الاثنين، 10 يونيو 2013

أساطير صغيرة-منصور الصويم


زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي) *أساطير صغيرة
منصور الصُويّم

الكاتب الاديب منصور الصويم


فايزة عمسيب ساكنة في القلوب قبل البيوت
يحكى أن ما حدث للممثلة القديرة الرائدة؛ فايزة عمسيب، لا يمكن أن يحدث إلا في هذه البلاد، وبهذه الطريقة الفجة المهينة (قليلة الأدب)، وفائزة التي تعد أما لكل للدراميين والفنانين، إن لم يراع لأدوارها وتاريخها الطويل في إثراء الفن الدرامي في بلد مثل هذا البلد، كان على الأقل أن يراعى لسنها، لوحدتها، ولحب الناس الكبير لها.
الاستاذة في الزمن الجميل

قال الراوي: مؤكد أن الفن والفنان واجها وما زالا يواجهان عنتا ورفضا كبيرين من قطاعات واسعة في هذا المجتمع (الفسيفسائي المرتبك)، رفض تمثلت بدايته في حرب أدواتها: النفي والإبعاد والسخرية والتعري والتملص الأسري والقبلي وحتى القتل.. تاريخ نضالي طويل توجه الفنان السوداني بالانتصار (جزئيا – مرحليا!!)، أقول الفنان وأعني في هذه الفقرة الرجل تحديدا فما بالك بامرأة دشنت مسيرتها الفنية في أوج حرب الرفض والنفي والتشويه الأخلاقي والاجتماعي.
قال الراوي: مثل فايزة عمسيب في بلاد أخرى، لا يمكن لقوة جبرية أن تأخذها من (بيتها) إلى العراء، مثلها في بلاد أخرى، لا تحتاج في الأصل لمن يدافع وينافح لأجل أن تملك سكنا وهي التي تسكن أفئدة الملايين من أبناء هذا الشعب أم (العشب)، مثلها يا سادة وسيدات تشرف البيوت والفيلات والقصور التي  تسكنون
قال الراوي: هل تساءلت البنات عن تاريخ نوعهن الفريد في بلاد السودان، وهل فاخرن كل آن بأول برلمانية وأول قاضية وطبيبة وووو، هل انتبهن لنموذج عمسيب التي (عملت) وسط أكثر (المهن) و(المجتمعات) عرضة للقيل والقال بالمفهوم الإبعادي في الحرب الطويلة ما بين الفن والبالي من أفكار واتجاهات، هل انتبهن لنصاعة هذه السيرة وصمودها وجبروتها وإشعاعها الذي تعدى البلاد إلى البلاد.
ختم الراوي؛ قال: وهل أزمة الأم فايزة ترجع إلى أنها لم تقدم أو تسهم في نشر فن (ذوق) المرحلة الرائج، وأنها لم تبتذل نفسها أو (بناتها الدراميات) في أداء المدغدغ تسطيحا وتغيبيا من فنون (إجرائية) بائرة تلبي أهواءهم، أم كانوا يودونها أرجوازا ملطخا بالألوان والهوان حتى تمنح بيت هنائها المقتطعة أرضه من قصور (نهبهم).
الاستاذة فايزة عمسيب

استدرك الراوي؛ قال: لكن، هل بات هناك من يكترث؟
زاوية يومية بصحيفة (اليوم التالي) *أساطير صغيرة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق