الجمعة، 9 مايو 2014

في ذكرى حميد تقطية بصحيفة اليوم التالي سارا برهان

في ذكرى حميد: لا أحد ينشغل عن حبك يا الشايل هموم الناس

في ذكرى حميد: لا أحد ينشغل عن حبك يا الشايل هموم الناس

حجم الخط: Decrease font Enlarge font
في ذكرى حميد: لا أحد ينشغل عن حبك يا الشايل هموم الناس
الخرطوم – سارّا برهان 
"يتعلق قلبك بي زول/ والزول عن حبّك/ مشغول تلتاع ولياليكا تطول/ على قدرِ هواك ما يمتد يتمدد قدّامو عزول/ فوق سكتو حيلك ينهد/ لا تقرِّب/ لا تلقى وصول/ الدنيا قِبالك تنسد".
في الذكري الثانية للرحيل المر لفارس الكلمة محمد سالم حميد التي تزامنت مع رحيل شاعر الشعب محجوب شريف ابتدأت الاحتفائية التي أقامتها اللجنة الوطنية لليونسكو بالتضامن مع نادي المسرح الحر وأصدقاء حميد بنصوص من قصائد الراحل الأستاذة/ آمال أبوزيد عن اللجنة المنظمة التي أقيمت بقاعة الشارقة، والتي شهدت حضوراً كثيفاً لأصدقاء الراحل والمثقفين والشباب الذين يدعون أنفسهم (الحميديين) إيمان منهم برسالة حميد التي كانت تدعو للسلام ونبذ العنف والإنسانية. 
وثائقي 
وقد تم عرض فلم وثائقي للراحل مع مشاركة الفنان أبو عركي البخيت ومن إخراج الطيب الصديق كذلك تخلله إلقاء شعري ومسرحي وغنائي، كما رافق الاحتفائية معرض للرسم والنحت للفنانة العالمية شيراز. كما ألقى الأستاذ مصطفى الصاوي كلمة أشار فيها إلى أن حميد هو أمير شعر العامية بلا منازع في السودان، وأن كل المقارنات بينه وبين شعراء محليين أو على نطاق الوطن العربي ليست منصفة لأن حميد ذو لونية خاصة ونفس مميز ذو طابع سوداني لا يشبه أحداً.
لم أحزن لموت من استعد للرحيل 
التقينا بصديق الراحل الأستاذ (العطا علي العطا) الذي قدم من نوري خصيصا لهذه المناسبة والذي تربطه بالراحل صداقة وأخوة دامت أكثر من أربعين عاماً فقال: لم أحزن لموت حميد فحميد استعد للرحيل عاش الحياة الحية ومات الممات الحي، فهو باق معنا بروحه الحلوة وأعماله التي لن تموت، وقد أعرب عن كامل سعادته بما يقوم به المهتمون بحميد، خاصة الشباب الذي يرى فيهم الصدق والحب والاهتمام أكثر بحياء ذكرى حميد من الذين عاصروه. وقد أعرب عن امتنانه وشكره لكل من شارك. وفي الحفل كذلك التقينا بالدكتور/ طارق هاشم من المهتمين بالشعر والشعراء. وعبَّر طارق عن حزنه الكبير لفقد حميد الذي يعد مدرسة قائمة بذاتها تميز وبرع فيها وناقش مشاكل مجتمعه وأوجد لها الحلول من خلالها رغم بساطته. وأردف أن حميد قامة قلَّ أن تلد النساء أمثاله. وقد أعرب عن رضاه التام بما قدمته اللجنة المنظمة رغم وجود بعض العراقيل.
أنفاس هموم الناس 
حميد الذي تنفس هموم االناس من بواكير شعره التي أضفى عليها طابعا ولونية ميزته عن باقي شعراء العامية، وقد استطاع بذلك الخروج بلهجته وثقافته من إطار المحلية للقومية، واستطاع بذلك نيل لقب فارس الكلمة العامية بلا منازع، فهو من مواليد مدنية نوري بالولاية الشمالية 1956، تلقى تعليمه الأولي والأوسط بها والثانوي بمدرسة عطبرة الشعبية الثانوية، وقد عمل بهيئة الموانئ البحرية متنقلا بين الخرطوم وبورتسودان، ولحميد عدة دواوين منها حجر الدغش والجابرية وست الدار ومصابيح السما التامنة وطشيش، ومن أشهر قصائده نورا وعم عبدالرحيم ومن حقي أغني ولبن الطيور والضو وجهجهة التساب، وقد تغنى لحميد مجموعة من الفنانين أبرزهم الراحل مصطفى سيد أحمد بجانب فنانين الطمبور صديق أحمد ومحمد النصري وميرغني النجار ومحمد جبارة، وقد لقي الشاعر مصرعه في العام 2012 وهو في طريقة إلى العاصمة الخرطوم للمشاركة في احتفالية شركة زين للاتصالات بعيد الأم وتدشين ديون الشاعر السر عثمان الطيب (بحر المودة)، وتم تشيع الجثمان إلى مقابر البنداري بضاحية الحاج يوسف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق