في نقد الفكر
الإقصائي(7أ-10)
دمعات ... وأسئلة
ليست للإجابة
بقلم : يوسف ارسطو
امتحانات
التخرج كلية الموسيقى والدراما .. امتحانات البكلاريوس حاليا .. الدبلومات كما
كانت تسمى سابقا ، كانت تجمع ومهرجان ثقافي دون اعلان مهرجانية ، بل يمكن القول
انه اكبر من ذلك فعلى المستوى الاجتماعي يؤم تلك الفعاليات جمهور غفير ومتنوع تضيق
بهم صالة المسرح وكثيرا ... وفي زمن قريب رأينا العشرات وربما المئات وقوفا فى
ممرات المسرح وبعضهم لا يجد مكانا للوقوف حتى خارج الابواب والمنافذ الجانبيه
ناهيك عن الممرات والمداخل ولا مبالغه اذا قولنا ان لجنة الامتحانات من الأساتذة
لا تشق طريقها للاماكن المخصصه لها في الامام إلا بعناء ورغم هذا هناك ثقافة
مشاهده... لحظات صمت مطبق وتفاعل وانفعال غير مخل بقواعد اللعبه بل دافعا انفاسه
لترفع من توتر الصالة و الخشبه حالة دمج
واتصال تجاوب وتصفيق واخذ وعطاء مع مشاهد ولوحات العرض والأداء المتميز للممثلين
بل ليس صراخا بدون مناسبة كما حدث ويحدث الان لنسبه كبيره من الجمهور الحالي اذا
جاز لنا ان نسميهم جمهورا لأنهم اوضع واقل
من ان يوصفوا بذلك لان معظمهم ليس جمهورا اتى برغبة منه لمشاهدة العروض و
الاستمتاع معها وبها وإنما اتوا على سبيل ملء الفراغ وادعاء المجامله والذوق
الرفيع الراقي ذوق هذا الفن الجميل فن التمثيل وإنما هم طلاب معظمهم لم يأتى ها
هناك برغبته وإنما وجد نفسه بدافع قلت المجموع على حين غفلة في خضم الفعل وبين
المبدعين وبحكم الوجود القصري وعدم الموضوع واحترام هذا الفن كان هذا الصراخ
والعويل (الجو طه) . ام الجمهور في السابق فقد كان يأتى خصيصا لهذه العروض من شتي
اقاليم وأمصار السودان وبعضهم من اعضاء
واسر السفارات الاجنبية كما رأيت ذلك بأم
عيني دافعهم حضور هذا الفعل المختلف والنبيل لتحلق ارواحهم لعدة ايام في عوالم
الانسانية وما جبلت عليه من حب وحقد وجبن
وطمع وجشع وشجاعة و مرؤت ومواقف...الخ متجاوزين ومترفعين ومتناسيين الواقع المقزز
ولا انساني . اما علي مستوى ما يقدم من اعمال من حيث الموضوعات المتناوله فقد
كانت عميقة وغير سطحيه كما هو الآن تلامس
قضايا الناس دون ان تخدش احد تقدم نقدا بناءا غير مرائى لأنها فن بحق وإنتاج مبدعين صقلهم البحث والعمل ذو سرائر ملأ بحب
الانسانية وما فطرت عليها مشخصين محللين وعارفين نزواتها لذلك هم اقدر على تجسيدها
بذات الحب دون ان تسيطر عليهم وتمحو ذواتهم لأنهم ذوات بدماها ولحمها .. أقلهم حظا
في التحصيل المعرفي والأكاديمي اعمق كثيرا من زملائهم في الجامعات والكليات الاخرى
لهذا قصدوا وهمشوا سنين عددا وألان تحاك المؤامرات لاقتلاعهم من مكانهم بعد ان اقسموه
عنوه(مع ناس الاتصالات والتلفونات) كما ضمت كلية الموسيقى والدراما لجامعة السودان
عنوه في السابق بدلا من جامعة الخرطوم
التى تشبهها كثيرا في نضج تجارب الطلاب والجمعيات الثقافيه والنشاط السياسي
والتحزب والحزبية والروابط والاتحاد الذي تجاوز عمره نصف قرن من الزمان لذا هم
قصدوا تكتيفها واغتيال المواهب في طلابها بترهيبهم وزرع الخوف في وداخلهم كيف لا
وطلابها الحق و حقيقة يقفون ويتتبعون الانسانية منذ فجرها الاول الي ما بعد بعد الحداثة
،صراع
الانسان مع القدر، صراعه مع الطبيعة، صراعه مع بني جنسه وذاته، والهيمنة ،السيطرة
،القهر
والاستقلال ،استخدام الدين من اجل السلطة
،تغيير
الوعى وغسل العقول مستفيدين ومتمعنين فى كل المعارف والفلسفات البشرية وما ابدعته
من ادوات في سبيل ان توجد وتكون فماذا حدث؟ وكيف حدث؟ وتحول هذا المهرجان التظاهره
الثقافيه والاجتماعية والفنية والفكرية الي مجرد امتحان روتيني وكيف تحول هذا
الصرح العتيق الى مجرد مدرسه يفتقر معظم طلابها الي العمق وأبجديات تخصصاتهم كما
ذكر زملائهم في حوارات تجدونها ها هنا في هذا العدد من الطليعة والذي يزيدنا حيره
ان الاساتذة هم نفس الاساتذة وهم نفسهم من خرج العشرات بل المئات من المبدعين فهل
قل حماسهم ام هرموا وشغلهم المعاش ومكابدة الحياة كما ذكر احد المخضرمين من اساتذة
الموسيقي ام احبطهم اضعاف الطلاب اكاديميا وثقافيا وفكريا في المراحل الاساسية والمتقدمة كما قصدت الدوله
بتغيير المنهج وسحب بعض المواد المهمة والأساسية
مثل علم النفس وعلوم الاجتماع والتربية الوطنيه والفلسفة واهم أعلامها هنالك من يقول ان المشكله تكمن في الطلاب انفسهم
بمعنى انهم ليس جزء من المشهد الثقافي اصحاب تأثير فيه بحيث تعود الكلية مركزا
إشعاعيا ومنطقة جذب كما كانت في السابق ومن هنا نستنتج ابعاد وابتعاد الطلاب من
المهرجانات والفعاليات الثقافيه والفكرية والسياسية ومحدودية ادوارهم وهذا نقيض
ديدن الاجيال السابقه التي كانت رموزا في الحراك الثقافي اذن كانت هناك فرق
ومجموعات تعمل في اثناء العام الدراسي وفي فترات الاجازات مجمعه الكثير من الحب
والتقدير لأساتذتها وطلابها وهذا ما خلق روابط وصداقات تعتز وتفرح لتدفق دفعات
وكوادر جديدة للحياة الثقافيه والفكرية من هذه المؤسسه لهذا هي تترك كل اشغالها
ومصالحها وهمومها وتجيء وهي مشحونة بالأشواق لحضور هذه والفعاليات وذهب آخر يين
الي القول ان هذا لم يكن دافعا في انضاج تجارب الطلاب فحسب بل كان دافعا لهم في
خلق صلات وعلاقات امتن مع الصحافه وكافه اجهزة الاتصال لتقديم انفسهم فكان لهم
مروجون في اجهزة الاعلام وجمهورا وأعلاما
يحتفي بهم ويتابع تجاربهم .. فقد ذكر ابراهيم كومك في حوار تجدونه هنا ان الكلية
تملك الطلاب رؤوس خيوط كافيه للتسلق لمن اجتهد وأعطى واخذ ..كما علل البعض غياب
الثقة الي قلة التدريبات وتطبيقات العمليه وقد لاحظنا ان المتميزين في المشهد
الثقافي من الخريجين كانوا اعضاء جماعات وجمعيات ثقافيه ومتحزبين في احزاب تقدميه
ثورية ولم يحصروا انفسهم في المقررات وإنما لهم تجاربهم وقد بذلوا الكثير من الجهد
والوقت وكانوا حضورا في كل السمنارات والورش والقوافل والرحلات الجادة حيث يتوفروا
على تدريبات وتقديم عروض وأوراق لجمهور حي وهم مازالوا طلابا .
*نشرت هذه المادة بمجلة الطليعة الطلابية العدد الثامن2011
*نشرت هذه المادة بمجلة الطليعة الطلابية العدد الثامن2011
*نشرت هذه المادة بمجلة الطليعة الطلابية العدد الثامن2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق