المستقبل ... والادوارالجديدة للمرأه
الاستاذة ريان مصطفي بمعرض الكتاب بالعوتة |
اعداد
وتقديم : ريان القاضي
يظل وضع المراه فى
المجتمع ودورها فى احداث النهوض والتغيير أساسياً وحيوياً . لان النساء يمثلن نصف
المجتمع ولانهن يقمن بالدور الاكبر فى تشكيل مستقبل الامم بتولى المسؤلية المباشرة
لتنشئة الاجيال 00 ومن هذا المنطلق لا يوجد صراع ما بين الرجل والمرأه بل ترتيب
للادوار لأن المرأه والرجل يمثلان جوهر الانسانية.
وضع المراه عبر
التاريخ والعصور :-
اولا: المجتمع البدائى
: أثبت المؤرخون ان المجتمع البدائى كانت الحياه فيه بلا قيود .. الرجال يخرجون
للصيد ويقومون بإداره الحروب ، أما المرأه فى ذلك الوقت إختصت بالاستقرار وادارة
الارض حيث كانت مصدر الإنتاج البشرى وسميت هذه الفترة بالمجتمع الامومى أو ( مجتمع
الأم) وهذا يعنى ان المرأه كانت تحتل المرتبة الاولى فى هذا المجتمع ، وهذا الوضع
لم تكتسبه من خلال الوعي بدورها بل من اجل الاستفادة منها فى كسب العيش ، وعندما
عاد الرجال من الحروب تم الاستغناء عن المرأه فى الادارة ، وهنا تراجع دور المراه الى المرتبة الثانية نتيجة لنمو فئة ملاك
الاراضى وازدهار الزراعة .
ثانيا : المجتمع الأقطاعى : تغير وضع المرأه
وتراجعت حقوقها وواجباتها ومشاركتها فى الإنتاج واُختصر دورها في إنجاب الاطفال
وتربيتهم والعمل المنزلى فقط ، وهذا لتغيير وسائل الانتاج وإكتشاف الالات ووسائل
اُخرى للزراعة وكسب العيش ، وهذا التطور أنتج المجتمع الطبقى وفئة الملاك والرقيق ،
وادى ذلك الى تخلف وضع المراه نتيجة لتغيرات اساسية فى الوضع الاقتصادى والاجتماعى
0
ثالثا : المجتمع
الراسمالى : فى المجتمع الرأسمالى حدثت تغيرات عميقة في العلاقة بين الرجل والمراة فقط وليست في علاقتها
بالمجتمع كمواطنة ، وقد تراجعت أكثر فى مشاركتها فى الحياه العامة ، ورغم عن ذلك
فقد أهتم المجتمع الراسمالى بتعليمها وفتح فرص للعمل البسيط امامها ، ويكون ذلك
حسب الحوجة فى مجالات محددة مثل التدريس واعمال السكرتارية ، ولكنها فى ذات الوقت
واجهت أشكال مختلفة من الاضطهاد وعدم المساواة ، هذا علي حسب ما قاله المفكر
الفرنسي(لافارج) : ( أن الراسمالية جرت النساء من البيوت للعمل الى مواقع الإنتاج
لابغرض تحررهن ولكن لستغلالهن بصورة أكبر من استغلال ا لقد مثل خروج المراة للعمل في اروبا نقطة البداية
في وعيها بحقوقها وأهمية دورها فى الانتاج
، فنهضت ونظمت صفوفها للمطالبة بحقوقها ، وشهد بذلك أول مظاهرة كبرى قادتها النساء
العاملات فى امريكا للمطالبة بحقوقهن فى العمل وحقوق الاطفال فى دور الحضانة ورياض
الاطفال ، وقد أصبح ذلك اليوم معلماً بارزاً فى تاريخ الحركة النسوية العالمية
تحتفل به نساء العالم أجمع فى 8مارس من كل عام 0 ومن هنا بدأت الحملات التحررية فى
مختلف الدول الغربية وظهور عدد من المفكريين يدعون الى حقوق النساء ، واستمر
النضال حتى ظهور النزعة النسوية التى تدعوا الى المساواة بين الرجل والمرأه ،
وظهور عدد من الحركات الاخرى وكلها كانت تدعوا الى :
-
منح المراه حق الاختراع .
-
حماية المراة من مخاطر النازين والفاشست .
-
المساواة بين المراة والرجل في البرلمان .
-
حماية المراة من الاغتصاب والتحرش الجنسي .
-
معالجة اوضاع القصر في حياتهم العائلية.
رابعا : المجتمع الاشتراكي : وبظهور المجتمع
الاشتراكي واختلاف النظام الاقتصادي ، ونهاية طبقة الملاك المستغلين ، ذاد
الاهتمام بالمراة نسبة لما قامت به في
فترة الراسمالية ، ورغم عن هذا التغير علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي
، مازالت المراة تواصل مسيرتها ونضالها ، للمطالبة بحقوقها الاساسية المتمثلة في :
-
تعليم المراة .. ومحو الامية .
-
مكافة الامراض وسط النساء خاصة في البيئات الفقيرة .
-
تشجيع المراة علي استردات موقعها الطبيعي في المجتمع .
-
المساواة بين الجنسين في الاجور لنفس العمل .. الخ
جانب من مشاركة المراة في ايام المسرح والمستقبل |
خامسا المراة
في عصر الاسلام : ان المجتمع هو الذي يحدد طبيعة المراة وافكارها وقدرتها علي
العطاء ، حيث وجدت المراة في الجاهلية مساحة اكبر في الحركة مما جعلها تلعب ادوار
مقدرة ، وحين جاء الاسلام نظم حياتها ، ومنحها حقوقها ، وكان للنساء دور بارز في
مجالات المجتمع المختلفة ، فالسيدة خديجة بنت خويلد علي سبيل المثال بلغت شأناً
عظيماً في الاستقلال الاقتصادي ، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها ، وكذلك بنت الاشرس
التميمية ، وسمية بنت الخياط وغيرهن من النساء الذين لعبن ادوارا عظيمة سجلها
التاريخ .
والنساء في الاسلام قد اقبلن لتلقي العلم
والمعرفة من الرسول (ص) ، في الحلقات التي كان يعقدها في المساجد للنساء والرجال ،
وسؤاله عن ما يعرض لهن من تساؤلات في امور الدين ، وهناك الكثير من الاحاديث رؤية
عن الصحابيات من النساء ، وهي عبارة عن نقل مباشر من الرسول صلي الله عليه وسلم ،
وبعض النساء صارن مرجعا للفتوي ، وهذا يوضح ان المراة في الاسلام كانت لها مساحة
من الحرية مكنتها من لعب هذه الادوار .
سادسا : المراة في بعض
المجتمعات العربية : يقال عنها ( زات الشعر الطويل والفكر القصير ) ، وانها لم
تخلق الا لخدمة الرجل ، هذه المفاهيم الخاطئة تعزز دونية المراة في بعض المجتمعات
العربية ، وتضعها في المرتبة الثانية ، ، لهذا نجد ان المراة في بعض مجتماعاتنا
العربية في رق الرجل والرجل في رق الحاكم ، فهو ظالم في بيته ومظلوم اذا خرج منه ،
وهذه المعاملة نجدها تنعكس علي الاطفال ، حيث من يقهر يقهر لذا نجد اغلب الاطفال
ضعيفي الثقة بانفسهم وبالتالي ضعيفي الشخصية ، وعلي العكس من ذلك نجد في بعض
المجتمعات الغربية المتقدمة التي فهمت الطبيعة الانسانية للمراة ، ان وضع المراة
لا يختلف كثيرا عن الرجل ، وقد تم منحها حقوقها في جميع ما يتعلق بالحياة
الانسانية ، لذا نجد ان هذه المجتمعات اكثر توازا مما يخلق بئية مناسبة لتربية
الاطفال .
والملاحظ
في الكثير من مجتماتنا العربية وجود العديد من الاوضاع الغير انسانية التي تتعرض
لها المراة خارج وداخل المنزل ، مثل حالات الزواج المبكر ( زواج القاصرات ) التي
تعرض الفتيات للمخاطر خاصة فيما يختص بالصحة الانجابية ، وتقلل من فرص اكمال
التعليم ، وهذه الاوضاع المؤسفة هي نتيجة لموروثات وعادات سلبية في بعض المجتمعات
العربية تعود لاسباب تاريخية ، وبالتالي فإن مسؤلية كبيرة تقع علي عاتق الاعلام
العربي ، في وضع هذه المفاهيم السلبية تحت المجهر ، ونفس المسؤلية واكثر تقع علي
واضعي مناهج التعليم في كافة مراحله ، ولكن ما يلفت الانتباه هنا هو الفارق الكبير
في الوعي لدي المراة نفسها ، لقد استطاعت المراة في كثير من الدول المتقدمة ان
تحصل علي حقوقها ، بفضل وعيها بدورها وبحقوقها ، وهي علي يقين بحقها في المساواة
كانسان يتمتع بكل الحقوق ، لا فرق بين زكر وانثي ، بينما توجد كثير من النساء في
منطقتنا العربية يرون ان عدم المساواة هو امر طبيعي ، وهذا ما يؤدي الي تفاقم
الازمة .
سابعا : وضع المراة في
السودان القديم : عبر تاريخ السودان الممتد تأرجحت اوضاع المراة ، علي حسب طبيعة
المجتمع بكافة مستوياته ( الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .. الخ ) ، وفي بعض
العصور كان المجتمع امومي حيث ينسب الابناء لامهاتهم وكذلك الميراث في المال
والسلطه كان عن طريق الام ، وقد شاركت المراة في ادارة البلاد في بعض الفترات مثل
الملكة (اماني شختو) والكنداكة .. الخ ، وفي فترات اخري تراجع دورها لمراحل متأخرة
جدا ، علي سبيل المثال في عصر الفونج ، في بعض المناطق كان يتم استخدام النساء
لجلب المال بطرق غير مشروعة مثل (الدعارة) ، والاسترقاق مما ادي الي ان تكون هناك
مستويات مختلفة لانتهاك حرمات المراة ، مثلا للحراير حرمات محدودة ، ولكن الاماء
حرماتهن مستباحة ، هذا فضلا عن القهر الذي كان ومازال يمارس علي النساء ، مثل
عملية القتان التي توثر بطريقة مباشرة علي الصحة الانجابية بالنسبة للمراة ، وكذلك
هنالك الكثير من العادات والتقاليد التي ادت الي تشويح جسد المراة بالجروح (
الشلوخ – دق الشلوفة .. الخ ) ، ونجد في بعض طقوس الزواج الرجل يقوم بتخديش العروس
باظافره علي جميع اجزاء جسدها ، ومن عادات النوير مثلا ان يقوم الرجل بضرب زوجته
عند الزواج ، كرمز لسلطته عليها وغيرها من الممارسات .
في بداية الفترة المهدية كانت اوضاع النساء
متردية جدا ، حيث كانت يمارس عليها انواع من الانتهاك والاضطهات المزدوج ، بوضعها
مواطنة من الدرجة الثانية ، وممارسة عليها العديد من العادات والتقاليد الضارة ،
وبعض المفاهيم الرجعية التي ساهمت في تخلفها ، وابقت عليها في حوش الحريم بعيد عن
المجتمع ، وجأت المهدية بنهج ديني وسياسي واجتماعي ضد الحكم التركي ، وقد منحت
الثورة المهدية المراة بعض حقوقها وعاملتها باحترام ، واهتمت بتعليمها وحاربت
العادات الضارة ، مما
اهلها في ان تلعب
ادوار مختلفة ان ذالك وفي المستقبل فكانت (رابحة الكنانية – والسلطانة مورو –
الميرم تاجا- ومهيرة بنت عبود .. الخ) .
ثامنا : المراة في
السودان الحديث : اخذت المراة حديثا بعض حقوقها ، حيث احتلت مراكز متقدمة في
الدولة والمجتمع ، مثل منصب عضو المحكمة العليا ومحكمة الاستيناف ، وفي مجال الطب
والهندسة والمحاماة ومجالات المال والاعمال وغيرها ، وشاركت في الانتخابات في
العام 1986م ودخلت البرلمان ، وكانت مشاركتها في الانتخابات مقارنه بالرجل علي
النحو التالي :
الاقليم
|
النسبة %
|
الخرطوم
|
40%
|
النيل الازرق
|
31%
|
اعالي النيل
|
21%
|
بحر الغزال
|
38%
|
دارفور
|
38%
|
كسلا
|
24%
|
كردفان
|
23%
|
وقد شاركت المراة في والاذاعة التلفزيون كمزيعة ومعدة للبرامج ومقدمة
للبرامج السياسية والاجتماعية والتثقيفية والبرامج الخاصة بالاسرة والطفل وكذلك
المرأه شاركة فى ادارة الاجهزة الاعلامية الرسمية 0 أما الصحافة فالبرغم من زيادة عدد الصحفيات فى الاونة الاخيرة الا انها
لم تاخذ مواقع متقدمة كما الرجل .
وقد ناضلت من اجل تحسين وضعها في الدولة
والمجتمع ، وعملت جاهدة من اجل معالجة قضايا الاحوال الشخصية وتعدد الزوجات ، بما
يؤمن حياة الاسرة والاطفال ويحفظ كرامة المرأه ، فكانت المطالبة بتقييد تعدد
الزوجات والطلاق ، واستندت الحركة
النسائية فى مطالبها على ما كفله الاسلام للمرأه من حقوق وفى هذا الشأن مثل : حق
إختيار الزوج ، وحق التقدم لخطبة الرجل الذى تريده ، وحق وضع العصمة بيدها للطلاق
بالاتفاق فى عقد الزواج حسب ما جاء فى المذهب الحنفى ، وحق طلب الطلاق متى ما
تضررت من الرجل ، وحق الوصاية على نفسها فى عقد الزاج .
ومن اهم القضايا التي ناضلت من اجلها
الحركة النسوية هي قانون بيت الطاعة الذى يقضى بجر المرأه لبيت الزوج بالبوليس ،
فى الاسلام لم يذكر مثل هذا القانون بما انه أمر وضعى ، الا انه تمت ممارسته في ظل
الانظمة الدكتاتورية ولم يوقف العمل به إلا عندما طالبت الهيئات النسائية بذلك .
هذه سياحة لاوضاع المراة عبر التاريخ ، محاولة
منا للوقوف علي الادوار التي لعبتها عبر العصور المختلفة ، والاستفادة من كل ما هو
اجابي من نضالها الطويل من تحسين وضعها ، لبناء ادوار جديدة تقودنا للمستقبل
، وذلك عبر تعلم طرق جديدة لحل مشكلات الحياة اليومية ،
والاتجاه نحو التحرر من أثر القيود التقليدية ، مع تبديل اتجاه الولاءات من الاسرة
والقبيلة الي روابط العمل والمنظمات والاتحادات وغيرها .
الايمان بقدرة العلم والمعرفة علي حل الكثير من
مشكلات الحياة ، وتوظيفهما عند مواجهة الصعاب ، والابتعاد عن التفسيرات (الميتافيزيقية)
والاستسلامات القدرية ، والميل الي الانضباط في العمل ، والتقيد بالمواعيد ،
والتخطيط ا المستقبلي والاني ، والاهتمام بالمشاركة في الانشطة الاجتماعية
والسياسية والثقافية علي المستوي الوطني ، والاهتمام باكتساب المعارف العلمية و
خبرات ومهارات جديدة ، والاطلاع علي مجريات الاحداث علي المستوي الوطني والقومي
والعالمي .
*ملحوظة هذة المادة ملخص لورقة الاستاذة الناقدة ريان مصطفي اعدت ونشرت في مجلة الطليعة الطلابية العدد 2010الجدير بالزكر ان الورقة قدمت في تجربة ايام المسرح واسئلة المستقل بمنطقة ود المنسي بولاية الجزيرة
هذة المادة هي ملخص لورقة الاستاذة ريان التي قدمتها في مشروع ود النسي ايام السرح واسئلة المستقبل الذي اقامته الجماعة بالتعاون مع رابطة الطلاب بالمنطقة
ردحذف