السبت، 2 فبراير 2019

الحرب الأهلية والدمار.. خيار الإسلامويون للثوار والمحتجين . كتابات في السياسية والفكر والفن الجزء الثاني(٥) يوسف أرسطو

الحرب الأهلية والدمار.. خيار الإسلامويون للثوار والمحتجين .
كتابات في السياسية والفكر والفن
الجزء الثاني(٥)
يوسف أرسطو
تابعت كثيرا من ردودات الفعل و اللقاءات المباشرة و الحوارات لإسلامويون وسدنتهم للإحتجاجات السلميه  التى طالبت  برحيل النظام  حيث توطنت هاشتاقات  ((حرية وسلام وعدالة _ الشعب يريد إسقاط النظام _ ارحل وبس _ سقطت سقطت ياكيزان  )) وغيرها من الهاشتاقات والهتافات التي تدعو لرحيل النظام  سلميا وقيام نظام ديمقراطي تعددي علي أن تتم المساءلة و المحاسبة  لكل من ارتكب جرائم في حق الشعب والوطن  بدأ من انقلابهم المشؤوم في يونيو ١٩٨٩م وإلى الآن
ورغم أن  المطالبه والدعوة للتغير قد جاءت سلمية ومن الشارع العام و وجدت تاييد من السودانيين في عدد من الدول والمدن العالمية إلا أنها جوبهت بالإنكار وبالتقيل من حجمها ونسبتها لعملاء ومندسين مارقين وفي بعض الأحيان الشيوعيين والبعثين  والحركات المسلحة  اما الشاهد علي ما ذهبنا اليه لايخفي علي احد ومتوفر لمن أراد الوقوف علية إلا أن هناك اعترافات طفيفة وباهته من ذيول وصوف خلفية من للمنتسبين للنظام  بان هنلك جملة ظروف موضوعية هي التي ساقت البلاد لهذا المنعطف وهو محل بحثنا واهتمامها وربما نفرد مادة أو أكثر  لدراسته وتشخيصه وتحليله لكن ما يهمنا ونريد  أن نتوقف في إشارات  عنده  هو ردودات فعل السلطة الحاكمة وخيارتها  أمام المحتجين والثوار
فالإسلاموي المعروف يونس محمود كان أكثر صراحة معلنا ((ماتكونوا سزج (ويفتكروا) الحكومة ضعفت وكل زول يقوم جاري .. والله نحن راسين وعلي اليمين نموت فيها وهي بشكلها الشين ده هي عاجبانا... المساومه  بينا وبين اليساريين  (( يبقى دمها ركب )) أخوانا المسلمين ديل القاعدين ديل علي علاتهم قول فاسد قول سجمان قول رمدان قول مابقدروا يخطط لكن بقدر يقاتل )).
 انتهي كلامه
 ويكفينا من كلامه (دمها ركب ) و(وعلي اليمين نموت فيها)ففي كل الجملتين لم يقل غير أن يستمروا في حكم  السودانيين رغم أنفهم أو الحرب الأهلية ونتائجها الكارثية خيارتهم للمحتجين والثوار
أما النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه وهو الأكثر نفوذا ومن قلات الإسلاموين فقد أعلن ومن خلال اللقاء وللعالم بأن النظام لديه كتائب في الظل (الخفاء) مدربة لحمايتة  وأنها علي استعداد أن تضحي حتي بالروح من أجله وفي سبيل استمراريته وهو أيضا لم  يستبطن غير خيارين المطالبين برحيل النظام وهما أن يستمر النظام أو الحرب الأهلية
وهذا ما أشار  اليه البشير في أكثر من مناسبة بل أرهب الشعب بأن دول الجوار لن تستقبلهم كلاجئين بعد  اندلاع الحرب والنزوح المتوقع حدوثه .. نشير إلى  أن الطيب مصطفى وهو الذي يبدو اكثر تمترسا حول النظام   قد تساءل وهو في حيرة من أمره ((نشيل بقجنا نقبل وين ))
علما بأن الإشارة للسودانيون باعتبار ماسيكون من عدم استقرار للسودانيون  إذا ما استمروا في الاحتجاجات والتظاهرات 
أما الأكاديمي الإسلاموي المعروف الدكتور عبد الوهاب الأفندي ورقم أنه ذهب في مقالته ((البشير يريد إسقاط النظام )) إلي  تحميل البشير وزمرته مسؤليه ماوصلت إلىه  البلاد الا أنه طلب من السودانيين والمطالبين بالتغير الإحتياط وأخذ تهديدات الرئيس بالجد كأنه يعلم مسبقا بأن  الإسلاميين قرروا شق صف الشعب وزرع الفتنة وإشعال اوار الحرب الأهلية بينهم
إلا أن الذي لم يصرح به أن مكونات الشعب السوداني ومجتمعه هو أكثر نضجا وتماسكا وليست من صراعات مذهبية أو طائفة يمكن استغلالها  لتاجيج الصراع فالشعب السوداني  بتجاربه وفطنته  وحصافته قادر علي تجاوز هذه التجربه البقيضة وصناعة مستقبلة ليس له فحسب بل له وللانسانية مثالا يدرس ويقتدي به

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق