![]() |
الاستاذة مريم محجوب شريف وجانب من المنتدي |
"الباحث الإنثربولوجي هو دائما في حالة أكتشاف الذات"
“نشرت في الملف الثقافي لصحيفة القرار- السبت16فبراير 2013م”
استضاف نادي التراث والثقافة الوطنية وجماعة مسرح السودان الواحد في منتداهم الدوري بنادي الاسرة يوم الثلاثاء 12 فبراير 2013م، الاستاذة مريم محجوب شريف الباحثة الانثروبولوجية، في جلسة حوارية حول الانثروبولوجيا وعلاقتها بالدراما بصورة عامة وبالمسرح على وجه الخصوص، ابتدر المسرحي يوسف أحمد عبدالباقي الجلسة بتوضيح أهمية هذه الجلسات الحوارية حيث قال: (هذه الجلسة الثالثة من مجموعة جلسات تستهدف عملية مراجعة لمجموعة من النظريات والمناهج النقدية بالاضافة الي بعض العلوم المجاورة القصد الاساسي منها هو أحداث حراك وفتح بعض الحوارات حول قضايا ذات صلة بعملية النقدية كمقدمة لفاعليات مهرجان المسرح الحر المزمع إقامته في الفترة من 21 إلى 26 من شهر مارس 2013م، وكمدخل لملامسة بعض القضايا المتعلقة بالدراما تمهيداً للوثوب نحو حلم قديم ومتجدد وهو تأسيس معهد "السودان الواحد للفنون الادائية").
اما الاستاذة مريم فقد بدأت محاورها الاساسية بمدخل تعريفي للانثروبولوجيا حيث قالت: ان أي محاولة القبض على تعريف كافي وشافي من الصعوبة بمكان، وأي محاولة للاشارة الي الاب الشرعي لأي علم هي محاولة مجانية، ولكن هنالك محاولات من بعض العلماء في اوروبا لفصل الفلسفات الاجتماعية كمحاولة لوضع إطار علمي للانثروبولوجيا، وعلى مستوى الوطن العربي حاول "ابن خلدون" فصل التغيير الاجتماعي والتفسير الديني للظاهرة، ومن المعروف ان كل العلوم مهتمة بدراسة الانسان أو وضع دراسات من أجل الانسان، والباحث الانثروبولوجي كدارس هو دائما في محاولة أكتشاف الذات في التعامل مع اللآخرين، وهكذا لا يوجد تعريف واحد أو تعريف محدد أو من زاوية أو اتجاه واحدة، فمناهج البحث في التراجم العربية (المصرية تحديداً) تعتبرها منهج لدراسة طريقة جمع المعلومات المدونة، وهذا يعتبر من أصول علم الانثروبولوجيا، وتعريفها من النهاية الوظيفية هو معجم الفهم العريض لدراسة الانسان بإعتباره "منتج وناتج" أجتماعي خلق في ظروف إجتماعية وإقتصادية وسياسية... محددة، ولكن ممكن القول ان المقصود بالانثربولوجيا في واحدة من تعريفاتها هو دراسة الإنسان من جميع جوانبه الطبيعية والسيكولوجية والاجتماعية، ومن ثم تحدثت عن معنى كلمة "أنثروبولوجيا" من الناحية الاشتقاقية حيث قالت انها مشتقة من الكلمة الإغريقية Anthropo، أي الإنسان؛ والكلمة Logy أي العلم، أي أن الكلمة في معناها اللغوي "كلمة مقابل كلمة" معناها دراسة الإنسان... ونتيجة لتنوع الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، تبنى الأنثروبولوجيون التعريف اللغوي لعلمهم؛ ولذلك يحاولون دراسة الإنسان وكل أعماله، أي كل منجزاته المادية والفكرية، أي الدراسة الشاملة للإنسان... وقالت ايضاً بالضرورة لكل مجتمع مساهمته في هذا المعرفة بشكل أو بأخر... وايضاً ذكرت انه لا يمكن ان تتم المقارنة ما بين المجتمعات وتصنيفها بأي شكل من الاشكال بأن نقول هذا - مجتمع أول وهذا ثاني أو هذا متقدم وهذا متأخر – دون وضع معاير صارمة وواضحة... ولكن يظل لكل مجتمع معايره المعرفية والاخلاقية... ومن ثم تجولت في سياحة واسعة حول الانثروبولوجيا والانثروبولوجيين ونظرياتهم المختلفة حيث توقفت في بعض المحطات المهمة المرتبطة بتطور الانثروبولوجيا ومساهمات المجتمعات البشرية المتعددة فيها.
ومن ثم اتقلت الى الحديث عن تجربتها كأنثروبولوجية التي اقتصرتها في تجربتين الاولى كانت ميدانها دار ايواء الاطفال المجهولي الابوين.. حيث ذكرت فيما معناه ان هذه التجربة تركت أسئلة جوهرية حول مفهوم الغريزة لدي الام وخاصة وان هنالك ام لديها استعداد "تجدع" طفلها وأخري لديها استعداد ان تربي.
والتجربة الثانية وكان ميدانها منطقة جنوب كردفان حيث امضت اكثر من شهر لمقابلة "الكجور"... ومضت الاستاذة مريم في استعراض هذه التجربة بعكس عوالم "الكجور" كطب بديل، وطبيعة مرضاه وكيفية مقابلته والكيفية التي يعمل بها في أكتشاف المرض ومعالجته.. وذكرت ان هنالك حالات يتم تحويلها الي المستشفي باعتباره مرض محله هو الطب المعروف، وهذا يعكس توزيع الادوار وتحديد وظيفة كل منهما... وحاولت في هذه التجربة ان تستدع مجموعة من الشخصيات التي في شكل من اشكالها تشبه ما يتم من خلال المعالجة الدرامية لبعض القضايا... كما حاولت ان تعكس الحوار الذي يدور ما بين الكجور ومرضاه، والذي تجسد في امكانيات عالية للتعايش والتواصل ما بينهما من خلال لغة الجسد وعبر العصا وغيرها... وحاولت تتتبع دلالات الاقيونات الموجودة في المكان مثل روؤس الثيران والجلود الازياء التي يرتديها الكجور وغيرها... ربما تكون مرتبطة بارواح الاسلاف كما يعتقد البعض أو مرتبطة بقدرت الكجور في العلاج وبالتالي فهذه العلامات بمثابة شهادات له تعكس عدد ما قدم من قاربين من الحيوانات كدلالة على عدد المرضى... الخ،
في ختام هذه الجلسة كانت هناك الكثير من المداخلات التي شكلت اضافة حقيقة للحوار، واتفق الجميع على مواصلة الحوار حول هذا الموضوع والتوسع فيه أكثر... مع انتظار ما ستتوصل اليها الباحثة الانثوبولوجية مريم محجوب شريف من خلال اكتمال تحليلها لتجربتها مع الكجور في منطقة جنوب كردفان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق