![]() |
ورقتي الاستاذ المخرج مؤيد الامين والاستاذ الناقد موسى ابراهيم ادار الجلسة الاستاذ ايمن مبار |
فى هذه المرحلة
الدقيقة والمفصلية التى تعيشها بلادنا، خاصة وانها تمر بإزمة من الممكن ان تعصف بإستقرارها
ووجودها، لذلك تهدف هذه الدراسة لتناول دور الشباب فى قضايا التنمية، وخلق الاسئلة
الجوهريه المتعلقة بهذه القضايا، ومحاولة طرح أجوبة قد تتفق أوتختلف فيها وجهات
النظر، من ثم فتح الفرصة واسعة لمناقشة هذه القضايا، وهذا العنوان المطروح (الشباب
وقضايا التنمية) قد يبدو بسيطاً من الوهلة الاولي، ولكن فى الواقع ان هذا العنوان
من التعقيد بمكان، لانه ببساطه هذه يحمل العديد من المضامين المهمة، بل وأكثر
تعقيداً، وقد كتبت دراسات عديدة واجريت بعوث من الكثرة بمكان ولا زالت تتواصل
الدراسات والكتابات، في موضوعة التنمية والشباب، والرابط الجوهري بينهما، وفي ذلك
تناولت العديد من العناوين ضروب التنمية بمختلف مسمياتها ةاتجاهاتها، ولكنا هنا نركز
في أهمها وهي التنمية البشرية.
تكمن أهمية التنمية البشرية في كونها تمثل رأس الرمح في
عملية التنمية الحقيقية، أي ان تنمية الإنسان هي التي يمكن ان تقونا الى التنمية
بمفهومها الاوسع، والشباب بأعتبارهم أدوات البناء التنموي وداعمته الاساسية، لذلك
يأتي ربط الشباب بالتنمية لأهمية قطاع الشباب، من هنا يحاول الدارس ربط هذه
الاهمية بمفاهيم التنمية، وعلاقة الشباب بالتنمية، وكيفية الوصول الي ذلك.
مفهوم
الشباب:
يمكن ان نعرف الشباب تعريفا نظرياً للشباب المقصود في
هذه الدراسة، وهي الفئة الأكثر نشاطا وحيوية وفاعلية، والأكثر طاقة داخل المجتمع،
كما هي الأكثر إبداعا وانطلاقاً، فان الامة تصلح بصلاح شبابها ووعيهم ونضجهم، ولانهم
الفئة الإرتكازية في عملية الإنتاج في شتى المجالات والأنشطة، ويمكن ان نعرفها
بانها هي الفئة العمرية ما بين (18) عاما الى (45) عاما، بما ان هذه الفئة تتمتع
بالصفات السابقة، لذا اعتبر الدارس ان المدخل للتنمية ياتي بسواعد الشباب وعقولهم
وابداعهم وعطائهم وطاقاتهم.

ولنقف قليلا فيما قبل مرحلة الشباب، ان حياة الإنسان في
هذه المرحلة تحتاج للمزيد من التواصل من أجل التعلم والاكتشاف.
ان الفرد يبدأ
حياته في حلقة صغيرة تتالف من الوالدين، وتتسع لتشمل افراد الاسرة، فالأقارب ثم
الجيران والأصدقاء، ومن ثم المراحل الدراسية أو المهنية... الخ، ليختلط بأنماط
عديدة من البشر، ويكتسب معارف وخبرات حياتية متنوعة، ولا شك فان المجتمع يساهم
مساهمة فعالة في تنشئة الشاب سلباً أو إيجاباً.
ان اليئية المحيطة هي التي تفرض نمط احتياجات الشاب الأساسية،
لذا فان ماهية الأشياء والوسائل التي تشبع هذه الاحتياجات المعينة تتوقف برمتها
على ماهية البيئة التي يولد فيها ويعيش.

ان الحياة تبدو مفتقرة للتماسك عندما تتغير البيئة بسرعة،
ويصبح البشر أكثر عرضة الى التطويع والتشكل، إن عمل الإنسان يتكامل مع البيئة،
بمعنى ان حاجات الفرد وإنفاعلاته ومعرفته تعمل في تناسق لتؤثر على أعماله، ومن هنا
تتشكل شخصية الفرد فتبقي شخصية تحمل سمات خاصة به. وتبقى هناك عناصر عدة لتكوين
تلك السمات منها ماهو طبيعي ووراثي وأخر مكتسب.
أولاً:
الأسرة التي ينشأ فيها الفرد لها التأثير القوي، الذي يتساعده علي إدراك مقدرته وإكتشاف
ذاته وتفجير طاقاته الداخلية. ففي البلدان النامية نجد ان تركيبة الأسرة تركيبة أبويه،
أي ان هناك سلطة من الأب لدواعي الحب أوالخوف أو الدافع الإقتصادي، مما يؤثر سلبا ويجعل
الفرد نسخة من الأب أو الأكبر من الإخوة.. وهنا تختفي ملامح وسمات الشخصية، وبذلك
تذوب ملامح الشخصية الخاصة بالفرد وتبقي غير قادرة علي التوافق مع ذاتها والأخر، حيث تبقى الفوارق
بينهما في القدرات وطرق التفكير... ونتيجة ذلك قد يصبح الفرد منطويا ومنعزلا عن محيطة أو يتمرد على ذلك
المحيط أو يصاب بازدواجية نفسية غير مدركة أو محسوسة ولكنها تظهر في إنفعالاته. وإيضاً
ينتابه إحساس بالرفض وعدم التوافق ما بين القديم والجديد.. وما بين احلامة واشواقة
والعرف والأخلاق السائدة... فيبقي مشوها وغير قادر على تسوية الأمور، بسبب الحرمان
من البحث والإدراك، وتبقى لديه أسئلة كثيرة عالقة والإجابة عليها غير مقنعة والبحث
فيها ممنوع فقد يتجمد الوعي وتتزايد السلبية ويبقى غير قادر على الفعل.
ثانياً:
المدرسة وهي إيضا توثر عن طريق المنهج الذي لابد ان يكون موضوعا بعلمية، لجعل
الافراد واعين وباحثين وفاعلين وليسوا عبارة عن خزائن لدخر المعلومات. وتاريخيا فان
للشباب أدور عظيمة في الغير والتجديد، لانهم يمتازون بالحيوية والنشاط.
مفهوم
التنمية:
جاءت التنمية بمفاهيم مختلفة وفق مجالات عدة
وحسب التخصيشة، رغم أن سؤال مفهوم التنمية لم يعد سؤالا أكاديميا يناقش في
الجامعات، ولكنه أصبح سؤال الجماهير والشعوب في كل البلدان، وأكثرها دول العام
الثالث أو ما يسمى بالدول النامية.
فكلمة
تنمية في اللغة تعني : نما الزرع أي زد ارتفاعا، وتكون دائما الزيادة طبيعية للشيء
في الطول والحجم. ونجد أيضا في كل البلدان النامية ترتبط التنمية بالإقتصاد
والبناء المعماري، ففي شتئ وسائل الإعلام والصحف اليومية توصف وكأنها خدمات فقط
وبنية تحتية وليس متطلبات شعبية مثل حق التعليم والعلاج...... الخ.
ان التنمية هي البناء القويم للمجتمع وتوفير الخدمات الإجتماعية،
والارتقاء بالإنسان لمعرفة ما يدور حوله من تطور حتي يستطيع التفاعل معه.
أن بناء الإنسان
علي المستوي الذهني والمعرفي، يعتبر أهم مرتكزات التنمية، ومن خلال إنسان قادر
ومدرك لمتطلبات التطور يمكن ان تتحقق عمليات التنمية بمفهومها الأوسع حيث يدرك أهميتها
ويبقى مشاركا فيها.

كثير من البلدان النامية تهتم بالاقتصاد والمعمار، ويبقى
إنسانها مستهلكا فقط وغير منتج، ويرى ساستها ان التنمية في شكل معمارها، فكيف لإنسان هذه البلدان العيش والتعايش وهو لا
يشارك في عملية التنمية و لم يُعد ذهنيا لذلك، ومن هنا فهو دائما يسعى لتبجيل الماضي، وشعوره بما
هو قديم هو الأفضل، مما يجعله متمسكا به ويتذكره كأنه حلم وآمال مرتجاة، وهذا جزء
من إشكالات التنمية الإقتصادية غير المدروسة، لذا يجب ان نتوقف أمام هذه الإشكالية
ودراستها بعمق، وان نتعامل مع الماضي بطريقة واعية ومدركة للظروف التي انتجته، ومن
ثم اخذ ما يفيد الواقع ويطوره لصالح عملية التنمية، وهذا ما يمكن ان يقاس على كل
حيثيات الحياة، بالإستفادة من كل العلوم الإنسانية وعدم التوقف للتأمل في الماضي
والبقاء فيه، بل نستحدث من الماضي ما يفيد بعض هنات الحاضر، فالتنمية التي تكون في
بناء الإنسان هي الأكثر أهمية، وقد تحل كثيرا من مشاكل الإنتاج وإنخفاض مستوى الإستهلاك،
ومن الثابت فان أوروبا مُدينه بعبقرية إنسانها والي ثقافتها القديمة، كما قال جورج
نخاميل: (بناء العقل هو الهدف الأول للتربية الصحيحة، كما أنها عميقة الفهم في كل
ما يمس الإنسان، فهمنا الإنسان الذي هو أنا وأنت والجميع)، وقد فطنت أوربا لكل تلك
الثقافات فتلقتها كتراث جميل فوصل بها الأمر للتخلي عن شتات الحضارة والأجناس التي
كانت تقطن تلك البلاد، ان القيمة الاقتصادية لأي امة أساسها التعليم والتعلم وبهذا
يمكن لأي أمة النهوض.
![]() |
بعض المشاركيين في التجربة-امن اعضاء الجماعة |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق