السبت، 25 مايو 2013

العنف الطلابي الاسباب والحلول-الهادي الشواف


                           جماعة مسرح السودان الواحد-نادي التراث والثقافة الوطنة
            العنف الطلابي الاسباب والحلول
                            كتيب رقم( 36)
                                                                 الهادي اسماعيل
 مدخل:
االهادي الشواف بمعاض فنون
 الجامعات ليست ساحات للمعارك والاقتتال بل منابر متقدمة للحوار والعلم والمعرفة والإشعاع الفكري الخلاق
ديـباجة:
يعتبر الطلاب من أهم الشرائح الاجتماعية , إذ يمثلون العمود الفقري لمستقبل إي مجتمع من المجتمعات الإنسانية , لذلك يكون صلاح هذه الشريحة هو صلاح للمجتمع وضمان للمستقبل,ولهذه الشريحة الكثير من القضايا الحية, ولكن أهمها علي الإطلاق هي ظاهرة العنف الطلابي, التي سوف نتعرض لها في هذه الورقة لصالح إثراء النقاش ,وتتبع الأسباب و إيجاد الحلول الممكنة,وتركز هذه الورقة علي الظاهرة وسط طلاب الجامعات باعتبار الجامعات هي الأكثر تضررا منها,ونسبة لتأثير الكبير لطلاب الجامعات في الحركة الطلابية و المجتمع.
تأتي هذه الورقة كمساهمة من جماعة مسرح السودان الواحد,من ضمن مساهماتها العديدة في القضايا الحية,عبر تقديم الأوراق والدراسات والمعالجات الدرامية, هذا في إطار فلسفة الجماعة ومشروعها القائم علي أساس تطوير المسرح ليلامس القضايا الحية في المجتمع.
ونسبة لما اكتسبت الحركة الطلابية من أهمية كرائد لتغير والتنوير في المجتمع,باعتبار إن الحركة هي أول ساحة مواجهة وطنية بين التيارات المعادية للديمقراطية والتطور, والتيارات التقدمية المنادية بالتحول الديمقراطي علي أساس الحرية وقبول الأخر, ولعل كل الطلابية , ومن هذه البوابة نفسها كان تكوين الحركة الحزبية المعاصرة في  السودان وغيره .
ولما كان العنف الطلابي وسط الطلاب من أكثر الظواهر شيوعا في السنوات الأخيرة , لذلك كانت هذه الدراسة ضرورية للفت الانتباه لهذه الظاهرة , ومحاولة احتوائها ومعالجة أسبابها حتى لا تتحول إلي ثقافة وسط الحركة الطلابية , ولكي تتعافي الحركة الطلابية وتعود للعب دورها الحقيقي في التغير والتطور وسط الطلاب و المجتمع .
فلسفة تأسيس الجامعات في السودان:
  تم تأسيس كلية غوردون التذكارية في 8 نوفبر1902, ثم تحول الاسم إلي كلية الخرطوم الجامعية في العام 1951, وفي عام 1956 أخذت الاسم الحالي , ومن أهم الأهداف التي قامت عليها فكره تأسيس جامعة الخرطوم من قبل المستعمر هي تخريج موظفين (الافندية) لأدارة دولاب الدولة , لكي يتفرغ المستعمر لأدارة الدولة وتحقيق أهداف المستعمر في نهب ثروات الشعوب , علي ذات المنوال يمكن تتبع مراحل تأسيس غيرها من الجامعات في العهد الوطني ما بعد الاستقلال , ولكن في مرحلة متقدمة من عمر الحركة الوطنية تطورت فكرة وفلسفة تأسيس الجامعات والمعاهد العليا, هذا نراه بوضوح بالوقوف علي فكرة وفلسفة تأسيس واحدة من أهم الجامعات السودانية , وهي جامعة أم درمان الأهلية التي تم تأسيسها علي أيدي زمرة من الوطنين الخيرين من أهالي أم درمان والسودان, وكان علي رأسهم البروفسير الراحل  محمد عمر بشير , حيث قامت الفلسفة الأساسية علي أساس تخريج كادر لديه القدرة علي إدارة الدولة والمجتمع .
يمكن أن نقول إن مقاصد وأهداف فلسفة تأسيس أي جامعة أو معهد عالي يجب أن تقوم علي أساس ترقية المواطن وإلهامه, وإكساب الفرد القدرة علي تنمية مقدراته في التعليم مدي الحياة , وان تكون له القدرة علي التعرف الصائب علي القضايا الاجتماعية والاقتصادية الثقافية للمجتمع الذي يعيش فيه , وإنتاج طالب يتحلى بروح المسؤولية وحب الوطن , واحترام الآخر والتسامح والتعاون , وهذا لا يتاتي إلا بوجود بيئية جامعية سليمة , قائمة علي أساس ديمقراطية التعليم .
ولكي نحقق مبدأ إن إدارة الدولة والمجتمع يتطلب قيادات لديها القدرة علي تحمل المسؤولية,علينا بالتعليم الجامعي والعالي ,هو الذي لديه القدرة في بناء هذه القيادات ,حيث أثبتت دراسة حديثة أن 20 دولة لديها تعليم عالي حافظت علي ديمقراطيتها ماعدا واحدة هي:( الاورغواي) , وذات الدراسة قالت إذا ما زادت نسبة المراحل الثانوية ب90ِِِ في المئة يرتفع مؤشر الديمقراطية إلي 2.9 في المئة .
علي العموم نستطيع أن نقول إن الجامعة النموذج , يجب أن تقوم علي أساس تهيئة البيئة الجامعية  الصالحة لتحصيل الأكاديمي والاغتناء الثقافي والروحي , هذا لايتم إلا بالاتي :
 أولا : البيئة الأكاديمية :بعمل القاعات المريحة والمطابقة للمواصفات والجودة , وإيجاد الأستاذ المؤهل , وتوفير مناهج مواكبة لتطور العلمي الذي حدث في العالم ,وتوفير مكتبة مركزية تحتوي علي أحدث المراجع والدوريات ,مع توفير المعامل الحديثة بالنسبة للكليات ذات التخصصات التطبيقية .
ثانيا : البيئة الثقافية والاجتماعية :بتوفير ألاماكن التي يستطيع فيها الطلاب ممارسة نشاطاتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية , من مسارح وقاعات للندوات والسمنارات والورش ,بالإضافة إلي توفير الميادين التي تمكن الطلاب من ممارسة المناشط الرياضة المختلفة ,مع أقامت الكافيتريات ذات الوجبات المدعومة إن لم تكن مجانية ,وتوفير أماكن السكن والإعاشة المجانية ,مع السماح للطلاب بتكوين المنابر المعبرة عنهم والمدافعة عن حقوقهم , التي يجب أن تقوم علي أساس ديمقراطي حر.
ثالثا : البيئة الإدارية و التنظيمية :هذا كله يتم أدارته وتنظيمية بوضع نظم ولوائح , يشارك الطلاب في صياغتها ,لتنظيم النشاط الطلابي خارج قاعات الدراسة ,وتنظيم العلاقة مابين الطلاب والإدارة . 
وبصورة عامة يمكن القول إن الجامعات و مؤسسات التعليم العالي , في الأساس هي ساحات لتلقي العلم والمعرفة , ومنابر للوعي و الإبداع  الخلاق , تعمل علي تأهيل الطلاب وربطهم بمجتمعهم  ليساهم في تنميته تطويره ,لذالك يجب آن يكون إدارة الصراع في هذه الجامعات , قائم علي أساس الحوار الحر الديمقراطي وقبول الأخر, وأي سلوك آخر يعتبر دخيل علي المجتمع الجامعي , يحتاج منا إلي دراسته واستئصاله من جذوره , وطرده خارج أسوار الجامعات ,ومن اخطر هذه السلوكيات هي ظاهرة العنف الطلابي التي نحن بصدد دراستها في هذه المساهمة.
لقد اتسعت رقعت التعليم في السودان في السنوات الأخيرة , حيث ارتفع عدد الجامعات إلي أكثر من 63 جامعة  ومؤسسة تعليم عالي منها ( 28جامعة حكومية و35 مؤسسة أهلية ) , وهذه المؤسسات تستوعب حسب دراسة حديثة حوالي (500) ألف طالب منهم 60 في المئة من الذكور و40 في المئة من الإناث ,وهو عدد كبير إذا ما قوربن مع الميزانية الشحيحة التي تصرف في التعليم ,وهو عدد قليل إذا ما قورن بمتطلبات التنمية في السودان وعدد الأفراد الذين هم في سن  الاستيعاب في المراحل الدراسية المختلفة ,حيث أوردت دراسة إحصائية حديثة  لليونسكو إن هنالك حوالي 50 في المئة من الذين هم في سن الدراسة ينتظمون في المدارس , لكن إحصائية الحكومة تقول إنهم 60 في المئة ,وفي المدارس الثانوية حوالي 18في المئة فقط أما في مؤسسات التعليم العالي لا يتجاوز ال7 في المئة لأغير موزعين بين الجامعات والمعاهد العليا الآتية :
    أولا : الجامعات والمؤسسات الحكومية :
1/ جامعة الخرطوم  2/ جامعة الجزيرة  3/ جامعة السودان  4/ جامعة جوبا  5/ جامعة القران الكريم  6/ جامعة أعالي النيل  7/ جامعة البحر الأحمر  8/ جامعة بحر الغزال  9/ جامعة وادي النيل10/ جامعة دنقلا  11/ جامعة شندي  12/ جامعة سنار 13/ جامعة القضارف  14/ جامعة بخت الرضا 15/ جامعة النيلين 16/ جامعة أم درمان الإسلامية  17/ جامعة الزعيم الأزهري 18/ جامعة النيل الأزرق 19/ جامعة الإمام المهدي 20/ جامعة الفاشر 21/ جامعة نيا لا 22/ جامعة زالنجي 23/ جامعة كردفان 24/  جامعة غرب كردفان  25/ جامعة كسلا 26/جامعة الرباط الوطني 27/ جامعة إفريقيا العالمية 28/جامعة.
ثانيا : الجامعات والكليات الأهلية :
1/ جامعة أم درمان الأهلية 2/ جامعة الأحفاد 3/ جامعة العلوم والتقانة 4/جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا 5/ جامعة السودان العالمية 6/ كلية شرق النيل 7/ كلية دراسات الحاسبات الإلية (كمبيوتر مان ) 8/ كلية النصر التقنية 9/ كلية الخرطوم التقنية 10/ كلية الخرطوم التطبيقية 11/ كلية علوم الطيران 12/ كلية إفريقيا 13/ كلية السودان الجامعية للبنات 14/ كلية مدني الأهلية 15/ كلية الشرق الأهلية 16/ المعهد العالي للدراسات المصرفية والمالية 17/ كلية بور تسودان الأهلية 18/كلية ابوبكر عثمان 19/ كلية البيان للعلوم و التكنولوجيا 20/ كلية النيل الأبيض الأهلية 21/ كلية الأبيض التقنية 22/ كلية الأمير عثمان دقنة للبنات 23/ كلية الخرطوم للعلوم الطبية 24/ طحنون 25/ الكلية الأردنية السودانية 26/ كلية كموني 27/ كلية الرازي للعلوم الطبية

28/ كلية المعرفة 29/ كلية الإمام الهادي 30/ أكاديمية المنهل  للعلوم 31/ كلية الهندسة الكهربائية 32/ المعهد الإسلامي للترجمة 33/ كلية غاردن ستي للعلوم والتقانة 34/ كلية المشرق للعلوم والتكنولوجيا 35/ الكلية الكندية السودانية .
لاشك أن انتشار مؤسسات التعليم العالي علي نطاق واسع  له أثاره الواضحة علي التطور والتنمية , إذا ما قامت هذه   المؤسسات علي تقوية شخصية الفرد واعتماده علي نفسه ,واكدت علي الجوانب التي تقود إلي تقدم الشريحة المنتجة في المجتمع , إذا تحولت إلي مؤسسات بحث وتطوير وليس للتلقي والتلقين فقط , لكن التعليم في السودان لم ينجح في تنمية روح البحث العلمي ,  والنقد والابتكار ,و القدرة علي المبادرة الابتداع وتمكين الأفراد علي التعلم الذاتي  واستثارة فضولهم إلي الاكتشاف العلمي.
الملاحظ إن معظم مؤسسات التعليم العالي في السودان لا يتوفر فيها الحد الادني من المواصفات التي ذكرتها هذه الورقة , نسبة لعدم توفير التمويل الكافي لاستيعاب هذا الكم الكبير من الطلاب والجامعات ,وغياب الخطط وعدم وجود فلسفة واضحة لتأسيس هذه الجامعات ,لذلك تحولت إلي مؤسسات تعمل علي حشو دماغ الطلاب بالمعلومات   , وأكثرها يعتمد علي التلقين ونقل المعلومات دون فهم , لذلك تقوم بتخريج أنصاف المتعلمين .
لقد قامت الجامعات في الدول المتقدمة علي أساس زرع القيم التي تدفع الطلاب إلي المساهمة في عملية التطور والتنمية إلي الإمام والمساعدة علي إنشاء جيل من الطلاب لدية القدرة علي آن يبتكر ويخلق ويبدع , ولكي يؤثر في تنمية المجتمع ,بل ظلت هذه الجامعات تعمل علي خلق شخصية الفرد المتناغمة والمتمكنة من وسائل التحرر رفع القدرة علي الابتكار , وإمكانية تشخيص وحل المشاكل الاجتماعية ,والمساهمة في قضايا التنمية و قيادة التغير .
  لقد انحرفت ا لجامعات في السودان عن مسارها و أهدافها الحقيقية , أصبحت لا تهتم بمواصفات الجودة التي تطرقت لها هذه الورقة , وهذا الانحراف أدي إلي خلل في بنية المجتمع الجامعي ,مما ولد ظواهر وسلوكيات لا تمد للمؤسسات الجامعية بأي صلة ,وأهمها وأخطرها  هي ظاهرة العنف وسط الطلاب التي اتسعت دائرتها في السنوات الأخيرة ,لذلك نحن نحتاج في المقام الأول أن نراجع الخطط والأفكار التي قامت عليها جامعاتنا ,لكي نعيد لجامعاتنا هيبتها وتصحيح مسارها , لتلعب دورها الطليعي في تطوير وتنمية المجتمع ,وبناء المواطن الصالح .

الحركة  الطلابية :
ارتبطت الحركة الطلابية بشكل أساسي بالحياة الجامعية ,وحيثما وجدة مؤسسة جامعية كانت هناك حركة طلابية ,والحركة الطلابية هنا تعني النشاط و السلوك الطلابي خارج  قاعات الدراسة , وبصورة أوسع  تعني كل النشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسة التي يتعاطاها الطلاب في الساحة الجامعية .
شهد القرن الماضي كثير من الإرهاصات التي شكلت نواة أولية لحركة الطلاب , ففي ألمانية شهد العام 1815 مولد أول حركة للطلاب ,كانت تهتم بالشأن القومي والقيم الديمقراطية , وفي العام 1817 ساهمة الحركة نفسها في الهام الأفكار الوطنية اللبرالية بألمانية الاتحادية , وكانت التنظيمات الطلابية لها تأثير واضح في الثورة الفرنسية عام 1830 أما في دول العالم الثالث كانت لحركات الطلاب ادوار ذات تأثير كبير في إعلاء قيم الاستقلال وطرد المستعمر , و للطلاب ادوار مهمة وفاعلة حتى في الدول التي توجد بها حكومات قابضة وشمولية أو الديمقراطية الموجهة ,ففي الصين علي سبيل المثال  فقد قدم الطلاب تضحيات عظيمة , وكانت اشهرها تجمع أكثر من ثلاثة ألاف طالب أمام جامعة بكين عام  1919 يرفعون الشعار بان قيم الديمقراطية تمثل ركيزة  أساسية للثورة الثقافية الديمقراطية , كذلك الموقف الشهير الذي شاهده كل العالم عام 1989 عندما خرج الطلاب في الصين يطالبون بالانفراج الديمقراطي ويطالبون  بمفهوم جديد للديمقراطية غير التي ينتهجها الحزب الشيوعي الصيني , وكانت  النتيجة أن دهستهم الدبابات , وقد شارك في هذا الاحتجاج طلاب من جميع الجامعات الموجودة في بكين البالغ عددها 67 جامعة .
هذا فضلا عن الحركات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية , التي انبثقت منها الكثير من حركات الشباب واشهرها التعبير الحر التي بدأت عام 1960 ونتجت عنها حركة الشباب الثوري ,هذا بالإضافة إلي الأدوار التي لعبتها حركة الطلاب في كل من فرنسا والاتحاد السوفيتي وتشيكوسلكفاكيا . حركات التحرر و التغير في العالم استندت بشكل أو بآخر علي الحركة
والسودان ليس استثناء فقد شهد حركة طلابية نشطة ساهمت بشكل مباشر في مجريات الأحداث , بل تعتبر الحركة الطلابية السودانية أول ساحة مواجهة الأحداث الكبرى ,فالطلاب هم راس الرمح في إحداث التغير في المجتمع , ويعود ميلاد الحركة الطلابية إلي ثلاثينات القرن الماضي ,  فالعام 1938 شهد إنشاء جمعية الثقافة والإصلاح  بكلية  غوردون التذكارية كأول بداية للنشاط الطلابي المنتظم  , والتي تولي رئاستها الطالب عبد المجيد إمام , وتحولت في العام 1941 إلي لجنة اتحاد طلاب كلية غوردون والمدارس العليا , وكان علي راس هذه اللجنة الطالب احمد خيراحد مؤسسي مؤتمر الخريجين وتنسب إليه فكرته , والطالب مبارك زروق والطالب محمد الحسن ابوبكر , ثم تحول الاسم إلي اتحاد الكلية الجامعية في سنة 1946 وتولي رئاسته الطالب عبد القادر مشعال ومحمد سعيد معروف , وبعد عامين أي في 1948 تحول إلي اتحاد عام الطلاب السودانيين الذي كان علي رئاسته الطالب حسين عثمان وني والطالب مصطفي السيد ,وفي العام 1949 تم حل الاتحاد بقرار من الإدارة لمدة عامين , حيث ظل يعمل سرا حتى تمت أعادته في عام 1952 جاء حاملا اسم  اتحاد الكليات الجامعية الذي تولي رئاسته الطالب الرشيد الطاهر بكر, ومن ثم تطور حتى أصبح يحمل اسم اتحاد طلاب جامعة الخرطوم , الشهير ب( كوسو ) وكان ذلك في العام 1957 وظل بهذا الاسم حتى الآن .
لقد لعب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم و الاتحادات الاخري , ادوار مهمة في وسط الحركة الطلابية والمجتمع , واستطاع الطلاب عبر منابرهم المختلفة ربط المجتمع السوداني بالجامعات في ريفه و حضره , عبر النشاطات التي كانوا يقوموا بها من خلال القوافل الثقافية و الصحية , بالإضافة إلي جمعيات تطوير الريف , التي ساهمت في دفع عجلت التنمية في الريف .
هذه الخلفية تعكس مدي ارتباط حركة الطلاب بما يحدث في سحات المجتمع المختلفة , وإلي أي مدي تمتلك حركة الطلاب  القدرة علي التأثير في الأحداث , إذا ما وجدت البيئة المواتية لنشؤ حركة طلابية حقيقية , لتصبح الحركة الطلابية الفصيل الأكثر حركة ونشاطا وفاعلية وحيوية في العمل العام, والاكثرتاثيرا في احداث التغير في المجتمع , وما الأدوار التي لعبتها حركة الطلاب علي مدي تاريخها ببعيد , حيث شاركت حركة الطلاب مشاركة فعالة في النضال الوطني ضد الاستعمار , وكان الطلاب هم الشرارة الأولي لثورة أكتوبر 1964 التي أدت إلي تغير الحكم العسكري الأول ( 1958 _  1964 ) ,ومقاومة النظام الشمولي الثاني وإشعال انتفاضة رجب ابريل في 1985 التي أطاحت بالنظام الدكتاتوري المايوي , ومازلت الحركة الطلابية تلعب دورها المؤثر في الحياة العامة , وقد أصبحت مراكز أنزار مبكر للإشكالات التي تحدث في المجتمع السوداني
وفي السنوات الأخيرة بالرغم من ما أصاب حركة الطلاب من تراجع واستهداف من قبل النظام الشمولي القائم , وارتفاع وتيرة الضغط والعنف تجاه الطلاب إلا أن الحركة الطلابية لم تتسلم بل ظلت تلعب ذات الأدوار بكل ما لديها من قوة ,والمتتبع لحركة الطلاب في السنوات الأخيرة يمكنه رصد الكثير من المساهمات لصالح تصحيح الأوضاع , صحيح لم تكن النتائج علي قدر الدور المرسوم والمتوقع ,هذا يعود إلي كثير من الأسباب التي يمكن الإشارة إلي بعضها في هذه المساحة , فمنذ حدوث انقلاب 30 يونيو 1989 عمل علي وضع سياسات وعراقيل مرتبطة بمنهج مدروس , أدي إلي حدوث قطيعة معرفية ما بين الطلاب ومحيطهم الاجتماعي ,وفي ذلك استحدثت أساليب واليات لقمع الطلاب نذكر منها:
1.   استحداث ما يسمي بوكالة النشاط الطلابي كواجهة رقابية وأمنية لطلاب الثانويات , وأخري مماثلة لها في الجامعات والمعاهد العليا .
2.                                                                  السعي الحثيث لعسكرة الطلاب وتحويلهم إلي وقود رخيص للحرب , من خلال اشتراط الخدمة الإلزامية كمدخل للعملية التعليمية والدخول للجامعات .
3.   استحداث نظام امتحانات موازي للامتحانات الأساسية , يعرف بامتحانات ( المجاهدين ) المضمونة النجاح , وهذا منافيا لمفهوم تكافؤ الفرص للدراسة والتأهيل لنيل الشهادات الجامعية
4.       انتهاك حرمت الجامعات بواسطة الأجهزة الأمنية واستباحتها .
5.   تذويب المرحلة المتوسطة وفرض مناهج لأتناسب و مع المرحلة السنية لطلاب الأساس , غير مواكبة وتتمركز حول المعلم وتسود فيها ثقافة غسل الدماغ.
6.   سحب الداخليات من إدارات الجامعات , وتسليمها إلي ما يعرف بصندوق دعم الطلاب , وبالتالي سحب مجانية السكن والإعاشة
7.       زيادة الرسوم الدراسية ورفع سلاح الفصل السياسي في وجه الطلاب الناشطين سياسيا .
و بعد أن تتبعنا إلي مراحل تطور حركة الطلاب , ومساهمتها في الحياة العامة, بأخذ اتحاد طلاب جامعة الخرطوم علي سبيل المثال ,كان لابد من استعراض المنابر و الاتحادات الطلابية الاخري ,حتى تكتمل الصورة حول اتساع الحركة الطلابية المجودة علي مستوي القطر حتى كتابة هذه الورقة .
أولا : الاتحادات الطلابية : 
1/ اتحاد طلاب جامعة الخرطوم 2/ اتحاد طلاب جامعة الجزيرة
 3/ اتحاد طلاب جامعة جوبا 4/ اتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية 5/ اتحاد طلاب جامعة النيلين 6/ اتحاد طلاب جامعة السودان 7/ اتحاد طلاب جامعة أم در مان الإسلامية طالبات 8/ اتحاد طلاب جامعة القران الكريم 9/ اتحاد طلاب جامعة الزعيم الأزهري 10/ اتحاد طلاب جامعة شندي 11/ اتحاد طلاب جامعة كسلا 12/ اتحاد طلاب جامعة البحر الأحمر 13/ اتحاد طلاب  جامعة القضارف 14/ اتحاد طلاب جامعة القران الكريم طالبات 15/ اتحاد طلاب جامعة سنار 16/ اتحاد طلاب جامعة اعالي النيل 17/ اتحاد طلاب جامعة بحر الغزال 18/ اتحاد طلاب كلية شرق النيل 19/ اتحاد طلاب كلية الخرطوم التقنية 20/ اتحاد طلاب كلية ود مدني الأهلية 21/ اتحاد طلاب القران الكريم ( ود مدني ) 22/ اتحاد طالبات القران الكريم ( الأبيض ) 23/ اتحاد طالبات القران الكريم ( ود مدني ) 24/ اتحاد طلاب القران الكريم (الأبيض ) .
ثانيا : الاتحادات الطلابية المجمدة :
·           اتحاد طلاب جامعة أم درمان الأهلية
·           اتحاد طلاب جامعة الدلنج
·           اتحاد طلاب جامعة وادي النيل
·           اتحاد طلاب جامعة بخت الرضا .
أما بقية الجامعات والكليات لم تحظي بشرف وجود اتحادات منذ تأسيسها حتى ألان , نسبة لحظر النشاط السياسي في بعضها , ورفض إدارات الاخري لفكرة اقامت الاتحادات من الأساس .
ثالثا: الجمعيات و الروابط والأسر :
هناك منابر أخري يمارس الطلاب من خلالها نشاطاتهم المختلفة , وهي الجمعيات الثقافية و الأدبية و الأسر و الروابط  الأكاديمية , بالإضافة إلي الروابط الإقليمية
لقد تراجع النشاط بالنسبة للجمعيات والروابط في السنوات الأخيرة , وانسحبت الاخري من الساحات الطلابية , و حتى الموجدة فهي بلا نشاط يذكر وبقت عبارة عن لافتات لا حياة فيها إلا من نشاطات موسمية ,وهذا التراجع يعود إلي الأسباب التالية :
1.                                                                  الاستقطاب السياسي الحاد للجمعيات والروابط بهدف توجيها لخدمة برامج بعض التنظيمات السياسية .
2.                                                                  انقطاع التجارب وتبادل الخبرات وتواصل الأجيال نسبة للتجميد والانقطاع عن النشاط لفترات طويلة .
3.                                                                  شح الإمكانيات وغياب الدعم والمساعدات من قبل الجهات المسئولة.
4.                                                                  أصبحت الجامعات عبارة عن معامل للإنتاج الأكاديمي ,فصارت اهتمامات الطلاب لا تتجاوز التحصيل الأكاديمي
5.                                                                  عدم تهيئة البيئة الجامعية السليمة التي تمكن الطلاب علي ممارسة نشاطاتهم المختلفة .
6.                                                                                                                                                                                                    ضعف الكادر النشط في الروابط والجمعيات .
التوسع الذي حدث علي مستوي الجامعات والمعاهد العليا دون التخطيط السليم , وبعيدا عن الفلسفة الأساسية لإنشاء أي من مؤسسات التعليم العالي ,وعدم الالتزام بتوفير البيئة الجامعية التي تشجع علي التحصيل الأكاديمي والمعرفي   مقرونة مع غياب الديمقراطية في الدولة والمجتمع , أدي إلي التراجع الكبير في دور الطلاب في المجتمع , حصول احتقان حاد وسط الحركة الطلابية ,مما قاد إلي بروز ظواهر وسلوكيات ليس لها علاقة بالمجتمع الجامعي ,ومنها ظاهرة العنف الطلابي.
ظاهرة العنف الطلابي وأثرها علي الحركة الطلابية:
العنف الطلابي هو أكثر الظواهر التي انتشرت واستشرت في السنوات الأخيرة , نتيجة لعدة عوامل داخلية متعلقة بالمجتمع الجامعي , و أخري خارجية متعلقة بالظروف التي تمر بها البلاد , من غياب للديمقراطية و انتشار رقعت الحرب الأهلية ,وقد أصبح العنف الطلابي كابوسا مزعجا يهدد جميع الأسر السودانية التي فقد فلزات أكبادها , عوضا عن حرمان الكثيرين من مواصلة دراستهم , اضف إلي ذلك الخسائر التي طالت الممتلكات الطلابية .
 العنف هو احد أشكال تطور حلقات الصراع في الدولة والمجتمع , وهناك عدة أنواع للعنف , منها العنف الجسدي والذي يسبب  الكثير من الأضرار الجسدية وقد يؤدي إلي الموت , والعنف الفكري الذي يحدث من خلال المشادات الكلامية بما تحمله من عدم موضعية وتجريح و إسفاف , بالإضافة إلي سب  المعتقدات والأديان , وقد يقوم بالعنف الأفراد  أو الجماعات .
وتشير الكثير من الدراسات عن الظاهرة في السودان علي أنها وبعد فترات من السبات لست بالطويلة تعود الظاهرة من جديد أكثر عنفا و أوسع نطاقا , وخاصة في المواسم السياسية التي ترطبت بانتخابات الاتحادات , وأكدت الدراسات علي أن أحداث العنف عادة ما تسبقها أجواء تمهد لوقعها, وبالتالي فهو ليس من النوع الفجائي , وقد يكون العنف عبارة عن مواجهات ما بين الطلاب مع  بعضهم البعض أو مابين الطلاب والأجهزة الأمنية والشرطية في حالة تدخلها داخل الجامعات لمنع احتجاج طلابي أو لإيقاف نشاط طلابي , وقد أثبتت الدراسات علي إن تزايد وانخفاض الظاهرة مرتبط بطبيعة النظام السياسي القائم في  البلاد , ومن خلال واقع الأحداث ثبت أن هناك تزايد في وتيرة العنف والاحتجاج في ظل الحكومات الشمولية والدكتاتورية , وتتراجع هذه الظاهرة في ظل الأنظمة ذات الطابع الديمقراطي ألتعددي .
وقد ارتبطت ظاهرة العنف وسط الحركة الطلابية تاريخيا بالحركة الإسلامية , أول من ادخل ثقافة العنف في الجامعات السودانية , حيث سجل التاريخ علي حسب المعلومات المتوفرة أول ظاهرة عنف طلابي , وهي الإحداث التي حدثت في جامعة الخرطوم في العام 1967 المعروفة بأحداث ( العاجكو ) ,حين قام طلاب من الاتجاه الإسلامي بضرب  مجموعة من الطلاب وحرق معرضهم .
 ومن ثم تطورت الظاهرة مع اتساع رقعت التعليم في القطر , وخاصة خلال السنوات الأخيرة في ظل حكومة الإنقاذ الشمولية ,حيث ارتفعت وتيرة العنف وتسببت في خساير كبيرة في الأرواح و ممتلكات الطلاب ,ذكرت إحصائيات غير رسمية أن عدد الوفيات من الطلاب في عهد الإنقاذ وحدها بلغ أكثر من 27 طالب ,فضلا عن الذين تعرضوا لإصابات مختلفة , وحرمان الكثيرين من مواصلة دراستهم .
وقد أحدث العنف الطلابي كثير من الخسائر علي مستوي الممتلكات الطلابية تقدر بأكثر من 3مليار جنية , بالإضافة إلي تعطيل الدراسة إلي مدة طويلة مما يؤثر علي التحصيل الأكاديمي .
ويقول الكثير من المراقبين أن اقلب أحداث العنف ذات طابع سياسي في الأساس , بالرغم من التراجع الكبير وسط الطلاب الذين يمارسون السياسة , حيث لا تتجاوز نسبة الطلاب النشطين سياسيا ال12 في المئة من عدد الطلاب , وحوالي ال80 في المئة ليس لهم علاقة مباشرة بالممارسة السياسية.
إن العنف الطلابي يتناسب ترضيا مع الأنظمة الشمولية وعكسيا مع الأنظمة الديمقراطية , وان العنف الطلابي بالتالي هو انعكاس لما يسود المجتمع من ممارسات وسياسات و ليس معزولا عنها , و عليه فأن دراسة الظاهرة بمعزل عن ما يدور في الساحة الوطنية يعتبر عملا منقوصا , لذلك سوف تتناول هذه الورقة الأسباب المباشرة و الغير مباشرة لهذه الظاهرة مع محاولة وضع الحلول والمعالجات .             


التنظيمات السياسية الطلابية :
تصنف التنظيمات السياسية الطلابية لعدة تصنيفات علي حسب طبية برنامجها والأفكار التي تعبر عنها , وحسب طريقة نشأتها , وعلي سبيل المثال هناك تنظيمات تصنف بأنها عقائدية وأخري طائفية وإسلامية  وتنظيمات جهوية وأخري بتنظيم الأخيرة حدثت عدة انشقاقات وسط التنظيمات السياسية , نتيجة للتغيرات التي حدثت علي مستوي الدولة والمجتمع و عدم الاستقرار السياسي وغياب الديمقراطية , وظهرت تنظيمات جديدة ,مما أدي إلي زيادة كبيرة وسط التنظيمات السياسية الطلابية , نتعرف عليها  في هذا الجزء من الورقة .
1/ رابطة الطلاب الاتحاديين ( مرجعيات ) 2/ رابطة الطلاب الاتحاديين ( هيئات ) 3/ رابطة الطلاب الاتحاديين (الأمانة العامة )  4/ الطلاب الأنصار حزب الأمة ( القومي ) 5/ الطلاب الأنصار حزب الأمة ( الإصلاح والتجديد_مبارك ) 6/ الطلاب الأنصار حزب الأمة ( الإصلاح والتجديد _ الزهاوي ) 7/ الطلاب الأنصار حزب الأمة ( القيادة الجماعية ) 8/ الطلاب الأنصار حزب الأمة ( الفدرالي ) 9/ حزب البعث العربي الاشتراكي ( القطرية السودانية ) 10/ جبهة كفاح الطلبة 11/ حركة الطلاب الاسلامين الوطنين 12/ الحركة الإسلامية الطالبية 13/ الأخوان المسلمون 14/ الأخوان المسلمون ( الإصلاح ) 15 / أنصار السنة المحمدية ( ابوزيد ) 16/ أنصار السنة المحمدية ( الهدية ) 17/ اتحد قوي المسلمين ( أقم ) 18/ حركة القوي الجديدة الديمقراطية ( حق ) 19/ حركة القوي  الحديثة الديمقراطية ( حق ) 20/ الحزب الوطني الديمقراطي 21/ التحالف الوطني السوداني  22/ مؤتمر الطلاب المستقلين 23 / الجبهة الديمقراطية 24/ حزب العدالة ( الأصل ) 25/ حزب العدالة ( القومي ) 26/ الجبهة الديمقراطية المتحدة 27/ الجبهة الوطنية الافريقيا 28/ ات الوسط , وفي السنوات الجبهة الجنوبية الحديثة 29/ الجبهة الجنوبية الحديثة ( كاربينو)  30/ الجبهة الشعبية المتحدة 31/ رابطة الطلبة الناصريين 32/ رابطة الطلبة العرب الوحدويين ( حشود ) 33/ جبهة الشرق 34/ جبهة القوي الثورية ( رافضي ابوجا ) 35/ حركة جيش تحرير السودان ( مناوي ) 36/ تحلف الجنوب الديمقراطي 37/ المؤتمر الوطني الإفريقي 38/ الإخوان الجمهوريين 39/ تجمع روابط دارفورالمركزي 40/ المحايدين .
الأسباب المباشرة للعنف الطلابي:
أولا : العنف بين الطلاب:
يحدث العنف بين الطلاب مع بعضهم البعض نسبة لعدة أسباب , في مقدمتها العنف الذي يحدث نتيجة للصراع السياسي المباشر بين مجموعتين طلابيتين منبر للنقاش , عندما ينحرف الخطاب عن الموضعية و يميل إلي الهتر والإسفاف , وأحيانا يكون الصراع حول حجز ساحة النشاط لتنظيم معين دون الآخرين , في غياب التنسيق والأطر المنظمة للممارسة السياسية الرشيدة , ومن الأسباب المباشرة أيضا التي تتسبب في حدوث العنف بين الطلاب هي عدم احترام المعتقدات و الأديان , واحترام الأفكار  المختلفة والرموز السياسية للتنظيمات والمجموعات المختلفة , وبعض هذه  الأسباب تعود إلي غياب التدريب والتأهيل للكوادر السياسية , غياب الممارسة الديمقراطية داخل التنظيمات السياسية الطلابية  , عدم احترام وقبول الأخر ,ولمعالجة هذه الأسباب علينا الاهتمام ب:
.حرية العمل السياسي و الانتماء والاعتقاد متاح لكل مجموعة طلابية دون الهجر علي  احد .
2.احترام قدسية الأديان و المعتقدات والأفكار والعادات والتقاليد للمجموعات المختلفة .
3.احترام القيادات و الرموز السياسية والدينية واجب لصالح الاحترام المتبادل .
4.نقد الأفكار والبرنامج نقدا بناء يساهم في تطوير الحركة  الطلابية بعيدا عن الهتر والتجريح .
5.تنظيم النشاط الطلابي وتوزيع الفرص بطريقة مرضية لكل الأطراف.
6.أن يكون الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإدارة الصراع داخل الحرم الجامعي.
7.التقييد بالخطاب الموضوعي و الهادف الذي يتناول الأفكار والبرامج لا الأشخاص.
8.تطوير الخطاب السياسي والفكري والثقافي بالتدريب والتأهيل و الإطلاع.   9.اشاعت ثقافة السلام والديمقراطية وقبول الاخر وسط الحركة الطلابية.
ثانيا: العنف بين الطلاب و إدارة الجامعة :
عندما لا تقوم إدارة الجامعة بحواجبها تجاه طلابها بتحسين البيئة الجامعية السليمة والمعافاة, التي تمكن الطلاب من التحصيل الأكاديمي , و ممارسة نشاطاتهم المختلفة , وعندما تتدخل الجامعات عبر أدارتها في تقيد المناشط الطلابية , وتجميد منابرهم  المعبرة عنهم والمدافعة عن حقوقهم , تكون أسباب التوتر بينها وطلابها متوفرة , وبالإضافة إلي ذلك فهناك عدة أسباب تقود إلي توتر العلاقة ما بين الطلاب وادر اتهم , منها علي سبيل المثال تغيب الطلاب من لعب دور في اتخاذ القرار والمشاركة في حل المشاكل التي تتعرض لها جامعتهم عبر ممثلي الطلاب في المفاصل الإدارية المختلفة, و هناك أسباب أخري مثل عدم وجود الأستاذ المؤهل , التلاعب الذي يحدث في نتائج الطلاب , هذه أمثلة لبعض الأسباب التي تتسبب في حدوث عنف بين الطلاب والإدارة , والمدخل لتجازها هو الأتي :
1.       الحركة الطلابية جزء من  الأسرة الجامعية لها حق  المساهمة في حل مشاكلها وتطويرها .
2.   توفير البيئة الجامعية الصحيحة التي تساعد علي التحصيل الأكاديمي والمعرفي وممارسة النشاطات الطلابية  المختلفة .
3.       تكوين الاتحادات الطلابية حق طبيعي للحفاظ علي حقوق الطلاب .
4.       يجب إشراك الطلاب في صياغة دستور الجامعة واللوائح التي تنظم العلاقة بين الطلاب  وأدارتهم .
5.       تعين الأساتذة من ذو الأمانة العلمية و التأهيل العالي .
6.       عدم انحياز إدارة الجامعة لمجموعة طلابية معينة دون الآخرين وعدم استخدام سلاح الفصل السياسي .
ثالثا : العنف  بين الطلاب والسلطة :
هناك عنف كثيف يحدث بين الطلاب والسلطة بالصدام المباشرمع الأجهزة الأمنية المختلفة , وتزداد هذه المواجهة في ظل الحكومات الدكتاتورية , التي دائما تحاول أن تدجن وتسيطرعلي الحركة الطلابية لصالح توجيها وتوظيفها لخدمت برامجها , لذلك تعمل الحكومات الشمولية علي ضرب الحركة الطلابية , لان الحركة الطلابية تاريخيا هي خط الشروع الأول لتغيرالحكومات الشمولية .
لقد قامت حكومة الإنقاذ بتجميد كافة الاتحادات والروابط الطلابية ,وحظرت النشاط السياسي داخل الجامعات , وذلك لقطع الطريق أمام حدوث ثورات وانتفاضات طلابية تطيح بها , بالإضافة إلي ذلك عملت علي زرع العناصر الأمنية وسط الطلاب لمراقبتهم وتوفير المعلومات عن نشاطهم ,وتم انتزاع الداخليات وزيادة الرسوم الدراسية , واستحداث ما يعرف بوحدة  التربية الجهادية , و قامت أيضا بتكوين الاتحاد العام للطلاب السودانيين من العناصر الموالية لها فقط , فعلت كل ذلك  لعزل الطلاب عن محيطهم الاجتماعي وصرفهم عن القضايا الأساسية لصرعات جانبية  مع هذه الأجسام المبتدعة , ومن أهم الأسباب التي تودي إلي حدوث العنف بين الطلاب والسلطة علي الإطلاق هي غياب الديمقراطية في الدولة  والمجتمع.
ويعتبر العنف الذي يحدث بين الطلاب والسلطة من اشرش أنواع العنف  أكثرها دموية , وأكثر الخسائر التي حدثت في أرواح وممتلكات الحركة الطلابية , كانت نتيجة للعنف بين الطلاب والسلطة , لأنه يتم فيه استخدام إمكانيات الدولة ضد الطلاب العزل تنسيق كامل بين الأجهزة الأمنية والشرطية و الطلاب الموالين للنظام , بالإضافة إلي الأجهزة الأمنية السرية التي تقوم باعتقال الطلاب النشطين سياسيا , حيث تقوم بضربهم ضرب مبرح قد يؤدي لدرجة الموت أو الزج بهم في الزنازين لفترات طويلة , ولنوقف هذا العبث يجب العمل علي تحقيق الأتي :
v       إحداث التحول الديمقراطي علي مستوي الدولة والمجتمع .
v   إبعاد كافة المظاهر التي  تساعد علي تأجيج  العنف عن الحرم الجامعي  وعدم السماح للأجهزة الأمنية بالدخول الي اسوارالجامعات .
v                                                                  التأكيد علي استقلالية الجامعات  والعمل علي انتخاب إداراتها من داخل الأسرة الجامعية.
v       أزالت كافة الأجسام ذات التكوين الأمني والعسكري من الجامعات .
v       حل مايعرف بوحدة التربية الجهادية والوحدات المشابهة لها.
v       حل صندوق دعم ورعاية الطلاب وتكوينه علي اساس قومي وديمقراطي
v       وضع صلاحيات واضحة للحرس الجامعي يجب ان لايتجاوزها .
v       ارجاع الداخليات الي الطلاب والتاكيد علي مجانية السكن والاعاشة .
حل الاتحاد العام للطلاب السودانين وتكوينه علي اساس قومي وديمقراطي, مع وجود

رابعا : العنف المزدوج :
قد يحدث عنف مزدوج مابين الطلاب مع بعضهم البعض وما بين الطلاب والادارة من جهة اخري , وذلك لعدة اسباب منها قيام العملية الانتخابية للاتحادات الطلابية في  ظروف  غير صحية تنقصها الاجرات الانتخابية السليمة , مثل عدم اختيار التوقيت المناسب لاجراء الانتخابات , وعدم اشراك الطلاب في كافة خطواط العملية الانتخابية , وعدم مواكبة والدساتير واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية , بالاضافة الي ادخال الاساليب الفاسدة من التلاعب في  نتائج الانتخابات  اوالتلاعب في القوائم , و شراء الزمم , وتخويف الطلاب تهديدهم بطردهم من الداخليات او فصلهم من الجامعة من قبل الطلاب الموالين للنظام الحاكم , اضف الي ذلك غياب المشاركة الفعالة من قبل الطلاب في العملية الا نتخابية , نسبة لارتباط العملية الانتخابية بالعنف والذي ادي الي انصراف الطلاب عن العمل العام والسياسي , بالاضافة الي غياب الوعي العام باهمية الاتحادات الطلابية ودورها في الدفاع عن حقوق الطلاب وتقديم الخدمات لهم , فضلا عن الدور الذي تلعبة في المجتمع ,لعل من اسباب العنف ايضا غياب ثقافة الممارسة الديمقراطية وسط الطلاب ,لمالجة هذه الاسباب علينا الاهتمام بالاتي :
§    اعادة  النظر في الدساتير واللوائح التي  تنظم العملية الانتخابية يجب واشراك الطلاب في لجنة الانتخابات واللجان المساعدة .
§    نزاهة الانتخابات واقامتها في جو سليم و معافي يساهم في تدريب الطلاب علي الممارسة الديمقراطية والسلمية .
§           ابعاد كافة الاساليب الفاسدة ووضع  عقوبات رادعة لمن يقومون بها
§           رفع الوعي وسط الطلاب باهمية المشاركة في العملية الانتخابية , وتنويرهم  باهمية الاتحادات الطلابية .
§           اشاعت ثقافة الممارسة الديمقراطية وسط الطلاب .
§    اعتماد نظام التمثيل النسبي في الاتحادات الطلابية لتوسيع قاعدة المشاركة لاكبرعدد من الطلاب بتوجهاتهم المختلفة .

الاسباب الغير مباشرة للعنف الطلابي :
اولاً: المقررات الدراسية والاساليب التربوية :
لاشك ان المقررات الدراسية والاساليب التربوية المتبعة في المؤسسات التعليمية لها الاثر الواضح في تشكيل الوعي الجمعي للطلاب , وتحديد اتجاهات سلوكهم في المستقبل , وبالتالي وجود مقررات غير مواكبة لتطور الذي حدث في العالم وغير مرتبطة بواقعنا السوداني , مع اساليب تربوية متخلفة ,سوف يودي الي انتاج طلاب لديهم قطيعة معرفية مع واقعهم ومجتمعهم , الجدير بالملاحظة هو قيام المقررات الدراسية في السودان علي الاعتماد علي التلقين والحفظ اكثر من اعتمادها علي تمليك الطالب القدرة علي الاستنتاج والابداع وامكانية انتاج المعرفة في المستقبل , مع تركيز بعض المواد الدراسية علي المواضيع التي تحرض علي العنف بطرية مباشرة او غير مباشرة , بالاضافة الي غياب المواد الدراسية التي تشيع ثقافة السلام والديمقراطية وقبول الآخر وسط الطلاب ,اضف الي ذلك ان الاساليب التربوية المستخدمة  في المدارس تعتمد علي الضرب الكثر من التوجيه وادارة الحوار مع الطلاب , وقد اثبتت الدراسات ان هذه الاساليب غير مجدية وتؤدي الي نتائج سلبية في المستقبل , فضلا عن الاثارالجسدية  و النفسية التي تتركها في زهنية الطلاب  وتبقي محفورة في زاكرة الطالب مدي الحياة وقد يقوم باستعاعيها ضد الاخرين متي ما دعت الضرورة الي ذلك , بدلاعن استخدام الحوار والاقناع بالهجة والمنطق , لذلك قامت بعض الدول بمنع اساليب العقاب بالضرب وشجعت ابتداع اساليب تربوية جديدة تزرع الثقة وسط الطلاب وتحفذهم علي الابداع .
ثانيا : العنف في الاسرة والمجتمع :
لاشك ان العنف الذي يحدث في الاسرة له اثاره الواضحة في رسم  اتجاهات سلوكيات الاطفال في المستقبل , فالاطفال في الاسرة يتعرضون لسلسلة من انواع العنف يوميا , بالاضافة الي مايشاهدونه من مواد عبر الاجهزة المرئة ( فيديو _ قنوات فضائة _ كمبيوتر ) التي تشجع علي العنف , اضف الي ذلك العنف الدائر في المجتمع من حروب واقتتال وما خلفه من اثار جسدية ونفسية واجتماعية , مما ادي الي انتشار ثقافة العنف وسط الاجيال الناشئة , ويلاحظ ذلك في اقبال الاطفال علي شراء الالعاب التي تستخدم في الحروب وتشجع علي العنف.
رسم العلامة اريكسون في كتابه الطفولة والمجتمع طريق النضج النفسي  الاجتماعي ,وفقا لمدرسته الخاصة التي تتحدث عن فترات حرجة يمر بها الانسان  من الميلاد حتي الموت تتسم ردود فعله تجاها في ظروفه البيئية و الاسرية المعينة مستقبله النفسي و الاجتماعي كناضج .
ومن اهم المؤثرات علي خلق الشخصية السوية و المعافة هي سلسلة العلاقات مع الاسرة ثم التفاعلات مع المجتمع في فترات المراهقة ... ومما لا يخفي علينا ان انظمتنا التربوية تقوم علي سياسة القهر التي تقود الي تدجين الشخصية السودانية وسحق ارادتها بهدف تعليمها الادب او بهدف العقاب علي الاخطأ ... فسلسلة الضرب والقهر من قبل الاسرة و المجتمع التي تتعرض لها الاجيال الناشئة  تؤدي الي انتاج شخصية مقهورة و متطربة ولها نزعة عدوانية ... لان  شخصية المقهورعلي حسب اريكسون  تتسم في مجملها بالسلبية  والانسحابية و انعدام المبادرة والفعل الابداعي , ولها الاستعداد علي التماهي مع القاهر ... فالطفل المقهور يتماهي في شخصية الاب فيتبني القهر ويسقطه علي الاخرين , ولتفادي ذلك علينا عمل الاتي :
1.       مراجعت المقرارات الدراسية وتطويرها لمواكبة التطورالذي حدث في المجالات المختلفة وربطها بواقعنا .
2.   ابعاد المقرارات الدراسية التي تعتمد علي التلقين و استبدالها باخري قائمة علي مبدأ الاستنتاج وتشجع علي البحث والابداع و انتاج المعرفة .
3.       ابتداع اساليب جديدة للعقاب بدلا عن اساليب الضرب و القهر .
4.       تدريس المواد التي تدعو الي ثقافة السلام والديمقراطية وقبول الاخر في كل المراحل الدراسية.
 5.مراجعت الاساليب التربوية في الاسرة والمؤسسات التربوية الاخري واشاعة الوعي التربوي السليم .
6.ايقاف الحروب الاهلية وكل مظاهر العنف في الاسرة والمجتمع .
7.مراجعت وضبط مايشاهده الاطفال عبر وسائل المشاهدة المختلفة .
8.منع ممارسة العنف ضد الاطفال بتفعيل جمعيات حماية حقوق الطفل
ثالثا : الخدمة الوطنية الالزامية :
مع اتساع رقعت الحرب في البلاد وتصاعد الصراع بين النظام القائم والجيش الشعبي لتحرير السودان , سعت الانقاذ الي حشد الطلاب لمقابلة متطلابات الحرب,  فتم استحداث ما يعرف بالخدمة الوطنية الالزامية للطلاب كشرط لدخول الجامعات,  حيث تم تدريب الطلاب وتمليكهم معرفة كافية باساليب القتال و استخدام الاسلحة المختلفة وتم الزج بهم في اتون الحرب والصراع واشراكهم في اشرس المعارك في مناطق العمليات مما تسبب في تكوين عقلية عدوانية وعسكرية وسط الطلاب , بالاضافة الي المنهج المتبع في التدريب داخل المعسكرات واستخدامها لتحقيق اهداف تنظيمية ضيقة والتميز بين الطلاب علي اساس الانتماء , هذا كله ادي الي تغذية  ظاهرة العنف وسط الطلاب ولمعالجة ذلك يجب عمل الاتي :
1.       مراجعت مناهج التدريب في معسكرات الخدمة الوطنية وعدم تسيسها لخدمة جهة معينة .
2.   تحويل طلاب الخدمة الوطنية الي العمل في مناطق مدنية بدلا عن مناطق العمليات...علي ان تكون بعد التخرج من الجامعة .
3.       عدم الزج بالطلاب في الصراع الدائر بين ابناء الوطن الواحد .
4.       ايقاف الحرب  الاهلية وبناء سودان ديمقراطي موحد.. واحداث التنمية المتوازنة .
وبصورة عامة تعتبر ظاهرة العنف الطلابي داخل الساحات الجامعية من اخطر الظواهر التي استشرت في السنوات الاخيرة , وقد ارتبطة هذه الظاهرة تاريخيا بالحركة الاسلامية كاول من ادخل ثقافة العنف في الوسط الطلابي , ذلك لخلل تربوي وفكري مرتبط بظاهرة الهوز الديني , وكذلك يرجع الي ضعف البنيان الديمقراطي للاحزاب ومنظمات المجتمع المدني فكريا وتنظيميا , و عدم الاهتمام بتجزير ثقافة الحوار والديمقراطية داخلها .
وفي سبيل تبرير نزوعها للعنف اطفأت بعض الاحزاب الدينية قدسية دينية للعنف , بينما اطفات عليه بعض التنظيمات السياسية الاخري قدسية ثورية , في كل الحالات يتجلي الموقف الخاطئ من العنف ولمعالجة هذه الظاهرة السالبة في جامعاتنا لابد من تجزير ثقافة الحوار وتوطين ثقافة الديمقراطية في علاقات التنظيمات الطلابية مع بعضها البعض , ويجب ان ترفع السلطة يدها وو صايتها علي االنشاط السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي للطلاب في الجامعات  المختلف .
الاثارالسالبة لظاهرة العنف علي الطلاب :
    للعنف اثار سالبة علي الطلاب وممتلكاتهم وعلي الاستقرار الاكاديمي والنشاطات الطلابية المختلفة , نجملها في الاتي  :
1.                               حدوث وفيات وسط بعض الطلاب وحدوث اصابات بالغة للبعض الاخر. 
2.                               العنف والعنف المضاد يترك بعض الاثار النفسية والاجتماعية بين الطلاب .
3.                               ابتعاد الطلاب عن العمل السياسي والمشاركة الفعالة في المناشط المختلفة.
4.                               تدمير ممتلكات الطلاب وتدهور البيئة الجامعية .
5.                               تاخير سنوات الدراسة نسبة لتعطيل الدراسة واغلاق الجامعات.
6.                               اضعاف التحصيل الاكاديمي للطلاب نسبة لاعدم الاستقرارالاكاديمي.
7.                               عدم استفرار الجامعات يؤدي الي تعطيل النشاطات الطلابية .
8.                               اضعاف الجمعيات والروابط الثقافية والاجتماعية والادبية.
9.                               تساقط عضوية التنظيمات السياسية والرابط والجمعيات الثقافية والاجتماعية .
10.                          الاعتقالات والفصل السياسي والتجميد الذي يطال الكوادر و العناصر النشطة والفاعلة .
11.                          حظر وتضيق النشاط السياسي والثقافي والاجتماعي مما يتسبب في الحرمان من التواصل مع الطلاب .
12.                          تجميد و حل الاتحادات والروابط  يؤدي الي تضيع حقوق الطلاب.
13.                          تراجع النظرة الايجابية للمجتمع تجاه الطلاب .
14.                          تراجع سمعت الجامعات الاكاديمية والعلمية وبالتالي تراجع نسبة القبول إليها .
15.              تراجع الطلاب اجتماعيا وتكتلهم جهويا وقبليا للبحث عن الامان والحماية.
  
16.                          تفكك العلاقات الاجتماعية بين الطلاب وانعدام التواصل  مع بعضهم البعض ومع ادارتهم.

المبادرات :
لقد تم تقديم عدد من المبادرات لنبذالعنف الطلابي , اولها كانت بمادرة من مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية  بجامعة ام درمان الاهلية ,كمساهمة من المركز لوقف العنف الداير بين الطلاب تمهيدا لعودة المنبر النقابي المجمد منز العام 1996 , ولكن بالرغم من الجهد الكبير الذي بزل من كل الاطراف و الحضور المشهود من قبل كافة القيادات الساسية العليا والقيادات الطلابية المختلفة في احتفال توقيع ميثاق نبذ العنف , الا انة وقبل مرور سنوات قليلة تعرضت الجامعة لاعنف احداث عنف في تاريخ العنف في  الجامعات  السودانية , اذ تعرضت لحريق هائل في يونيو2005 حيث اندلعت النيران في اكثر من تسع مباني بما فيها مكتب مدير الجامعة  و نائبه , وواحد من احدث واندر المعامل البيئية في المنطقة , وقد تم تقدير الخسائر بحوالي اكثر من المليار جنيه , وقد كان الحريق عمل منظم ومقصود سبق التهديد بة من قبل طلاب النظام الحاكم وذلك لقطع الطريق امام قيام الاتحاد الذي اكتملت كافة الاستعدادات له , وقد تم استخدام الاسلحة النارية والمتفجرات في هذا الحريق بالاضافة الي حشد عناصر للمؤتمر الوطني من خارج الجامعة مع تنسيق تام مع الاجهزة الامنية .
وقد تم توقيع ميثاق شرف اخر للنبذ العنف في جامعة النيلين بعد احداث العنف المؤسفة التي حدثة فيها وراح ضحيتها احد الطلاب , وفي جامعة الخرطوم ايضا تم التوقيع علي ميثاق عنف طلابي اخر , هذا علي سبيل المثال واخر ميثاق لنبذ العنف تم التوقيع عليه حتي لحظة كتابة هذه الورقة كان في جامعة اعالي النيل وقبل ان يجف المداد الذي كتب به  حصلت احداث عنف مؤسفة تدخلت علي اثرها قوات الشرطة مما ادي الي مقتل احد الطلاب برصاصها .
وترجع الاسباب التي ادت الي فشل بعض هذه المبادرات , ومحدودية تاثير البعض الاخر, لانها ناقشت الظاهرة في نطاق ضيق لم يشمل التشخيص الكامل للظاهرة و تحديد اسبابها, مع وضع الحلول الناجعة , بالاضافة الي عدم ربط الظاهرة بالوضع العام اذي تمر به البلاد , اضف الي ذلك عدم اشراك كافة الاطراف التي لديها علاقة بالظاهرة , وعدم جدية الاطراف الموقعة نسبة لانها تحمل بنية العنف كجذء من تكوينها وكواحدة من اليات عملها السياسي ,لذلك تعمل دائما علي نقد المواثيق والالتفاف حولها .
وقد كانت اهم هذه المبادرات لنبذ هذه الظاهرة هي المبادرة التي قام بها الحزب الاتحادي الديمقراطي ( الامانة العامة ) , حيث تمت دعوة اكثر من (30) تنظيم طلابي نشط في الجامعات السودانية المختلفة علي مستوي مركزيات الطلاب , حيث تم القيام بورشة عمل قدمت فيها مساهمات الاطراف المشاركة ,بالاضافة الي سلسلة من الاجتماعات توصلت الي مشروع ميثاق  شرف لنبذ العنف الطلابي في كافة الجامعات السودانية , هذا الميثاق شمل تشخيص كامل للظاهرة مع وضع الحلول , اضف الي ذلك السعي الي اشراك الاطراف التي لها علاقة بالظاهرة , وقد تمت زيارة اكثر من (22) من قيادات التنظيمات السياسية لمباركة الخطوة والمساهمة في انجاحها ,ولكن ذات المجموعة التي عملت علي اجهاض المبادرات السابقة ابت نفسها الا وان تقوم بتعطيل هذا المشروع باثارتها لسلسلة من احداث العنف في جامعات ( الزعيم الازهري , اعالي النيل , سنار وغرب كردفان , كلية النصر التقنية) ,في الوقت الذي كانت كل الاطراف تعمل علي وضع الترتيبات النهائية للتوقيع عليه . 

 استنتاجات عامة :
1. معظم احداث العنف التي تقع في الجامعات السودانية ذات طابع سياسي .
      2. أحداث العنف وسط الطلاب عادة ما تسبقها اجواء تمهد لوقوع العنف وبالتالي فان الاحداث لست من النوع الفجائي , بل تدخل في اطار العنف المتوقع.
   3. هناك بعض القوي السياسية الطلابية لديها اجسام ضمن هيكلها التنظيمي ذات تكوين امني تعتمد في اداء عملها علي العنف المنظم مثل (مكتب التأمين او الرصد والمتابعة) .
    4. العنف في الغالب يكون عبارة عن مواجهات بين الطلاب مع بعضهم البعض او بين الطلاب والاجهزة الامنية والشرطية في حالة تدخلها في الحرم الجامعي .
       5. ارتفاع وتيرة العنف وسط الطلاب مقرون بطبيعة النظام القائم في البلاد ومن خلال واقع الاحداث ثبت ان هناك تزايد في وتيرة العنف والاحتجاج والمواجهات في ظل الحكومات الشمولية , وضموره بل اختفائه في ظل النظام ذات الطابع الديمقراطي التعددي .
       6. العنف المتزايد في الدولة والمجتمع له اثاره الواضحة علي مايحدث  في الجامعات ويغزي الظاهرة .
    7. الجامعات ساحات لتلقي العلم والمعرفة وممارسة المناشط الطلابية والتبادل الفكري والسياسي والثقافي في جوء ودي وحر وديمقراطي , يكون فيه الحوار هو الالية الوحيدة للاقناع والاقتناع عملا بمبدأ ( اختلافالراي لايفسد للود قضية ).
     8. تأهيل البيئة الجامعية يساهم في التحصيل الاكاديمي والعلمي والثقافي .. والبيئة الغيرسليمة تعتبر مدخل للتردي الاكاديمي و العلمي وبالتالي تكون مدخل للحدوث التوتر والعنف.     
     9. غياب المنابرالطلابية وعدم اشراك الطلاب في حل مشاكلهم ومشاكل جامعاتهم له الاثر الكبير في حدوث الاحتكاك بين الطلاب وادارات الجامعات .
التوصيات والحلول :
*علي ادارات الجامعات والموسسات التعليمية السودانية القيام بتهيئة :
(أ) البيئة الاكاديمية : بتأهيل المعامل وقاعات المحاضرات ووتوفير المراجع والاساتذة المؤهلين وتشجيع البحث العلمي .
) البيئة الثقافية : بتأسيس و تشجيع قيام الجمعيات الثقافية والفكرية و المنتديات الادبية ودعمها للممارسة انشطتها .
* التركيز علي تبني قضايا التعايش السلمي وثقافة قبول الاخر في كافة المقررات الدراسية واشاعة الديمقراطية منهجا وسلوكا وممارسة .
* ايقاف الحروب الاهلية وتحقيق السلام العادل والحقيقي وانجاز التحول الديمقراطي واحداث التنمية المتوازنة في كافة ارجاء القطر .
* مراجعت كل القوانين واللوائح التي تحكم عمل المؤسسات التعليمية ,علي رأسها قانون التعليم العالي واعادة صياغتها علي اسس ديمقراطية مع استصحاب اراء الطلاب .
* التاكيد علي مبدأاستقلالية الجامعات , وانتخاب اداراتها من الاسرة الجامعية علي اساس ديمقراطي.
* مراجعت كافة المقررات الدراسية في المراحل التعليمية المختلفة , والاساليب التربوية في الاسرة والمجتمع , مع ابعاد كافة مظاهر العنف عنها .
* ترسيخ وتجزير ثقافة الديمقراطية داخل التنظيمات الطلابية , والاهتمام بتدريب وتأهيل الطلاب ورفع قدراتهم .
* عدم تسيس الاتحادات والجمعيات والروابط الطلابية وتسخيرها لخدمة مجموعة معينة , وتكوينها علي اساس ديمقراطي لخدمة كل الطلاب والدفاع عن حقوقيهم .
خاتمة :
في ختام هذه المساهمة المتواضعة , من الواجب تقديم صوت شكر لجماعة مسرح السودان الواحد , هذه الجماعة الشابة بقيادة الاستاذ يوسف احمد عبد الباقي ( ارسطو ) وبقية العقد الفريد , التي الة علي نفسها ان تساهم في طرح قضايا حية وشاقة ومهمة  جدا في نفس الوقت , دفعا منها في تطوير المسرح السوداني ولفت انتباه المسرحيين بالاهتمام بالقضايا الحية ,لذا قامت الجماعة باقامت هذا الاسبوع الذي طرحت فيه اوراق ودراسات لاكثر من عشرة من القضايا الحية وهي : ( الجندر- العنف الطلابي- النزوح- الديمقراطية-  دارفور- ابيي- تحديات الوحدة والانفصال- المخدرات- الايدز-حريةالتعبير- الهوية ) .
اتت هذه الورقة كمساهمة في هذا الاسبوع , وهي محاولة لفتح الحوار والنقاش حول هذه الظاهرة الخطيرة التي استشرت وسط المجتمع الطلابي ,لعل هدف هذه الورقة المساهمة في محاصر ة هذه الظاهرة وطردها من المجتمع الطلابي , لتعود الحركة الطلابية لتلعب دورها الحقيقي وسط الطلاب وفي المجتمع , عبر منابر طلابية تشمخ بالحوار الفكري الموضوعي والممارسة السياسية الناضجة والراشدة التي تحتفي بثقافة الديمقراطية وقبول الاخر .
لقد كتبت هذة الورقة في ظروف صاحبتها قلة المراجع والدراسات حول هذه الظاهرة , وانعدام البحوث والمراجع المتعلقة بهذه الظاهرة الا من خلال الروايات الشفاهية والمشاهدات الشخصية , نتمني ان تكون قد لامست بعض الجوانب حول الظاهرة وجاوبت علي بعض الاسئلة , و لكنها تبقي في اطار الاجتهاد البشري الذي يحتمل المراجعة والتصويب والحزف والاضافة لاكمال النقص والقصور وذلك بالنقاش المفتوح الذي يضيف لهذه الورقة .
وفي الختام التحية لجماعة مسرح السودان الواحد لاتاحتهم لي الفرصة لاقدم هذه المساهمة , ونتمني ان يظل المسرح دائما في تقدم , وان تسترد الحركة الطلابية عافيتها وتنبذ العنف وتدير صراعاتها عبر اليات الحوار الحر            الديمقراطي لترفد المجتمع السوداني بقيادات اصيلة وصلبة تساهم في رفعته وتنميته وتطويره .    

                                           مع تحياتي
                                  الهادي اسماعيل حامد ابكر
                                                                ودمتم
المراجع :
1.                   العمل في الاحزاب الديمقراطية والاجتماعية – مرشد تطبيقي ( مارت مت هيس ) .
2.                   مقررات ورشة نبذ العنف الطلابي لمركزيات التنظيمات السياسية الطلابية
3.                   التقرير السياسي للمؤتمر الثاني للطلاب حزب البعث العربي الاشتراكي.
4.                   التنظيمات السياسية الطلابية الادوار و الامال (ورقة غير منشورة –اعداد حسن ادريس محمد صالح)
5.                   نحو تفعيل العمل الاجتماعي الطلابي بالجامعات ( ورقة قدمت في ورشة عمل– اعداد: ا.حاتم بابكر) .
6.                   ادارة التنظيم الطلابي (ا: سليمان الامين- ورقة قدمت في ورشة بقاعة الشارقة-  بجامعة الخرطوم ) .
7/ ميثاق نبذ العنف الطلابي بجامعة ام درمان الاهلية .
7.                   العنف الطلابي بالجامعات السودانية ( مجموعة مقالات في الصحف السودانية)
9/ الحياة السياسية في جامعة الخرطوم (1968- 1988) د: حاتم الفاضل عجب.
8.             بحث تكميلي  لنيل درجة البكلاريوس (1999-
9.     20) بعنوان ( النشاط السياسي لطلاب جامعة الخرطوم (1989-  1999) المسار والمعوقات , اعداد: الطالب:( حسن محمد عمر عجيب ) .
12/ مشروع ميثاق الشرف السياسي لنبذ ظاهرة العنف وسط القطاع الطلابي بالجامعات والكليات والمعاهد العليا السودانية ( مشروع لم يتم التوقيع عليه... شاركت فيه اكثر من (30) مركزية طلاب بدعوة من الحزب الاتحادي الديمقراطي (الامانة العامة ) في الفترة من فبراير – اغسطس 2007 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق