق والعاشقة.
  2. بين البحر والعاشقان علاقة “حب” وبدخول الجنود والرجل الذي يرتدي العمامة تنقلب الأوضاع (السبي والاخضاع).
  3. لوحة العاشقة: لوحة تبرز التعذيب وحالة المعاناة من ركض واستنجاد ومكابدة وتمزق ودوران وتمرغ في الأرض تصل إلى ذروتها بشرب السم والانتحار.
  4. لوحة العاشق: طقسيه تضم الشيخ والعاشق ومساعدو الشيخ يدخلون العاشق وهو مقيداً ،كل ثلاثة جنود يمسكون العاشق من يد “اليمنى واليسرى” ويبدأ طقس الجلد/الفصد/”الكي بالنار” ويصاحب ذلك أجواء ذكر ودعاء ورقص ثم إظلام.
  5. العاشق يبحث عن العاشقة إلى أن يجدها وقد انحرت بتناول السم ويكتشفه هو أيضا ويتناوله وينتحر.
أ‌. اثنان من الممثلين يرتديان لوناً أحمراً يحملان العاشق ويخرجان.
ب‌.  اثنان من الممثلين اللذين يرتديا اللون الأزرق يحملان العاشقة ويخرجان ،يتم ذلك في اتجاهين متضادين.
  1. رجل بدين يمثل سلطة ما يدخل لتأجيج الصراع بين مجموعتين:
(1)مجموعة اللون الأحمر  (2) مجموعة اللون الأزرق. تبدأ حرب بالسيوف يموت فيها الطرفان يدخل كورس مكون من أربعة نساء نائحات “علامات النواح/التساؤل/التلويح/الفقد/الدعاء/العزاء…الخ) في طقس فجائعي.
  1. دخول الرجل البدين الذي يبدأ في تقييد النساء الأربعة بحبل وهمي وينزل بهم إلى الصالة ويبيعهن لرجل يقذف حزمة من النقود يخرج بهن من باب الصالة.
اعتمد العمل في التكوين على الألوان خاصة الأزرق والأحمر والأبيض وتبديل الأزياء، أعتمد أيضا على السمترية في توزيع الممثلين على جغرافيا المسرح، كل ثلاثة ممثلين يمثلون كتلة في قسم من أقسام الخشبة. اعتمد على الدائرة التي في مركزها “شخصية ما” وعلى الخط الأفقي سواء كان في أعلى الخشبة أو في وسط أو في الأسفل وأعتمد على الكيوغرافيا الشرقية وكأن العمل يدور في أجواء أموية أو عباسية خاصة في إبراز حالة السبي وعبودية المرأة وانتهاكها. رافق هذا العمل التعبيري والصامت الموسيقى طوال فترة العرض.