الأربعاء، 29 مايو 2013

المسرح وحرية التعبير ...مسرحية دراما استيم نموزجا


المسرح وحرية التعبير ...مسرحية دراما استيم نموزجا
ميسون عبد الحميد











مفاهيم تأسيسية للورقة :_
التعريفات الاجرائية :
     الحرية هى إرادة تقدمها لرؤية مع تميز التعبير لغة من يميز عما فى نفسه وعن فلان أعرب وبين الكلام والتعبير يكون طريق ما يعرف بالعبارة من معان يقال هذا الكلام عبارة عن كذا معناه كذا .
دراما : تعنى باليونانية الفعل
فرضيات الورقة :
      الحرية جزء من الدمقراطية ( الحرية مع الدمقراطية ) الدكتاتورية ضد الحرية .
      من الملفت للنظر أن قضية الحرية الانسانية والموقف من الانسان أمجبر فى فعله أم مختار من القضايا التى شغلت المفكرين المسلمين بالجدل والتأليف والتدوين ومن ثم فهى نقلت حيزاً يسير فى الاثار الفكرية والمحفوظات والمطبوعات التى تمثل التراث العقائدي للانسان ، وعلى الرغم من قدم التاريخ الذى بدأ فيه المفكرون بحث هذه المشكلة فلقد ظلت ولا تزال قائمة و منارة فضلاً عن أنها الان إتخذت أبعاداً أكثر وإتسعت أفاق مباحثها أكثر من ذى قبل كل ذلك لانها قضية متعلقة بالانسان وعلاقاته بالمجتمع والكون ، وبسبب ديمومة هذه العلاقات وتعقدها ، هذا ما يجعلها قضية مستمرة ومثيرة للبحث والجدل .
مشكلة الحرية :
      قديماً لم تكن مشكلة الحرية موضوعة تحت مصطلحات الحرية والاستبداد ، وإنما كانت موضوعة تحت مصطلحات ( الجبر والاختيار ) وعلى الانسان إتيان أفعاله بحرية وإختيار ويكون مسؤلاً عنها .
الحريات :-
     الحرية هى القدرة على تحديد الذاتى بالنسبة للفرد أو الجماعة  فعلى المستوى الفردى تعنى الحرية التحديد الذاتى لكل شخص أى بمعنى قدرة الشخص على إداة شؤنه بنفسه دون أى تدخل او تحفظ خارجى أما على مستوى الجماعة فهى تحديد شئونهم الجماعية بانفسهم .
تأتى الحرية ثمرة لكفاح طويل وشاق للبشرية عبر عصور تطورها المختلفة كما ان مفهومها لم يكن واحداً بل إختلف من عصر لآخر .
وتعد الحيات فى عالمنا المعاصر المحصلة النهائية لتطور الفكر الدمقراطى عبر عصور التاريخ وقد تطورت فكرة الحرية فى تلازم مع فكرة الدمقراطية ، وبذلك يعد الحديث عن تطور فكرة الحريات هو فى نفس الوقت سرج لتطور الفكر الدمقراطى ، والحرية لا يمكن أن تحقق الا فى ظل النظام الدمقراطى ، والحرية تعنى تأكيد كيان الفرد تجاه سلطة الجماعة بما يعنى الاعتراف للفرد بالارادة الذاتية والاتجاه لتدعيم هذه الارادة وتقويمها بما يحقق للانسان سيطرته على مصيره .
وتنقسم الحريات الى قسمين
مشهد من عروض الدبلوما زمان
     الحرية المدنية : حق الامن الفردى ، حرمة المنزل والمسكن ، سرية المراسلات ، حرية التنقل ، الحريات الاسرية ، الحريات الاقتصادية ، حق الملكية ، حق العمل ، التأمين الصحى ، الحق فى التعليم ، والحق فى الراحة  والتمتع بأوقات الفراغ .
 حرية الفكر والعقيدة والتفكير والراى والتعبير
        أما المجموعة الثانية فتشمل الحريات السياسية ، وهى حرية الصحافة والاجتماع والتظاهر وتكوين الجمعيات .
     حرية الراى والتعبير هو ما يهمنا فى هذه الورقة كيف تناقش الدراما حرية الراى والتعبير ؟
     ظلت فنون الدراما وسوف تظل تقوم بنشر الوعى للشعوب ووجوب الاهتمام بحقوق الانسان وحريته ، ويكفى أن أذكر هنا على سبيل المثال لا على الحصر الدعوة الى الحرية مع مسرحيات ( فرلاندو ) كاتب الاسبانى ، مسرحيتى ( الحبل المنهدل ومقبرة السيارات ) ومسرحيات ( سارتر ) كاتب فرنسى مثل ( الاصفر - الشيطان والرحمن – الذباب ) وغيرها .
     من المسرحيات التى ناقشت قضية حرية التعبير مسرحية ( دراما استيم تفاح ) التى قدمتها جماعة مسرح السودان الواحد فى العديد من الاماكن والمناسبات ، وهى مسرحية فكرية او تعتبر ضمن مسرح القضايا ، ويمكن القول فى ذلك ان هناك تم إتفاق عام سائد فى مباحث النقد المعاصرمفاده وجوب وضرورة تنوع النقد ومباحثه المتعددة علي مختلف فروع العلوم الانسانسة الاخري التي بلا شك تستطيع إغناء ادواته المتخصصة بتناول الظاهرة المسرحية الابداعية نفسها وما يحيط بها من تخوم وفضاءت تقع خارج نطاق المادة الابداعية كشكل ولكنها تختلف في نفس الوقت واحدة من أكبر المصادر الابداعية ذات المضامين الاجتماعية والفكرية وهي الاسس ماقبل كتابة المسرحية أو ظاهة الكتابة المسرحية أو الاسس التي احتشد بها ذهن الكاتب والمؤلف في سياق تطوره المفاهيمي والذهني وتنشئته الاجتماعية " بإعتبار أن لا شئ ينشأ من عدم "  وقد تميزت الكتابة الدرامية بمختلف تنوعاتها بهذه السمة منذو أوقات كثيرة مضت حتي أصبح هنالك ميثاق بين الدراما بشكل عام وبين الفكر والفلسفة في مختلف تجلياتها مما مهد الطريق واسعاً لولادة جنس من الاجناس الدراما يسمي بدراما الافكار.


المسرح الفكري :
     هو المسرح الذي يعطي نتيجة المعادلة بين معني ومعني اخر ، اي يعطي مفدي صراع بين مفهومين أو مجددين تمثلان في شخصيتين أو أكثر ، وتكون الشخصية في المسرح الفكري تنوب عن فكرة أو هي افكار دبت في الحياة الانسانية وهي نموذج لفكر كاتبها ( المؤلف )
     والافكار اذن تعني تصوير مقابلات فكرية ذات اسس تنتمي الي مجال البرهان اكثر منها الي مجال الطبع لتؤدي الي اقناع معرفي فردي يطابق المحصلة المعرفية لكل متلق لها أو مشاهد لها .
    وما الشخصية في مسرح الافكار سوي لا تعرف بعد انها الغاية القصوي للحياة ، لذلك فان الافكار فيها تدخل في صراع جدلي مع بعضها البعض حول موضوعات متعددة وذات صلة يؤدي الي كشف الحياة الفكرية في حيز او وسط ما فهو صراع فكري ذاتي يعكس مسرح الفكرة ، الذي هو صراع الفكرة من أجل ذاتها .
     لذلك فإن الافكار في مسرحية ( الافكار) تكون بدايتها توكيدية مستندة الي موضوع أو اي سلطة خارجية ( موضوعية ) تنهي الي نهاية ذاتية لا تعرف بأي سلطة خارجية عتها انها السلطة هي سلطة الفكرة في ذاتها والفكة بذلك – كل فكرة – تبدو تشخيصات ( ايدولوجية ) .
     والدراما تعمل أكثر من أي فن آخر علي الغوص في احشاء المجتمع لتكشف لنا عن المظهر الخاجي السطحي لحقيقة اجتماعية فحسب ، بل صراحته ونظامه المكون من دقائق الصراعات المادية والروحية علي حد سواء.
     ومن مقولة ان " الفن يتنفس صدي عصره " والفنان هو ابن العصر نجد ان المؤلف مهتم بقضايا عصره ويستخدم في ذلك دراما الافكار في مسرحيات ، لكل نص بعدد تراكمي أو زمني ، فقضية حرية التعبير مرتبطة بالمؤلف كقضية إنسانية أكثر من انها مسرحية تعالج أي موضوع .
    حرية التعبير في المسرحية المقصود التعبير الذاتي ، المقدرة علي التعبير الفني والقدرة علي التعبير عما هو مقصود دون دخول غابة تحد من ذلك .
دراما : تعني باليونانية الفعل  ، استم تفاح : كلمة مستلهمة ترمز لشئ ما أو من حدث ما تقال في حالة وجود رقابة تمنع او تحد من حرية التعبير .
قصة المسرحية :
      مجموعة ممثلين يتدربون في فرقة وتدخل جهة تعمل علي منع الفرقة من مماسة عملها ، الفرقة قد ترمز الي " فرقة – مؤسسة – دولة " تقاطع مع افكار الاخرين .
        ويحاول طرف الصراع الاخر تعطيل الفرقة ، يرسل فرد لتوقف الموسيقي ( عمل الفقة ) والفرد الذي يعمل ذلك من داخل الفرقة في المسرحية يحمل شخصية موظف علي كيفو من تحليل الشخصية مواقفه غير واضحة ( انتهازي ) وتقابله شخصية المدرب الذي يقوم بتدريب الفرقة ، وهو مناضل ثوري ، ويدعو الي التغيير وباقي شخصيات المسرحية ، الموظف المنتدب وهي شخصية مزاجية وكارزما ، والشخصيات الاخري شخصيات مساعدة مدغمة " م1 – م2 – م3 " وهي تمثل ممثل واحد وممثل اثنين ، وممثل ثلاثة ، الذين يمثلون اعضاء الفرقة .
     يحصل ضغط من جانب الفرقة بشكل تعبيري " التعبير الفني في المسرح " مثل التعبير في بقرية الفنون ، وهو لحظة النهاية في العمل المسرحي ، التي عادة تكون ختاماً لسلسلة من التكوينات الفنية التي تاتي في تسلسل نظامي من خلال العرض المسرحي وبجهود الممثلين تكون منتظمة متناسقة تحمل افكار وتنبع المشاعر وانبثاق الاحاسيس في علاقة واضحة ومفهومة بين الممثلين وخشبة المسرح .
      وادوات التعبير عند الممثل هي الجسد ، القناع ، الزي ، الحركة ، والتعبير يكون علي مستوين سمعي وبصري .
     الضغط من جانب الفرقة بشكل تعبيري " تعابير الوجه ووضع الجسم واتجاهات الجسم ويتحول بعد ذلك الي تعبير سمعي بصري بحركة الممثلين واصوات ارجلهم والموسيقي وهمهمات واهات تدل علي الرفض والثوة علي شكل النشاط المفروض عليهم وذلك بعبارات واضحة :" نحن زينا وزي اي فرقة في العالم " ويبقي الاداء هو الاداء ، ويتطور الصراع الي ان نصل نكبة للفرقة ، واخيراً تنقلب الفرقة علي هذه النكبة ثم انتصارها مرة اخري ، واعتقد ان الفرقة ترمز للمعهد العالي للموسيقي والمسرح الذي اغلق لمدة عشر أعوام .
       وكانت مقولة المسرحية تقف مع نص المادة " 18 – 19 " لحقوق الانسان اللتين ينصان علي الاتي :

المادة 18 :
تنص لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين ، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده أو حريته في اظهار دينه ومعتقده وذلك بالتعبير وإقامة الشعائر والممارسات والتعليم بمفرده أو مع جماعة أو أمام الملا أو عل حده .
المادة 19 :
تنص علي ان لكل شخص حق التمتع بحرية الراي والتعبير ويشمل هذا حرية اعتناق الاداء دون مضايقة ، وفي التماس الانباء والافكار وتلقيها ونقلها الي الاخرين باية وسيلة ودون اعتبار للحدود.
توضيح ليوسف ارسطو: قدمت  ميسون عبد الحميد هذة الورقة بجامعة امدرمان الاهلية في اسبوع المسرح والقضايا الحية في2007م وكانت حينها طالبة في المستوى الثاني الجدير بالزكر ان الاستاذ الناقد هيثم مضوي قدم رداسه في المسرحيةمن زاويه اخري وتوصل لنفس النتائج تقريبا في اسبوع مسرح الشباب الذي نظمه مركز دراسات التقدم وكذلك الاستاذ الناقد محمود حسن  ويربط معظم المتابعين للتجربة ان طرد الجماعة وشخصنا من الكلية له علاقة بنبش  وتعرية مجموعات  كانت تتحكم حتي في
ادب الادبخانة والمسكوت عنة فأنى لجماعة وشخصنا بتجسيد ذلك عملا فنيا يمكن ان يجسد علي مدي الدهر

هناك تعليق واحد:

  1. المسرح وحية التعبير -دراما استيم نموزجا هل ثمة علي بينه وبين طرد الخريجين

    ردحذف