عصام قيسان ======== لجبال عن يميني وعن يساري تركض ملتفة حولي في حركة لولبية تبتعد ثم تجئ حتي تكاد تجثم علي .. والشمس مدارية ترسم ملامح أبريل الحارق .. وطريق يتلوي كثعبان أخرش الجلد , ينوء بنتوءاته الحادة ..
شجيرات الشوك وحدها تنبئك بأن ثمة حياة يمكنها أن تكون علي بعد عشرات
الكليومترات , .. السماء خالية .. فالطيور رحلت حيث تواجدت السحب أو ظل ما
.. السائق يتضجر من رعونة الحصي وكآبة السيارة ..... ومني أنا ..... ... ..
وانا أضع يدي اليمني علي حافة باب سيارتي , معظم ساعدي خارج السيارة .. ,
الكوع حادا تُلامسه الشمس وذرات الغبار , وكفي في الداخل مكفيا علي وجهه ,
.. أدخلت يدها وأمسكت بكفي .. رفعته برفق و عينيها تتلصصان خفية علي , وثمة إرتعاشة بين أناملها والرمشين .. سافر كفي معها دون تمنع يذكر , ثم وضعته علي قدر ما يغطي من غضها البارز .. ثم ضغطت ما استطاعت من بين حيائها المرتجف .. سهم توسط الكف يصغر حجم الإستدارة .. كان كفيلا بأن يُشعل نارا فاقت إبريل الصارخ , .. سحبت كفي بذات الرفق ........ تضجر السائق ثم تأفف .. حسرة .. .. ..
قبل نصف ساعة كانت هذه الأبنوسية تصطلي بالشمس , وعلي رأسها قوت اسبوع ,
مطحونا - علي رأسها , ينوء الحمل وتُشجعها أفواه تنتظر علي بعد جوع ونصف ,
ما بين جبال (فادميا) و (سالبل ) , الطريق تسكنه حجارة من ابابيل سٌنت إلي
أعلي .. وأقدامها منزوعة الحذاء بفعل الأفواه والإنتظار وطول الطريق ..
والشمس تصر أنها سيدة السماء وتهدي الأرض نظرة قاسية , .. أمرت السائق
بالتوقف .. بمحاذاتها إتكأت سيارتنا , دون أن تبدي هي التفاتة , طلبت منها
أن تضع حملها وتصعد فهي في طريقنا .......... , أغرورقت عيناها بدمع
صادق ....... غطي خدها يمسح ذرات الغبار الأحمر وبعض بياض الطحين ...
ليرتسم خطين أبنوسيين يحددان الأصل وعمق الآهة .. لم نتجاذب حديثا لعدم توافر لغة موحدة بيننا وبعد مقعدي عن ظهر العربة نصف النقل , المرآة جادت لي بأجمل إبتسامة رضا كنت قد رأيتها ... طرق خفيف علي الزجاج الفاصل .. يلفه تردد ملحوظ ..
توقف السائق , فنزلت ثم وضعت حمولتها علي حافة صخر جاد بها طرف الجبل الذي
يزاحم الطريق .... ثم توقفت عند بابي وهمهمت بلغتها شاكرة .. هالني ما
متعها الله به زينة الصدر الآثرة فأجفلت بصري نحو عينيها .... رأيت كل
علامات الثناء والأمتنان مرسومة صدق علي عينيها وحيرة خفية خلف بؤبؤها ..
وأنا مابين الشك واليقين عن مقصدها .. .. وأنا أضع يدي اليمني علي حافة باب سيارتي , معظم ساعدي خارج السيا............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق