لجنة المهرجان في دورته الاولى |
مهرجان المسرح الحر .. في دورته الأولى
تقرير:ميسون عبد الحميد
درج المسرح السودانى خلال مسيرته الطويلة، بداية من المواسم المسرحية ومروراً بالمهرجانات السنوية، الى تطوير هذا الفن عبر مجموعة من التجارب المختلفة التى قدمت فى الفترات الاخيرة، بالرغم مما يشوبها من اشكالات، بعدم توفر مساحات الحرية لانتاج وتقديم مسرح معبر عن واقعه، هذا الحراك المسرحى ليس كافياً للتعبير عن احلام وطموحات المسرحيين السودانيين، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى ، فان هذا الحراك لايستطيع لوحده ان يعكس عمق الحضارة والثقافة السودانية والتراث الغنى بصوره المشهدية والدرامية للشعب السودانى، وعليه فان فضاء المسرح يحتاج الى فتح مسارات جديدة تساهم مع الموجود فى بلورة وانتاج مسرح سودانى حقيقى يعكس تنوعه الثقافى، لذا جاء هذا المهرجان، لصالح ايجاد رئة ثالثة للمسرح، وتوسيع دائرة المشاهدة عبر ابتداع دور عرض جديدة، وفتح منابر تعطى الفرصة لاجيال من الشباب الذين يحملون مشعل التجريب، وخلق تجربة جديدة شكلاً وموضوعاً للبحث عن مسرح مغاير، مع ايجاد اطار تنظيرى يسمح بتطور هذه الاشكال، وكذلك توفير بيئة للحوار الفكري الحر والخلاق من اجل خلق تلاقح معرفي يثرى هذا الفعل، وايضاً فتح فضاءات ارحب لتقديم كوادر جديدة فى مجالات النقد والتمثيل وغيرها من ضروب الابداع المتصلة بالمسرح وتطويره، ويؤمل من هذا الحراك ان يعود للمسرح دوره الطبيعى والطليعى فى طرح قضايا انسان هذا الوطن الذى يمر بتحديات عظيمة تنهك كاهله وتهدد وحدته وامنه وسلامته، وتدفع فى اتجاه تطويره ونهضته وعكس ثقافته وحضارته، وايضاً كسر الاحتكارية فى الفعل والممارسة، وتاكيد الانحياز التام لجودة الصنعة والعمق فى الفكرة والجانب الابداعى والفنى لعملية انتاج العمل المسرحي، مع طرح افكار جديدة لتلافى اشكالات الانتاج التى لا تنتهى من ضعف فى التمويل وغيره من الاشكالات التى تضعف العمل المسرحي فى حد ذاته،لذلك اتي هذا المهرجان.
هكذا جاء بيان مهرجان المسرح الحر التي انتهت فعالياته يوم امس الاول الموافق 26مارس الجاري بمركزالخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية الذي قام في الفترة من 23 الي 26مارس الجاري، والذي تمضمن علي تسعة عروض مسرحية وجلسات حوارية للنقد التطبيقي بمشاركة عدد ممن النقاد والمهتمين بالشان المسرحي والعروض هي: (الهروب خارج النص)، تمثيل الطليعة المسرحية، ومن تأليف واخراج مؤيد الامين. وتمثيل: كل من (مجاهد ابراهيم - الطاهر حسن - غازى عثمان - محمد مصطفى - وتقوى محمد). وعرض الجلف (الدب) لتشكوف اداء فرقة ميسو المسرحية. وأعداد وإخراج ميسون موسي، وشارك فى التمثيل: (ميسون موسي - عمار احمد - أحمد محجوب)، وعرض (النسبية والترانستور) من تأليف السورية ازميرالد عبدالعزيز، اداء جماعة مسرح السودان الواحد، وأعداد وإخراج يوسف أحمد عبدالباقي، وشارك في التمثيل: (انس كمال الدين - مؤيد الامين - صلاح الدين عمار - ايمن مبارك - رماح القاضى - ياسمين عثمان - ابراهيم عصمت - امجد عباس).وعرض (العزلة)، من تأليف وإخراج: هاشم البدوى وتمثيل:(هاشم البدوى - تقوى محمد - انس كمال الدين - ابراهيم عصمت). وعرض المحاكمة الثانية.تأليف: صلاح حسن أحمد وأخراج: حسين عثمان حسين وتمثيل: (الطيب عوض – ادم ازرق – وراق عمر – أحمد محمد – سوسن – نجوى – بابكر). ومؤثرات: محمد يوسف. وعرض (حب فى زمن القسوة)، تأليف واخراج حمد عبدالسلام وتمثيل بمساعدة هاشم البدوي. وعرض (العنكبوت)، اداء نجوم القضارف المسرحية وتأليف واخراج ايمن نجم الدين وتمثيل: الهادى بابكر عوض السيد. وعرض (ابليس) الوهج المسرحية، وتاليف واخراج عبداللطيف الرشيد، وشارك فى التمثيل : (عزام يعقوب - مدثر محمد سيد أحمد - عمر عبدالجليل - عمر محمد - شيراز محمد ابراهيم - اشتياق محمد ابراهيم - عادل يحي التوم - حازم أحمد التجانى - محمود الشيخ مصطفى - ابازر محمد بشير)، وتصميم السنغرافيا: داليا ابو القاسم وعبدالرحمن النيل و نفذ الاخراج: نجلا موسي؛ والموسيقى: اشرف سيف الدين. وعرض (افتحو لنا هذه الابواب) اداء فرقة مركز بشيش للفنون الادائية - مختبر المسرح التفاعلي، وتأليف واخراج: معمر القزافى، وتمثيل : (الصادق أحمد بابكر - نسرين حمد عبدالله - عبير محمد المكى)، والموسيقي والمؤثرات الصوتية : عوض الكريم جمعة والغناء: سامر جمعة محمد، والصور المشهدية: معمر القزافى والاشعار لوجدان صباحى - معمر القزافى والمخرج المنفذ ضاح عبدالله بدوي وساعد فى الاخراج: سامر جمعة محمد، وكما جاء عرض (المحطة)، اداء الهدف المسرحي، وتأليف اخراج: قذافى ابكر، وتمثيل:(نصر الدين يحي – صديق مطفى – هشامن كمال – مدثر عبدالعاطى – وفاء عبداللطيف – رباب عجبة). على شرف المهرجان. والقى المسرحي الوليد محمد الحسن كلمة اليوم العالمي للمسرح. وفى الختام احتفى المسرحيون بمشاركة الفنان علاء الدين سنهورى والفنان محمد ابوعرب.
تقرير اللجنة حول المهرجان:-
اشارت اللجنة في تقريرها انها وفقت باكمال مهمتها فى التحكيم بصعوبة، نسبة لعمل اللجنة على مستويين، لجنة مشاهدة ثم لجنة تحكيم، حيث قامت بتصميم استمارة تحتوى على العناصر المسرحية التى تدخل ضمن المنافسة للجوائز، وهى ( النص.. السوغرافيا.. الاخراج .. التمثيل ) يضع كل عضو من اعضاء اللجنة درجته الخاصة لكل من تلك العناصر على حده ، استناداً على المعايير الفنية المعروفة مسبقاً على ان تكون الدرجة من 100 ،وتستخرج النسبة المتوسطة بعد تجميع الدرجات .لتكون الدرجة النهائية من 100، شاركت تسعة عروض فى هذه الدورة ، هى :- ( افتحوا لنا هذه الابواب .. الهروب خارج النص .. الجلف .. المحاكمة الثانية .. النسبية والترانسستور .. العزلة .. حب فى زمن القسوة .. ابليس .. الهنكبوت ) ، النسبة العامة للتأليف المسرحى فى المهرجان 56% ونسبة الاخراج 57% والتمثيل 59% والسنوغرافيا 58%
![]() |
جانب من جمهور الدورة الاولى |
ملاحظات حول العروض:-
1- تشيد لجنة التحكيم بالجهود التى بذلت على مستوى التنظيم والتأليف والاخراج والتمثيل، وان كانت ترى ان الانسان افضل من ما كان عليه.
2- توصلت اللجنة من خلال ملاحظاتها ونقاشاتها الى ان العروض المنطلقة من ثقافات محلية هى الاقرب الى نفسية الجمهور، لانها الاكثر صدقاً فى التعبير عن قضاياه التى تلامس واقعه المعاش،
3- لاحظت اللجنة ان هناك عروض اعتمدت التجريب كمنهج لبناء العرض لكنها افتقدت الى النهج الكافى.
4- لاحظت اللجنة ومن خلال مناقشاتها لمضامين المسرحيات، ان هناك عروض تناولت قضايا ملحة فى الواقع اليومي المعاش، واخرى لم تهتم بالموضوع، وكان تركيزها منصباً على الشكل.
5- رأت اللجنة ومن خلال ملاحظاتها ان النصوص باللهجة العامية كانت الاقدر على توصيل رسالتها فضلاً عن الاخطاء اللغوية فى العروض باللغة العربية الفصحى، تحد من قدرات الممثل، وتشوش على الجمهور.
التوصيات :-
1/ توصى اللجنة بتبنى الجهات الراعية والممولة لهذا المهرجان، باقامت ورش تتبع لمهرجان المسرح الحر، لتمليك المسرحيين خبرات نظرية وتقنية متطورة، فى فن المسرح.
2/ توصى اللجنة بالانطلاق من تلك الثقافات، وتوظيفها واستلهامها فى كتابة وتصميم العرض المسرحى، ووضع ذلك ضمن الموجهات العامة للمهرجان فى دوراته المقبلة.
3/ توصى اللجنة بخصيص موضوعات للتجريب على مستوياته المختلفة فى الدورات المقبلة، على ان يصاحب ذلك تدعيم نظرى وبحثى فى المجال المعين.
4/ توصى اللجنة بان يكون المضمون الملامس للواقع وقضاياه، واحداً من موجهات هذا المجال، حتى يكون لهذا المهرجان دوره ورسالته فى بث الوعي، وان يكون منبراً منسجماً مع فكر المسرح للمجتمع.
5/ توصى اللجنة بوجود مصحح لغوى اثناء البروفات، والاهتمام باللهجة العامية واللغات المحلية.
المؤلف والمخرج المسرحي محمد السنى دفع الله، فى تعليقه على المهرجان عبر موقع سودانيزاونلاين حيث قال:(الف مبروك قيام مهرجان المسرح الحر.. ننتظر وبفارق اللهفة والصبر المقالات النقدية عن المهرجان والصور للعروض الفنية، بجانب تغطية الصحف ... مزيد من النجاحات، والتوفيق للشباب الذي يقف خلف هذه الفعالية المتفائلة والتي قدمت بنكران ذات وايثار، حتى يرى هذا المهرجان النور).
وفى نفس الموقع افاد الناقد محمد سيد أحمد الذى قال: (من اجمل الاخبار.. قيام مهرجان للمسرح خطوة مهمة جدا، والسودان فى حاجة لعشرات المهرجانات، لتحريك الراكد المسرحى، واتاحة الفرصة للخريجين والفرق المسرحية والنقاد، واضاف يعجبنى فى هذا المهرجان ان تكون الجهة المنظمة مؤسسة حرة، لا تقع تحت تاثير بيروقراطية او سيطرة الدولة، وقيام هذا المهرجان يؤكد ان الامكانيات المادية لا يمكن ان تقف عائق امام الابداع كما عبر عن اسفة،لعدم تمكنه من الوصول لمتابعة المهرجان، واخيرا الف تحية لكل من شارك فى اضاءة شمعة المسرح والابداع بهذا المهرجان).
ومن جانبه افاد عبدالحميد كيس- تشكيلي (القضارف)، من خلال جلسات منتدى النقد التطبيقي لمهرجان المسرح الحر بقاعة مركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية البشرية بقوله: (ثلاثة عشرعاما ولم اتي الي المسرح هذا المهرجان نفض عني غبار هذة السنين وجعلني اعود الي المسر ح، شكرا لادارة المهرجان نام ان تتطور لفكرة، وان تنقل الي الولايات في القريبالعاجل ونحن علي اتم الاستعداد لاستضافتة في ولاية القضارف.
الجوائز :-
فاز بجائزة التأليف المسرحي عبداللطيف الرشيد ، عن مسرحية ( إبليس) وصلاح حسن احمد عن مسرحية (المحاكمة الثانية )، وفاز بالجائزة الثانية: ايمن نجم الدين عن مسرحية ( العنكبوت)، فاز بجائزة الإخراج الاوليعبداللطيف الرشيد ، عن مسرحية ( إبليس)، وبالثانية يوسف احمد عبد الباقى عن مسرحية النسبية والترانزستور، وفازة بالجائزة الاولى فى السنوغرافيا هاشم البدوى عن مسرحية ( العزلة )، والثانية المصممة داليا أبو القاسم عن مسرحية (ابليس)، وفاز بجائزة التمثيل، دور أول رجال الهادى بابكر عن دوره فى شخصية الدرويش عن مسرحية العنكبوت. وفاز بجائزة التمثيل، دور ثانى رجال – مناصفة – بين محمد احمد عن دور شخصية الدويش فى مسرحية (المحاكمة الثانية)، و أنس كمال الدين عن دور شخصية الممثل فى مسرحية (النسبية والترانزستور). وذهبت جائزة التمثيل نساء دور أول للممثلة رماح القاضى عن دور شخصيتي أيمان ووفاء فى مسرحية (النسبية والترانزستور).وحازت الممثلة تقوى محمد موسى عن دور شخصية ريا فى مسرحية (الهروب خارج النص). كما حازت ياسمين عثمان على جائزة افضل كتابة نقدية وريان مصطفي على جائزة افضل تقديم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق