الثلاثاء، 25 أبريل 2017

حوار مع المسرحي يوسف احمد عبد الباقي (نشر بالملف الثقافي لصحيفة العاصمة مارس 2008م

حوار مع المسرحي الاستاذ يوسف احمد عبد الباقي

المسرح لم يمت لانه فن نابض وحي ... هناك شخصيات تحتكر الخبره والاحتكاكك
(نشر بالملف الثقافي لصحيفة العاصمة مارس2008م)
        جماعة مسرح السودان الواحد اقامت العديد من الفعاليات في سبيل تحقيق اطروحاتها النظريه والعلميه ومن هذه الفعاليات ورشة التعبير الجسدي بكلية الموسيقى والدراما واسبوع المسرح والقضايا الحيه بجامعة امدرمان الاهليه , والايام المسرحيه بولايتي النيل الابيض وسنار وعشرات العروض بعدد من الولايات ونيف وستون دراسه علميه تربط تقنيات الاداء بافكار العروض والابداع عموما والفكر خصوصا بالهموم القوميه والوطنيه , وذلك كمحاوله جاده لوضع اسس سليمه لممارسه الفعل الدرامي فيما تعرفه الجماعه بإعادة تأسيس الدراما السودانيه اروقه الفنون والثقافه بصحيفة العاصمه التقيت الاستاذ يوسف احمد عبد الباقي مؤسس ورئيس جماعة مسرح السودان الواحد وخرجت منه بهذه الخلاصات.

  دع مفتاح حديثنا يبدا باليوم العالمي للمسرح ومهرجان ايام البقعه المسرحيه ماذا يعني لك ذلك ؟
      بالنسبه ليوم المسرح العالمي ، درج المسرحيون في جميع انحاء العالم على الاحتفال بهذا اليوم . وهو يعتبروقفه من قبل مسرحي العالم واصدقائهم مع المسرح وقضاياه ، وفي الغالب يتم في هذا اليوم تناول ظروف المسرح والإشكالات التي تواجهه وكيفية النهوض بالظاهره المسرحيه ودفع مسيرتها في هذا العالم شديد التعقيد متشابك الابعاد ، وقد كان المسرح دائما يصدق الجميع ، فعندما ظهرت ثورة المعلومات وانتشرت التقنيات الحديثه تخوف البعض في إنتهاء دور المسرح في ظل تحول العالم الي قريه الكترونيه ولكن التجربه نفسها اثبتت بأن المسرح لن يموت وانه سيستمر في اداء دوره المنوط به ، بل هو الوحيد المعني بذلك  ويعزي هذا ربما لان المسرح فن نابض وحي ومباشر بين المبدع والمتلقي فالعلاقات الانسانيه لا تنتهي طالما بقي الانسان على وجه هذه الارض .
# هل تختلف الدوره التاسعه لمهرجان ايام البقعه المسرحيه عن سابقتها من حيث المضمون والدلاله  ؟
      نعم نوعا ما تختلف هذه الدوره عن سابقاتها بأن هناك كم من الفرق الاجنبيه جاءت للمشاركه حسب ماذكر فهناك مشاركات من الغرب ومن الدول العربية وهناك اربعه عشر فرقه من كينيا واثيوبيا وتنزانيا وتونس ومصر ولاول مره تشارك فرق من امريكا وامريكا اللاتنيه ، وبالتأكيد فأن مثل هذه الفكره هى عباره عن خبرات من مختلف انحاء العالم تفيدنا في الاحتكاك وتبادل التجارب و وجهات النظر الابداعيه وتصاحب المهرجان دائما فعاليات فكريه ونقديه تطبيقيه اما بالنسبه للفكريه اعتقد انها في هذا العام كانت علي درجه من الاهميه بمكان لانها تناقش قضايا جوهريه وتدفع بها نحو الامام مثل ثقافة السلام والتعايش السلمي بين الجماعات في إطار الوطن الواحد .
         اما بالنسبه للتطبيق النقدي فهو يفيد في توضيح اشكالات العرض المسرحي واين نقف الان بإزاء العالم وخصوصا فان المقارنه متوفره بين المشاركين طالما هناك فرق اجنبيه ، وللحقيقه فأنا شخصيا اشكر القائمين على هذا المهرجان رغم تحفوظاتنا على ان هناك شخصيات محدده تقوم بالاداره والاشراف وبالتالي تحتكر الخبره والاحتكاك وتقبل ايضا ودائما فرق بعينها للمشاركه مما اصبح ذلك اشبه بالوبي ، فمثلا جماعة مسرح السودان الواحد شاركت بسبعه عروض من بداية المهرجان في اطاره التمهيدي ولم تقبل اللجان اي من هذه الاعمال رغم تأكيد النقاد المتخصصين بانها من اميز العروض ومع ذلك لم يجاز منها اي عمل برأينا في جماعة مسرح السودان الواحد ان لم تكن كذلك لما تورطنا بتقديم عمل هش علي المستويين الفكري والفني ولكن اعتقد ان هذا الاسلوب يعزز من دور مجموعات محدده ومعروفه سلفا للجميع او علي الاقل لعلم القائمين علي امر هذا المهرجان بطموحاتنا في إبراز مسرح حقيقي ومختلف يخرج من معطفه عشرات المبدعين كدماء جديده ونوعيه تضخ في شرايين مجالات المسرح المختلفه وتدفع بأفرادها لمنطقه الاضاءه والاضافه الحقيقيه لقيادة المشهد المسرحي وهذا لا يسر البعض .
# لازلنا الان لم نشاهد سوى اربعه عروض من بين العروض المنتخبه لايام المهرجان ، ماهو رأيك فيما قدم حتي الآن  ؟
     العروض التي قدمت حتي اليوم الاثنين 30 مارس هى اربعه عروض منها ثلاثه للتنافس والرابع عرض خاص بالافتتاح ويلاحظ  ان هذا العام بالنسبه للعروض السودانيه على وجه الخصوص ضعيفه فنيا وفكريا وليس هذا من عندي وحدي وانما الرأي السائد والذي انطلق منذ المشاهدات الاولى لعروض المهرجان واي مجهود يبذل هو محاوله لترميم وليس للاضافه وكذلك الدراسات النقديه التي قدمت هي الاخرى ضعيفه ، واغلبها قائمه علي التقرير الوضعي والمجامله ، وهذا لايطور من عجلة المسرح شئ ، وغير هذا وذاك تكرار النقاد وتكرار المقولات النقديه وتشابهه المداخلات ولكن اعتقد ان في هذا العام هنالك ثمة إيجابيات يجب ذكرها فالمنتدى الفكري كان جادا ومفيدا وملفتا ايضا لانه اتي بمتحدثين كنا نود ان نسمع رايهم فيما يخص المسرح ويخص الثقافه بشكل عام ، فكانت ورقة الدكتور امين حسن عمر وزير الدوله للثقافه الاضافه النوعيه لهذا المنتدى وكانت من اميز الاوراق التي قدمت ، والشئ الذي عزز هذه الورقه اتفاق الجميع حولها علي مختلف مشاربهم الفكريه فكان اتفاق السيد ياسر عرمان مع مجمل مقولاتها وتفاعل الحضور كذلك مع منطلقاتها ، وهى في مجملها كانت ورقه عالية المستوى وممتعه واضافه الي كونها مقنعه الى درجه كنا نتساءل فيها (اذا كان سياسيونا هكذا يفكرون ويتفقون في الرؤى لماذا نختلف ) وانا اقترح هنا ان يتجهوا الي التفكير والتنظير في القضايا الثقافيه مما يمتلكون من عمق ووعي وقدره على التفكير والتأمل والملاحظه وطرح الافكار هناك ملاحظه اخرى لابد من طرحها هنا هي ان الورشه الفنيه التي تقوم بتصميم الديكور والازياء ، المتخصصه ولايمكن ان نحدد ونعرف لمن هذا الابداع وهل نعدد الرؤى في الديكور واازياء بعد خصما على العمل ام اضافه اخرى له وهل هذه فكرة المشرف على الورقه الفنيه ام هى رؤى المخرج ام المؤلف ، والى اي مدي تخدم تفاصيل العروض ؟ مجمل اسئله تطرح نفسها من خلال مارايناه فيما يختص بعمل الورشه الفنيه .
# دعنا نخرج من المهرجان ايام  البقعه المسرحيه ، لندلف مباشرة الي بعض مشاريع ومشاركات جماعة مسرح السودان الواحد فقد قامت الجماعه منذ ايام خلت من هذا العام بمشروع ( النويله ايام المسرح والتعليم ) حبذا لو تعرفنا علي ملامح هذا المشروع ؟
      النويله ايام المسرح والتعليم هو مشروع اقامته الجماعه بالتعاون مع رابطة طلاب النويله بالجامعات والمعاهد العليا ، واشتركت معنا في تنفيذه ( جماعة ناس حول المسرح ) وهي فرقه مسرحيه من جنوب السودان ومجموعة المنظمات والاهليه والتربويه ومركز الشباب ورابطتي مزارعي النويله والجزيره والمناقل واللجنه الشعبيه ولفيف من الخيرين من ابناء المنطقه والاصدقاء وفيما يجدر ذكره هنا ان المشروع جاء مواكبا لاحتفالات منطقة النويله بمؤية التعليم بالمنطقه قفد افتتحت اول مدرسه بهذه المنطقه عام 1903 م .
# هذا المشروع والمشاركين في تنفيذه ، ماذا عن طبيعة المشروع نفسه وما اشتمل عليه من اعمال  ؟
       احتوت الايام علي عروض مسرحيه واستعراضيه قدمتها جماعة مسرح السودان الواحد وناس حول المسرح وكذلك التحاور والتدارس حول ثمان دراسات تسألت عن هموم المسرح والتعليم ودورها في تهيئة الاجيال الناشأة  وطنيا وانسانيا ، كما حظي التصوف والتربيه الصوفيه بإهتمام خاص يذكر ان الايام الاحتفائيه هذه تخللتها عملية جمع معلومات عن التعليم بالمنطقه والنهضه التعليميه المبكره والتي اثرت ايجابا عن انسان المنطقه والمناطق المجاوره حيث تم جمع حوالي 86 شريط تسجيل كاست جمعت من كبار السن والاعيان والقيادات الشعبيه والدينيه والتي يمكن ان تصنف في حقل الانثربلوجيا الثقافيه وذلك بغرض البحث عن النويله الانسان والارض والتفاعل وسوف تقوم الجماعه بنشر الاوراق التي قدمت في كتاب بعنوان ( النويله ايام المسرح والتعليم ) كما ستنشر المواد المجمعه كما هي بعنوان (النويله الانسان والارض والتفاعل الاجتماعي ) وهنالك كتيب يتضمن المشروع ليوضح المساهمات الفرديه والاسريه والراعين للمشروع والاخفاقات وشهادات حول الفعاليه بعنوان (النويله تقارير ايام المسرح والتعليم ) كما ان جماعة مسرح السودان الواحد سلمت قيادات المنطقه مخطط مرسوم لانشاء مسرح علمي وعينات لانشاء مكتبه عامه تبرعت فيها الجماعه بعدد 350 عنوانا ليستفيد انسان المنطقه ويتواصل مع غيره في المحيط .
# النوياه ايام المسرح والتعليم احد مشاريعكم الرائده والمهمه كون انكم شباب مسرحيون تهتمون بقضايا تعليميه وتربويه وتمدين الارياف ، ماذا عن طموحات جماعة مسرح السودان الواحد خصوصا مشروعكم الموسم     ( إعادة تأسيس الدراما السودانيه ) لما يخدم المجتمع ؟
       الراهن الدرامي والمسرحي جريمة الكل ساهم فيها فالمسرحيون ركنوا للعمل في المدن وجهلوا انسان الريف ، بل وازعنوا للتكلس وعدم الحركة اللهم الا بصورة موسمية فقط ، وهناك حفنة من الانتهازيين وزوي العقليات المصلحية والفردية ساهمات في تأطير المسرح علي اعتباره مرتبط بإنسان المدينة دون غيره فبرزت مجموعات ( المنكتاتية ) ومجموعات (مسرح المؤخرة ) وهؤلاء تعوزهم المعرفة والبعد عن القضايا الحية حيث يتسم عملهم والمكسبي بالوقتي واللحظي وغير المنتج أما المؤسسات المعنية فهي مشاركة في الجريمة لأنها ارتبطت بهؤلاء النفعين والسكوت عليهم مقابل المرتبات والعيشة علي امتيازات بأسم المسرح والدراما واضحوا كائنات لازعة وقاتلة لكل من يقترب من مناطق نفوذها ، اما المسرحيون انفسهم فجرمهم ينبع من ان اغلبهم ساهم في هذا الواقع لأن بعضهم لديه محاولات الوصول دون ادني مجهود وبعضهم هرب الي جهة اخري والبعض الاخر توقف عن الفعل الدرامي ومن تبقي منهم اضحي يأكل بعضهم البعض اما الاعلام عموما الصحافة خصوصا فلا يعني لها المسررح شيئاً .
# نود هنا ان تحدثنا عن النشاط الذي صاحب فعاليات مشروعكم في منطقة النويلة والاوراق التي قدمت والبحوث التي اجريت ، لأننا الفنا في الفرق والجماعات انها تكتفي بالعروض فقط ، وما هو هدف الجماعة من ذلك ؟
        ذكرنا ان جماعة مسرح السودان الواحد قدمت خلال ايام المهرجان ثمانية اوراق هذه الدراسات والاوراق جميعها تصب في عددة مواضيع ولكن نعتقد انها جميعها تصب في قضايا التعليم .. فمنها مثلا ( المسرح والتعليم ) و (التعليم والتربية الوطنية ) و (المسرح وقضايا النوع ) و (التصوف والتربية الصوفية) و (والتعليم وبناء الشخصية ) و (فلسفة ايام المسرح والتعليم ) و (وتعليم المراة بالنويلة ) ، ويلاحظ  في عناوين هذه الاوراق التي تهدف للفت النظر والوقوف عند العلاقة الجدلية بين المسرح والتعليم ، والوقوف علي هذه القضايا ومعرفتها وعلي دور السرح والتعليم فيهما واين دور المرح والفنون في التربية الوطنية ومشاكل وقضايا النوع وكل القضايا التي تثار وما هو راهن التعليم في السودان عامة وفي منطقة النويلة بصفة  خاصة خصوصاً ان التعليم بها اكمل قرناً ونيفاً من السنوات وما هي الاشكالات  الحقيقية التي يجب علي المسرح ان يقوم بعرضها انها مجموعة اسئلة حاولنا اثارتها بقصد ووعي من واقع اهتماماتنا الانسانية والوطنية والتقنية والابداعية وهكذا دائماً اهتمامات جماعة مسرح السودان الواحد فهي ليست جماعة يختصر دورها واهتمامها علي تقديم العروض المسرحية فقط والاكتفاء بذلك رغم انها جماعة متخصصة في الدراما وفنونها لكنها تضع الدراسات والبحوث وتقيم الورش بغرض دفع عملية الوعي والاستنارة وهذا لا يتوافر دون العمل البحثي والعلمي كمحددات للعروض التي تقدمها جماعة مسرح السودان الواحد والاهداف التي تنشدها ويمكن ان نقول ان الاهداف التي ترمي اليها الجماعة هي حزمة من الاهداف يمكن ان يستخلصها الباحث من خلال ورقتنا ( النويلة ايام المسرح والتعليم ) لكن الهدف الخاص جداً هو الكمي والنوعي من الدراسات والبحوث التي تحض الدولة والتربيون ادخال المنهج  المصاحب للمنهج المدرسي والذي كان موجوداً في السابق بحيث ساهم الطلاب انفسهم في المسألة التربوية وذلك عن طريق المسرح والموسيقي والفنون والنشاطات المختلفة ، وان لا يكون التعليم بنكياً ( تلقين وحفظ ) اضافة الي تسليط الضوء علي منطقة النويلة كمنطقة اشعاع معرفي واستنارة دفعت للوطن بالاف الكوادر فيما يخص التعليم الحديث اغلبهم يشتغل بالتعليم تحفيظ القران وددراسة علومه ، فالامام المهدي قام بفتح خلوتها الثانية ( خلوة الفكي عمر ) كما زارها الامام الصادق المهدي والسيد الصديق المهدي والزعيم اسماعيل الازهري والرعيل الاول من رواد الغناء الحديث والمسرح في السودان منهم الكاشف وابراهيم عوض وسيد خليفة  واحمد  المصطفي وعثمان حسين والعديد من الفرق والجماعات الفنية والمسرحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق