الاثنين، 1 يونيو 2020

تشريح الثورة ..أحلام ظلوط الإسلام السياسي يوسف ارسطو

تشريح الثورة ..أحلام ظلوط الإسلام السياسي
كتابات في السياسة والفكروالفن
الجزء الثاني (46)
يوسف ارسطو
نشركاتب ومنظر الإسلاميون المعروف البروفيسور التجاني عبد القادر مقال من جزئين هامسنا للإسلامويين ومتنبئا بفشل ثورة سبتمبر المجيدة وعودة النظام كما كان برمته للإسلام السياسي ونظام السودان القديم طائعا يجرجر أذيالة وفقا ل( تشريح الثورة )
وهي دراسة أكاديمية لمؤرخ الأفكار والباحث الإمريكي كرين برينتن نشرت 1938م فعلي حسب التقديم لمترجم الاستاذ سمير عبد الرحيم الجلبي الكتاب حلل برنتن أسباب نشوء وتطور ونهايات أربعة ثورات ومالاتها وهي الثورة الإمريكية ،الثورة الفرنسية،الثورة البلشفية والحرب الأهلية في بريطانيا..خلص إلى نتائج أهمها أن الثورة تمر بأربعة مراحل الأولى (ماقبل الثورة) ومن أهم خصائصها فشل نظام وحكومة ماقبل الثورة في إدارة البلاد وتخلي المثقفين ضمير الأمة عن الحزب الحاكم (لم يشر الكاتب لنماذج من المثقفين تخلو عن نظام الإسلاميين لأن القول ملتبس ولأن نظامهم برمته لم يكن أخلاقي لتقويضة النظام الدستوري والحكومة المنتخبة شرعيا وقد استضم منذ الوهلة الأولى بعدم الأخلاقية هذه وأي تأييد وجده النظام من مثقفين كان من مثقفين انتهازيين وأصحاب مصالح وليس بمثقفين ضمائر أمة كما قصد كاتب تشريح الثورة
أما المرحلة الثانية فأهم خصائصها الإنهيار المالي زيادة الإحتجاجات واستيلاء المعتدلين علي السلطة وفترة شهر العسل
وفي المرحلة الثالثة يبعد المعتدلين ويستحوذ علي السلطة المتطرفين وتركز القوة في مجلس ثوري يسيطر عليه رجل قوي
ويشهد التمرحل الرابع الخلاص وتفويض الثورة وعودة النظام القديم ويتم قمع المتطرفين (الثوار) وإعفاء المعتدلين والتخلص من كل ماهو ثوري وتعود الأوضاع لما قبل الثورة ومن حيث بدات
يشير البروفيسور إلى أن برينتن ذهب إلى أن الثورات التي قام بدراستها عادة ماتمر بأربع مراحل هي مرحلة الحمى الثورية ومرحلة الإرهاب والعنف ومرحلة الرجل القوي والإستقرار ومرحلة العودة إلى الوضع السابق وبانتهاء شهر العسل الثوري ينتقل الصراع إلى داخل القوى الثورية وعادة ماينشب الخلاف بين الثوار حول مايجب أن يزال ( يمكن ملاحظة الصراع مكونات الحرية والتغيير-نداء السودان) وحول نوعية النظام الجديد (دولة مدنية _علمانية_دينية إلى وكيفية البناء ونسب كل مكون وسوف تتفاقم هذه الخلافات وتتبلور حول فئتين من الثوار فئة المعتدلين الذين تتشكل منهم حكومة انتقالية وفئة (الثوريين )المتطرفين الذين يحيطون بالحكومة الموقتة وهولاء غالبا مايكونوا أحسن تنظيما وأقدر علي التعبئة والحشد .....وبما أن الحكومة الانتقالية (المؤقتة) تكون قد ورثت تبعات النظام القديم وتآلفت من مجموعات متعددة ومتنافرة (قوى الحرية والتغيير) فلن تجد أمامها من مصدر للقوة غير الجهاز الحكومي البالى والمتهالك ممايعني أنها ستعجز عن تغيير الأوضاع بالسرعة والكفاءة المطلوبة (أزمات الخبز،،المواد البترولية بمشتقاتها غلاء المعيشة ) ستبدأ في فقدان الحاضنة الشعبية والتأييد الثوري ..مما يمكن في إحداث ثورة داخل الثورة يبدأ الحكم بالإرهاب وتبدأ الثورة في أكل بنيها إلى النهايات المفترضة وفق دراسة تشريح الثورة .....واستطاع البروفيسور التجاني عبد القادر أن يثبت تطابقا بين نموذج الثورة السودانية في المرحلة الأولى وزوال نظام الإنقاذ كنموذج مطابق وفي المرحلة الثانية يرى أن حاضنة الثورة تنظيم هش تكون علي عجل للحاق بالثورة ولايجمع بينهم شيء غير إسقاط النظام وفي هذا أجحف لأن التجمع الديمقراطي تكون بعد نشوب الثورة مباشرة وبين المعارضة السودانية الكثير من التراث الأدبي والفكري والتاريخ النضالي المشترك منها ما قبل الإستقلال ومنها ماقبل ثورتي أكتوبر وأبريل وهنالك أدبيات وأسئلة كانت ومازالت محل ومسار نقاش بين القوي السودانية كافة علي رأس هذه الأسئلة سؤال بناء دولة السودانيين وقد أشار البروف لمجوعة أطراف تساهم في المرحلة الإنتقالية منها رجال أعمال وبعض القوي الإقليمية التي أثرت في استمرار الثورة للآن (الدعم السعودي الإماراتي) دون أن يخفى حلمة وحلم الإسلاميون الظلوتي بأن تبدأ الثورة بأكل بنيها وإن وعد بالمواصلة لكننا نعتقد أن هنالك قفز علي حقائق وتجارب القوي السياسية في ثورتي أبريل واكتوبراللتين آلتا لنفس المصير وعادة الأوضاع إلى القوي التي كانت تسطير على الأوضاع قبل الثورتين وللأسف إن القوتين التي آلت لهما الأمور هما هو الإسلامويون ،إضافة إلى أن مابين القوي السياسية من تجارب نضال وكفاح إمتد طيلة فترة ال30 ستة الإنقاذية غير أن الثورة ثورة وعي وأن معظم القوي الحية تعمل وتراهن لبناء سودان جديد دولة مواطنة ،دولة حرية وسلام وعدالة وتعلم تماما أن الحكومة المؤقتة ليس بيدها (عصاة موسي ) وليس من حلول سحرية وليس أمام الثوار غير الصبر وتفويت الفرصة لأعداء الثورة أعداء الوطن.لهذا كان مقترح الفترة الإنتقالية ثلاث سنوات وربما تمدد حتي تهيء الأوضاع للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
٢٥٨
الأشخاص الذين تم الوصول إليهم
٨
التفاعلات
الترويج غير متاح
٣
٤ مشاركات
أعجبني
تعليق
مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق