كان يوم الثلاثاء 21 يونيو لهذا العام"2012" اطول يوم منذ وقت طويل
،لاحظت ان اليوم بدا مملا وقاتلا فى جهة الطول ، قلت لمارغى معلقة على طول
اليوم فقالت "الا تعرفين؟ اليوم هو أول أيام فصل الصيف ... لم يكن
الطقس مائلا للحرارة ، بل كانت الامطار تحول دون حلوله فيما عدا تأخر
مواقيت الصلاة حيث المغرب يحل عند التاسعة مساءا ، والعشاء عند العاشرة
والربع ، قلت لمارغى معلقة "سيكون يوم الصيام طويلا إذن ، حيث حين يحل
رمضان فى شهر اغسطس سيكون ذلك ـ عز الصيف ـ حيث سيكون المغرب عند التاسعة
والنصف تقريبا ، والعشاء فى الحادية عشر مساء رمقتنى بنظرة طويلة وردت بعدها ــ هل عليكم ان تصوموا طوال هذه المدة التى تزيد على عشرساعات ؟ قلت لها ــ بل هى ثمانية عشر ساعة كاملة قالت ــ لا استطيع الى ذلك قلت لها ــ انتى معفية لو كنتى مسلمة من الصيام لانك من الذين خصهم الاسلام بالافطار لانك مصابة بداء السكر قالت ــ لكن ذلك امر صعب كيف تحتملينه ؟ قلت لها ــ هذا ديننا ولا مناص من الصيام
تذكرت ايام كنا فى الابيض ، كنا صبيات بعد ، ولكن علينا ان نصوم مهما كان
الامر ومهما كان طول اليوم ، فى ذلك الحين كانت الغرفة الخاصة بنا نحن
البنات لا توجد فيها مراوح، فقط كانت فى ـ الديوان وغرفة والدىّ ـ فكنا
حتى لانزعج احدا ، نلجأ للزقاق فى بيتنا ، نملأ طستا بالماء ونبلل الملاءات
وننام فى "سراير" لانضع عليها سوى ملاءات حتى لا تبتل المراتب ، فلم تكن
مراتب الاسفنج متاحة حينها ، لكن الصيام كان متعة خاصة فى ايام الامطار ،
حين يجئ رمضان فى الخريف ، فلا نحس عطشا ولا نمل من الصيام ، حيث الامطار
تجعل الطقس رائعا هنا الامطار لم تتوقف طوال الاسبوع الفائت مما جعل
المزارعين فى حالة من الذعر فى حال ان استمرت ، وهى حتام ستسمر لان اهل
الارصاد قالوا إننا موعودين بامطار غزيرة طوال الاسبوع ، وهذا يعنى ان
الصيف "سيكون فى حساب المعدوم " حيث الامطار هنا لا تتوقف طوال الصيف ...
فقط سيكون الامر عسيرا لطول اليوم ، عدا ذلك فالصيام هنا متعة لاتحد ..
تقبل الله صيامنا وصيامكم وكل عام وانتم بخير "أعرف ان اهلنا الان بدأوا فى
تزريع الزريعة ونشر عطر الابرى فى كل الانحاء ...فهذا رجب المبارك ...
وعلى ذكر الصيام هنا ، كانت سيدة تعيش فى لندن قد دعت والدتها للحضور حيث
كانت موعودة بطفل ، فبعد انصرام ايام الولادة طلبت السيدة من والدتها
البقاء ، لكنها بعد صيام يوم واحد قررت ان تعود الى السودان ، مبررة عودتها
"الصيام هنا مسيخ ، هناك كان ما اتشلهتنا واتبلبلنا بالموية واتلمينا فى
الصينية ساعة الفطور وسمعنا الاذان باضانا دى ما ببقى صيام ، دحين رجعونى
اهلى رمضان سمح هناك " وبالفعل رمضان جميل فى السودان ، مهما كان اليوم
طويلا ومهما كان الحر قائظا ، لان اللمة ليس بعدها ، هذا العام ساصوم وحدى
لان بناتى هناك ...فهل هناك "أمسخ من كدا ؟"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق