السبت، 2 فبراير 2019

الشبيحة، البلطجيه، الأمنجية ،الأمن الشعبي .. الدلالات والمعاني كتابات في السياسية والفكر والفن الجزء الثاني (٨) يوسف أرسطو

الشبيحة،  البلطجيه، الأمنجية ،الأمن الشعبي  .. الدلالات والمعاني
كتابات في السياسية والفكر والفن
الجزء الثاني (٨) 
يوسف أرسطو
الشبيحة كلمة مفردة وجمعها أشباح ومن معانيها هي تلك الكائنات التي فقدت ضمائرها  وأرواحها وإنسانيتها وآدميتها لما ارتكبت من منكرات وفظائع الأعمال اتجاه الانسانيه وبني جلدتهم وأوطانهم
 استخدمت مفردت شبيحة في بلاد الشام وكانت تطلق للأفراد والعصابات الخارجة عن القانون وتستخدم العنف والتعذيب وحتي القتل لخدمة شخص نافذ
لكن معني ومدلول الكلمة اتسع وأصبحت تطلق علي الأفراد و المليشيات التي تساند وتدعم نظام فاسد وذلك من خلال الإضطهاد والتعذيب والقتل
ويطلق هذا المصطلح أيضا علي عصابات مسلحة تعتبر نفسها فوق القانون  لأنها أداة و زراع  للظالم والظلم نفسه حيث تستمد قوتها من الدعم المطلق الذي يلقونه من الظلمة والسلطات الجائره  التي تستعين بهم لضرب لتكميم الافواه وإسكات المعارضين وإخماد الثورات والإحتجاجات وذلك بالإعتداء  وترويع المتظاهرين وقتل بعضهم إذا مادعت الضرورة
ومن أهم سماتها أن هذه المجموعات ليس لها وجود قانوني، شرعي  وتنظيم  علي العلن من الدولة أو بين أفرادها لهذا  هم يخفون ملامح وجوههم خوف افتضاح أمرهم بالتعرف عليهم  وهذا في عموم توضيح المصطلح ومدلول الكلمة في الشام (سوريا_لبنان_العراق)  إلا أنه يمكننا القول أن جميع الدول العربية ودون استثناء تعتمد في وجودها واستمرارها علي وجود أمثال هؤلاء الشبيحة وإن اختلفت هنا أو هناك الأسماء ولكنها تتشابه كمنظومات للترويع والتعذيب والقتل والدفاع المستميت عن الحكومات الظالمة لأنها حاضنتها ففي مصر يطلق عليم البلطجية وفي السودان يشير الإسم للأمنجية  والأمن الشعبي والزراع المسلح للاخوان المسلمين وغيرها من الأسماء والمسميات
حيث كانت يتصف  ممتهنيها  بأمراض و عقد نقص   وقصور في الفهم و بالنسبه لهم  فعملهم محل تبجح وافتخار  لهذا في كثير من الأحيان يشبعون غرورهم وزواتهم المريضة بارتداء ذي واكسسوارات  مميذه  لهم  مثل اللبسة الإشتراكية  أو عدسات معتمه ( نظارات ) تخفي عيونهم المجرمة  أو يحملو سلاحا بارزا ومحدد (طبنجات)   لممارسة فعلهم في أي وقت إذا ما دعت الضرورة
لكن في الزمن  والأوقات العصيبة يخفو ما يميزهم من  وذلك حتي ينغمزا بين المواطنين الشرفاء ويحققوا مآربهم بعد أن يبعدوا الشكوك عنهم وتسهل مهمتهم
لكن ولأنهم في السودان يتحركوا علي سيارات مميزة لهم ولأن مايفعلونه من تعذيب وقتل غير مقبول بل مرفوض إضافة لعدم شرعية القتل والتعذيب رسميا فهم يخفواملامح  وجوههم  بقطع أقمشه كالشالات  (طرح رجالية ) حتي لا يتم التعرف عليم والإنتقام منهم ومن أسرهم أو الإشهار بهم وعزلهم اجتماعيا  فهم يخفون وجوههم أثناء ممارسة التعذيب والقهر والقتل حتي داخل غرف التعذيب وبيوت الأشباح الخاصه بهم ..ويبقي أن نتسآءل هل لهؤلاء من ضمائر  يمكن أن توغظهم في يوم ما أم تبلدت وماتت بفعل التعذيب والقتل الذي مارسوه واعتمدوا  عليه طيلة حياتهم و في معاشهم فقد اقترفت نفوسهم وتلطخت أياديهم بدماء وأرواح الأبرياء فعميت  أبصارهم وتحجرت قلوبهم والا برروا لي عن ماذا تنم فظائعهم وما ارتكبوه في حق البشرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق