الشخصية السودانية وترويد الاسلام الراديكالي
كتابات في السياسة والفكر والفن
الجزء الثاني (50)
يوسف ارسطو
في مقالته علي الإنترنت كتب( فادي ضو) من لبنان أن ( طونى بلير) رئيس وزراء بريطانيا دعا القادة الغربيين إلى التحالف لمواجهة الخطرالأبرز الذي يمثلة الإسلام الرادكالي محددا إياه كالآتي ( إنه اقصائي بطبيعته يسعي إلى مجتمع ذي نظام ثابت مؤسس علي عقائد دينية ثابتة وهي في جوهرها غير قابلة للتغيير(صحيفة الغارديان 14-4- 2014م). فالمستنتج من دعوة طوني بلير إذا تجاوزنا الخوض في المصطلحات أنه يقصد وجود إسلام غير الإسلام الرادكالي وبمعنى آخر تصنيف للإسلام والمسلمين إلى ( متطرفين وغير متطرفين) ويمكننا علي سبيل المثال القول أنه يوجد إسلام ليبرالي مرن غير إقصائي ويقبل التعدد . ويرى دانيال باتريس إن الإسلام الرادكالى : (هو نسخة أو صروة طوباوية متطرفة من الإسلام ) وقد ذكر أنه لايقصد الحديث عن الإسلام كدين وإنما ( عن قراءة غير عادية وحديثة أوقعت بؤسا ، وعمليات إرهابية انتحارية وحكومات استبدادية طاغية ووحشية وهناك قمع للنساء) ويقصد وجهات نظر وتفسيرات بعض العلماء المتشددين للإسلام (الاسلام الرادكالي المتطرف ضد الحضارة 1 فبراير2007م). ومؤكد أنه يقصد بالممارسات تجارب طالبان وداعش والإخوان في السودان فطالبان وداعش اشتد لغلوهما وشططهما وتحجرهما وأصبحت رؤيتيهما وفعائلهما معلومة لكافة البشرية وقريبا منهما بدأ الأخوان في السودان وعلي سبيل المثال فقد بدأوا بمنع بث الأغاني القديمة وخصوصا تلك التي فيها غزل صريح أو ذكر لمفاتن المرأة( برتكان صدرك – طابق البوخة – عيون المها...الخ ) وتم حرق استديوهات التلفزيون لمسح ذاكرتنا الجمعية وتاريخنا وعمل قطيعة مع الماضي وعزز ذلك بتغيير المناهج والسلم التعليمي لفرمطننا وحشو ذاكرتنا وبرمجتنا بما يرغبوا) لكن ولأن الشخصية السودانية ذات سمات وخصائص ممتده من الأسلاف ولآلاف السنين ولأن الإسلام نفسه لم يدخل السودان إلا عن طريق التصوف والروحانيات والتعابير الصوتية والجسدية فقد قاومت الشخصية السودانية الفرمطة والبرمجة للإخوان ليس هذا فحسب بل رودت أذواقهم لللحن والرقص والطرب،فلم يلتحموا بالجماهير إلا بالرقص والغناء وللمبالغة فقد كان إعلان الدعوة للحشد في الجنوب وبعض مناطق الأطراف (اليوم في زول كبيير بجي في مدينه ،إنت وناس كوا يجي تلقو كرامة ومريسة كتير وهاك يابراميل المريسة والخمور البلدية وعينك ماتشوف إلى الطشاش )
والذي فاح وطفح أن كثيرا من المجاهدين أصبحوا (طشامة) ومرتادي للنشوة والمذذ وحب الشهوات أما الرقص والطرب فللمفارقة أصبح السمة الأبرز للإخوان حتي سمي الرئيس البشير بالرقاص ولم يجدوا بدأ من فتح معهد الموسيقا والمسرح بل أصبح في عهدهم كلية وصدحت الإذاعات بالغناء الجميل بعد كانت محصورة في أغاني الجهاد والمدائح والأناشيد الدينية وبعد عودة العملاق وردي دعوة بالقصر وانتشوا بالغناء الجميل لكن الشعب لم يهضمهم فلفظهم لفظاظتهم ونفورا من فكرتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق